من الشاطئ إلى الجبل.. أفلام تأخذك في إجازة دون أن تغادر الأريكة - هرم مصر

الكورة السعودية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

لطالما كانت الإجازات محورا بارزا في الأعمال السينمائية، إذ توفر خلفية مثالية للهروب من رتابة الحياة اليومية، والسعي لاكتشاف الذات، والانخراط في مغامرات غير متوقعة. وقد استفاد صناع الأفلام من هذا الإطار الزمني لتقديم حكايات تمزج بين الكوميديا والرومانسية والدراما، وأحيانا التشويق، مما منح "الإجازة" بعدا دراميا غنيا بالدلالات والتناقضات.

ومع حلول إجازة العيد الطويلة، نسلط في هذا التقرير الضوء على أبرز الأفلام التي اتخذت من الإجازة محورا رئيسيا في سردها، ونستعرض كيف انعكست هذه التجارب على حياة أبطالها.

عبث وتشويق ساخر

إذا كنتم من محبي روايات أغاثا كريستي أو من عشاق أفلام الجريمة ذات الطابع البوليسي الممزوج بروح الكوميديا، ننصحكم بمشاهدة فيلم "البصلة الزجاجية: أخرجوا السكاكين"، وهو الجزء الثاني من سلسلة "أخرجوا السكاكين" من بطولة دانيال كريغ.

الفيلم من إخراج رايان جونسون، ويدور حول 5 أشخاص يتلقون دعوة من ملياردير صديق لهم لقضاء عطلة في جزيرته الخاصة في اليونان. لكن سرعان ما تنقلب الأجواء حين تقع جريمة قتل، ويتبيّن أن لدى كل واحد من الضيوف دافعا محتملا لارتكاب الجريمة. وهنا تبدأ مهمة المحقق الشهير بينوا بلانك، الذي يسعى لكشف ملابسات الجريمة وتحديد هوية القاتل.

إعلان

ينتمي الفيلم إلى فئة الأعمال الذكية والمسلية التي تتطلب من المشاهد التركيز والانتباه في كل مشهد، في محاولة لمجاراة المحقق وحل اللغز قبله. ويُحسب للفيلم استخدامه المميز للمونتاج كأداة سردية فاعلة، أضفت بعدًا جماليًا وتشويقًا إضافيًا على مجريات الأحداث.

السفينة التي أغرقت القيم

من الأقوى؟ هذا السؤال حاول أن يجيب عليه صانعو فيلم "مثلث الحزن" بطريقة غير تقليدية عبر الولوج إلى عالم الكوميديا السوداء، حيث تأخذنا الأحداث في رحلة غريبة تبدأ بعالم عروض الأزياء السطحي مرورا برحلة بحرية فاخرة تضم نخبة من الأثرياء، قبل أن ينتهي الأمر بكارثة تودي بالأبطال إلى جزيرة معزولة.

وحينها تتبدل موازين القوى، ويجد المشاهد نفسه مجبرا على إعادة النظر في بعض المفاهيم الأخلاقية وسط تساؤلات عن الأولويات بين النجاة والمال والسلطة والجمال.

امتاز العمل بالكتابة الذكية، والفكاهة الضمنية، مع البناء السردي غير الخطّي وأداء الممثلين المتقن، ورغم طول الفيلم، فإن إيقاعه يظل مثيرا بفضل تناقضاته الجريئة وطبعه الساخر.

إعلان

الكوميديا النسائية في مواجهة الواقع

لمحبي البطولات النسائية ذات الحضور الطاغي والبهجة العارمة، نرشح فيلم "رحلة الفتيات" الذي يحكي عن 4 صديقات تعود صداقتهن إلى الجامعة، يقررن السفر معا لحضور أحد المهرجانات، وخلال إجازتهن العامرة بالمغامرات يُعدن اكتشاف علاقتهن وذواتهن.

العمل بطولة كوين لطيفة، تيفاني هادش، وجادا بينكيت سميث، وقد تحلى بالسيناريو الذي عرف كيف يجمع بين الضحك والمضمون، ولم يكتف صانعو الفيلم بالأجواء المرحة وإنما حرصوا على استعراض قضايا مثل الخيانة وتمكين المرأة، وهو من أشهر الأفلام التي احتفت بتجارب النساء الأميركيات من أصل أفريقي بعيدا عن النمطية المعلبة وإن عابه تكرار بعض الكليشيهات الكوميدية التي جعلت الأحداث متوقعة.

