28 مايو 2025, 1:30 مساءً
عقد مركز تفسير للدراسات القرآنية أمسية علمية متميزة في الليلة الأولى من شهر ذي الحجة لعام 1446هـ، استضيف فيها فضيلة الدكتور فهد بن عبد الله العثمان، الأستاذ المشارك بجامعة الأمير سطام بن عبد العزيز، للحديث عن "علوم القرآن في المملكة العربية السعودية : جهود ومناهج"، وهو عنوان رسالته لنيل درجة الدكتوراه التي نُشرت أخيرًا عن طريق دارة الملك عبد العزيز.
ويأتي هذا اللقاء ضمن سلسلة لقاءات مركز تفسير التي تهدف إلى إثراء البحث العلمي القرآني، وتعزيز التواصل بين المتخصصين والمهتمين بهذا العلم الشريف.
واستعرض الدكتور العثمان خلال اللقاء الجهود السعودية متناولاً جهود المملكة الرسمية والعلمية في خدمة علوم القرآن الكريم عبر أطوار الدولة السعودية الثلاثة، ومبرزًا دور الجامعات، والمعاهد، والكليات، والجمعيات العلمية، إلى جانب المؤسسات الحكومية مثل مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف الذي وصفه بواجهة المملكة القرآنية، وأكد أن المملكة تتفرد بكثرة الكراسي البحثية المتخصصة في القرآن الكريم، ولا نظير لها في العالم.
وأوضح العثمان أن إعداد رسالته استغرق سنوات من البحث والرحلات العلمية إلى مختلف مناطق المملكة، بهدف توثيق المناهج والاتجاهات في التأليف القرآني، بدءًا من الدولة السعودية الأولى وحتى العصر الحديث، ورصد أبرز المؤلفات والرسائل الجامعية في هذا الحقل، ووقف على نماذج متميزة من كتب علوم القرآن لمؤلفين سعوديين، منها كتب الدكتور مساعد الطيار والدكتور فهد الرومي وغيرهما، موضحًا مناهجهم ومميزات أعمالهم العلمية، ومشيرًا إلى تحول التأليف في القرن الرابع عشر الهجري من الجمع الاستقرائي إلى الانتقاء البنائي، تبعًا لمتطلبات التعليم الأكاديمي.
وتطرق الضيف إلى التحديات التي واجهته، منها حداثة الموضوع وندرة التراجم، فضلاً عن محدودية الوقت، موضحًا أنه عالج هذه الصعوبات بالبحث الميداني والتواصل المباشر مع المؤلفين وذويهم، وأكد الدكتور العثمان في ختام اللقاء أن هدفه من هذا البحث إبراز جهود العلماء والمؤسسات السعودية في علوم القرآن، راجيًا أن يكون هذا العمل خالصًا لوجه الله، نافعًا لطلاب العلم والباحثين في هذا المجال.
واختُتم اللقاء بتعقيب من الدكتور فهد الرومي، صاحب كتاب "دراسات في علوم القرآن"، الذي تحدث عن تجربته في تأليف الكتاب استجابة لحاجة تعليمية في كليات المعلمين، والدكتور ناصر المنيع الذي نوّه بجهود الدولة السعودية في التعليم القرآني الرسمي وغير الرسمي وأشار إلى الجهود غير المكتوبة في حلقات التعليم، والبرامج الإعلامية، والدورات العلمية، داعيًا إلى حصرها ضمن دراسات أكاديمية.
0 تعليق