قد يبدو مصطلح "انتباذ بطانة الرحم" معقدًا للوهلة الأولى، لكنه في الواقع يشير إلى حالة مرضية مزمنة تعاني منها نسبة غير قليلة من النساء، حيث تنمو أنسجة تشبه بطانة الرحم في أماكن خارج الرحم. هذه الحالة لا تقتصر على الألم الجسدي فقط، بل قد تسبب تقلصات حادة خلال الدورة الشهرية، تفوق كثيرًا الآلام المعتادة، وقد تصل مضاعفاتها إلى التأثير على الخصوبة.
وما يغفل عنه كثيرون هو التأثير النفسي العميق لهذا المرض. تشير الدكتورة ديفيا جي نالور إلى أن الانتباذ البطاني الرحمي ما يزال غير مفهوم بالشكل الكافي في المجتمع، مما يجعل النساء المصابات به يعانين بصمت، في ظل نقص الوعي والدعم من المحيطين بهن.
توضح الدكتورة نالور أن التركيز عادة يكون على الأعراض الجسدية، بينما يتم تجاهل الجوانب النفسية، على الرغم من أن العلاجات المستخدمة – مثل المسكنات، والجراحات، والعلاج الهرموني – تتطلب صبرًا وتحملًا نفسيًا كبيرًا. ومع استمرار المعاناة، قد تظهر أعراض القلق والاكتئاب، ويشعر العديد من النساء بالإرهاق والعجز، خاصة في غياب التعاطف والدعم من الأسرة والمجتمع.
وقد أوضحت الدكتورة خمس طرق رئيسية يتأثر بها الجانب النفسي نتيجة الإصابة بانتباذ بطانة الرحم:
القلق المستمر:
بسبب الألم المفاجئ، واضطراب الحياة اليومية، وتكرار التغيب عن العمل أو الالتزامات الاجتماعية، تعيش المريضة حالة من القلق الدائم بشأن قدرتها على إنجاز المهام.
الاكتئاب وتراجع المعنويات:
الألم المزمن والتجارب العلاجية غير الموفقة يعززان الشعور بالحزن والعزلة، مما قد يؤدي إلى الاكتئاب.
الضغوط النفسية المرتبطة بالخصوبة:
الخوف من العقم أو صعوبات الإنجاب يترك أثرًا نفسيًا عميقًا، خصوصًا عندما تكون خيارات الأمومة محدودة.
التأثير النفسي الناتج عن الجماع المؤلم:
الألم أثناء العلاقة الزوجية يؤثر سلبًا على العلاقة الحميمة، وقد يؤدي إلى الانسحاب العاطفي، والشعور بالذنب، وتراجع الثقة بالنفس.
الاضطراب في صورة الجسد والهوية الأنثوية:
نتيجة الآثار الجسدية مثل التغيرات الهرمونية، الندوب الجراحية، وانتفاخ البطن، تبدأ المريضة بالشعور بالنفور من جسدها، مما يؤثر على تقدير الذات والإحساس بالأنوثة.
في الختام، فإن التعامل مع انتباذ بطانة الرحم يتطلب رؤية شاملة تأخذ بعين الاعتبار الجوانب النفسية والاجتماعية، وليس فقط الأعراض الجسدية. من المهم أن تتلقى النساء المصابات بهذا المرض الدعم النفسي اللازم إلى جانب الرعاية الطبية.
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
0 تعليق