دعاء الخروج من مكة وهو ما يستحب أن يقوله الحاج أثناء خروجه من مكة المكرمة أسوة بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وأثناء التوجه إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث تمتلئ النفس حالة من الشوق والشغف لزيارة المدينة المنورة، وفي الوقت نفسه تزداد حزنًا على فراق مناسك الحج والخروج من مكة، حيث تُعدّ أعظم البقاع في قلوب المسلمين، فهي مهبط الوحي ومنطلق شعائر الحج والعمرة.
دعاء الخروج من مكة
وفي هذا السياق، قالت دار الإفتاء المصرية، إنه يستحب ترديد دعاء الخروج من مكة ووداع الكعبة، ويقول: "اللَّهُمَّ البَيْتُ بَيْتُك، وَالعَبْدُ عَبْدُكَ وَابْنُ عَبدِكَ وابْنُ أمَتِكَ، حَمَلْتَنِى علىٰ ما سَخَّرْتَ لى مِنْ خَلْقِكَ، حتَّىٰ سَيَّرْتَنى فِى بِلادِكَ، وَبَلَّغْتَنِى بِنِعْمَتِكَ حتَّىٰ أعَنْتَنِى علىٰ قَضَاءِ مَناسِكِكَ، فإنْ كُنْتَ رَضِيتَ عَنِّى فازْدَدْ عنى رِضًا، وَإِلاَّ فَمِنَ الآنَ قَبْلَ أنْ يَنأى عَنْ بَيْتِكَ دَارِى، هَذَا أوَانُ انْصِرَافى، إنْ أذِنْتَ لى غَيْرَ مُسْتَبْدِلٍ بِكَ وَلا بِبَيْتِكَ، وَلا رَاغِبٍ عَنْكَ وَلا عَنْ بَيْتِكَ، اللَّهُمَّ فأصْحِبْنِى العافِيَةَ فى بَدَنِى، وَالعِصْمَةَ فى دِينِى، وأحْسِنْ مُنْقَلَبِى، وَارْزُقْنِى طاعَتَكَ ما أبْقَيْتَنِى، واجْمَعْ لى خَيْرَى الآخِرةِ والدُّنْيا، إنَّكَ علىٰ كُلّ شَيىءٍ قدِيرٌ".
دعاء وداع مكة
وأفادت دار الإفتاء المصرية، بأنه ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم وسيدنا أبو بكر في قصة الهجرة النبوية، حينما خرجا من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة بعدما أذن للنبي بذلك، ودع النبي مكة والكعبة الشريفة وداعا خاصا، إذ نظر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مكة نظرة وداع حارة، ورد صلى الله عليه وسلم قائلا: «والله إني لأخرج منك، وإني لأعلم أنك أحب أرض الله إلى الله، وأكرمها على الله.. ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت».
ماذا يقول الحاج في دعاء الخروج من مكة ؟
وأشارت دار الإفتاء المصرية، إلى أنه يمكن للحاج ترديد أكثر من صيغة لدعاء الخروج من مكة، وهو ما حثَّ عليه الشرع الشريف.
وفي هذا الإطار، قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهوري السابق، إنه يستحب ترديد أكثر من صيغة لدعاء الخروج من مكة، مستشهدًا بقول الله عز وجل: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾.
طواف الوداع في الحج
طواف الوداع واجب على كل حاج إذا أراد العودة إلى موطنه، وليس على من يؤدي العُمرة طواف الوداع على الصحيح من أقوال العلماء، وإذا قرر الحاج بعد أن أدى طواف الوداع البقاء في مكة من الليل إلى النهار، أو من النهار إلى الليل، فإن طوافه ملغي ويجب عليه أن يعيده مرة أخرى، من أجل أن يكون الطواف هو آخر عهده بالبيت، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ "رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا" قَالَ: «أُمِرَ النَّاسُ أَنْ يَكُونَ آخِرُ عَهْدِهِمْ بِالْبَيْتِ، إِلا أَنَّهُ خُفِّفَ عَنْ الْحَائِضِ».
وطواف الوداع يكون سبعة أشواط حول الكعبة المشرفة، بعد أن ينهي الحاج جميع المناسك، وينوي مغادرة مكة المكرمة، واختلف الفقهاء في هل طواف الوداع فرض ام سنة على قولين، والأرجح أنه سنة، ويجوز جمع طواف الوداع مع طواف الإفاضة، ولا يجوز للحائض أن تؤديه، لأنه يشترط في طواف الوداع الطهارة كالصلاة.
0 تعليق