توفي السائق البطل خالد محمد شوقي، المعروف إعلاميًا بـ"ضحية محطة الوقود"، الذي استشهد أثناء محاولته البطولية لإنقاذ المواطنين من كارثة محققة، إثر اندلاع حريق في محطة وقود بمدينة العاشر من رمضان.
وفور إعلان الخبر سادت حالة من الحزن العميق في محافظات مصر، ولكن لم يمر هذا الموقف البطولي مرور الكرام، وانطلقت مصر كلها، حكومة وشعبا، لتكريم هذا البطل الحقيقي، الشهيد خالد، سائق شاحنة لنقل المواد البترولية الذي لم يتردد لحظة في مواجهة الموت من أجل حماية الآخرين.
فعندما اشتعلت النيران في مركبته، اتخذ قرارًا مصيريًا بجرها بعيدًا عن المحطة، ليمنع انفجارًا كان من الممكن أن يحصد أرواح العشرات، وبعد أن أبعد السيارة المشتعلة، خرج منها واقفًا يستكمل عملية الإنقاذ، في مشهد مؤثر يسطر في صفحات المجد.
استجابة شعبية واسعة
وفي استجابة مهيبة من افراد الشعب المصري، أعلن رجل الأعمال السعيد كامل، مدير أحد المصانع في العاشر من رمضان، عن تبرعه بمبلغ 500 ألف جنيه لصالح أسرة الشهيد، مؤكدًا أن ما فعله خالد يفوق حدود التقدير المادي، قائلاً: "إنه يضحي بروحه وهو شايف الموت قدام عينه لإنقاذ آخرين، هذا شيء لا مثيل له إلا عند المصريين فقط".
كما أطلق محمود هيبة، أحد أصحاب محلات المصوغات، مبادرة لجمع سبيكة ذهب وزنها كيلو جرام من عدد من الشركات لصالح أسرة البطل، واستجابت ثلاث شركات بالفعل، كل منها تعهد بالتبرع بسبيكة وزنها 50 جرامًا، ما يعكس حجم الامتنان الشعبي لتضحيته.
تكريم رسمي على أعلى مستوى
لم تقف الاستجابة عند حدود أفراد الشعب المصري، بل سارعت الحكومة المصرية، ممثلة في رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، إلى إعلان تكريم هذا البطل، ناعيًا الشهيد بكلمات مؤثرة، مشيرًا إلى أن خالد قدم نموذجًا فريدًا للبطولة والتضحية.
ووجه رئيس الوزراء على الفور كلاً من وزيري البترول والتضامن الاجتماعي بصرف مكافأة مجزية لأسرة الشهيد، بالإضافة إلى رصد معاش استثنائي، وتكريم الأسرة رسميًا، مؤكدًا أن الدولة لن تنسى أبناءها الأوفياء.
كما أعلن وزير العمل محمد جبران صرف مبلغ 200 ألف جنيه لأسرة الشهيد، دعمًا لها في هذه المحنة وتقديرًا لما قدمه خالد من تضحية خالدة.
تخليد اسمه في ذاكرة المدينة
وفاءً لهذا العمل البطولي، قرر المهندس علاء عبداللاه، رئيس جهاز تنمية مدينة العاشر من رمضان، إطلاق اسم الشهيد خالد محمد شوقي عبدالعال على أحد شوارع المدينة، ليظل اسمه محفورًا في وجدان أهلها، ودرسًا في الشجاعة لأجيال قادمة.
0 تعليق