من شادية إلى جينيفر أنيستون

في أجواء كلاسيكية شبيهة بفيلم "نص ساعة جواز" لشادية ورشدي أباظة، تدور أحداث الفيلم الكوميدي "جست غو وذ إت" (Just Go with It) الذي يتمحور حول طبيب تجميل طالما استخدم كذبة أنه زوج تعس للتهرب من الالتزامات العاطفية.

وحين يقابل فتاة أحلامه ويقنعها أنه على وشك الطلاق تصر على لقاء زوجته فيستعين بمساعدته جينيفر أنيستون التي تضطر للذهاب في عطلة مع مديرها رفقة أولادها الذين يشاركون في الكذبة وتتوالى الأحداث.

الفيلم يعتمد على تركيبة مألوفة بعالم الرومانتيك كوميدي من حيث وتيرة السرد التي تحافظ على خفة الظل دون ملل، لكنه بحقيقة الأمر نجح بفضل الكيمياء والتجانس الهائل بين آدم ساندلر وجينيفر أنستون وهو ما توج باشتراكهما سويا بسلسلة أفلام "لغز جريمة القتل".

طفولة ومغامرة

وأخيرا، إذا كنت تبحث عن فيلم يصلح للمشاهدة العائلية أو مع الصغار، نرشح لك عملين لطيفين للغاية، الأول: الفيلم الفانتازي "لوكا" لديزني وبيكسار المناسب تماما للأجواء الصيفية، وإن كان لا يحكي عن إجازة بالمعنى المباشر لكنه يتضمن روحا مشابهة ومغامرة تجري في مدينة ساحلية على "الريفيرا" الإيطالية، أبطالها اثنان من وحوش البحر يتحولان إلى هيئة بشرية لصبيين صغيرين فور خروجهما من الماء.

إعلان

وهو ما يضاعف الأدرينالين لديهما ويجعلهما راغبين باكتشاف العالم الخارجي حيث ركوب الدراجات والكثير من الأكلات اللذيذة، والأهم الأحداث المتلاحقة على نقيض عالمهما البحري الذي اعتاداه حد الملل. امتاز العمل بكونه تجربة ماتعة بصريا، كما أنه ملهم للصغار والكبار ويحث الجميع على التشجّع لمواجهة المجهول.

موسم الهجرة إلى جامايكا

في مغامرة كوميدية من إنتاج أستوديوهات يونيفرسال، يأتي الفيلم الثاني وهو "الهجرة" (Migration) الذي يستعرض رحلة مجموعة من البط الذين طالما كانوا يعانون من الحماية المفرطة لوالدهم حد منعهم من الذهاب في أي إجازات أو رحلات الهجرة الجماعية.

وحين ينجحون بتوريطه أخيرا بإحدى تلك الرحلات بقصد الهجرة من نيو إنغلاند إلى جامايكا عبر المرور بمدينة نيويورك، تتعرض الأسرة للكثير من المواقف التي قد تبدو كوميدية للجمهور لكنها تغير ديناميكية العلاقة بين الأبطال ورؤيتهم إلى العالم الحقيقي.

حقق العمل إيرادات مرتفعة وقت عرضه كذلك حصد تقييمات إيجابية، فيما أشاد النقاد بالرسوم المتميزة والإيقاع السريع للأحداث التي يغلب عليها المرح، الأمر الذي يجعله فيلما عائليا بامتياز.

بتتبع القائمة يسهل اكتشاف أن الإجازة في السينما ليست دائما هروبا إلى الخارج، بل كثيرا ما تكون رحلة نحو الداخل، إلى الذات، إلى العلاقات، إلى الحقيقة. ولعل سر جمال هذه الأعمال يكمن في قدرتها على جعل العطلة التي نظنها لحظة استراحة، لحظة مواجهة، ضاحكة أحيانا، ودامعة أحيانا أخرى.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق