أكد الدكتور محمد العريمي، رئيس جمعية الصحفيين العُمانية، أن سلطنة عمان تتابع عن كثب تطورات الملف النووي الإيراني، مشيرًا إلى أن السلطنة تتفهم حدة التصريحات التي شهدتها الأسابيع الأخيرة، معتبرًا إياها طبيعية في ظل اقتراب الأطراف من مفترق طرق حاسم.
وأوضح العريمي، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي كمال ماضي في برنامج "ملف اليوم"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية": "حدة الخطاب السياسي متوقعة، لكنها لا تعني بالضرورة تصعيدًا فعليًا، بل جزء من أدوات الضغط الدبلوماسي."
خطاب بايدن تجاه طهران تصعيدي تكتيكي
وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن اعتاد استخدام لغة تصعيدية منذ بداية ولايته، إلا أن هذه اللهجة غالبًا ما تتراجع لاحقًا، في ما يشير إلى وجود استراتيجية ضغط مدروسة، تستهدف التأثير على الداخل في واشنطن وطهران، وعلى المفاوضين في الوقت نفسه.
وكشف أن وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي سلّم الجانب الإيراني مؤخرًا مسودة اتفاق نووي، في إطار جهود الوساطة العُمانية المستمرة، مؤكدًا أن هناك خارطة طريق واضحة تسير بثبات نحو حل سلمي شامل.
وأضاف أن المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط لا يملك صلاحية تقديم عروض مباشرة لطهران دون الرجوع للرئيس الأمريكي، وهو ما يفسّر التناقض الذي تلاحظه إيران في التصريحات الأمريكية.
ووصف العريمي هذا التقييم الإيراني بـ "الدقيق"، قائلًا إنه يعكس مدى تعقيد الملف وحساسيته السياسية.
شبه اتفاق متوقّع خلال أسابيع
وتوقع أن تشهد الأسابيع التسعة المقبلة تقدمًا حقيقيًا نحو اتفاق نووي جديد، مرجّحًا أن يتم توقيعه في مسقط أو واشنطن أو موقع محايد آخر، في ظل وجود قناعة دولية بأن استمرار الجمود لا يخدم لا إيران ولا الولايات المتحدة، ويشكل تهديدًا لاستقرار المنطقة بأكملها.
واختتم العريمي تصريحاته بالتأكيد على أن التصعيد الإعلامي والسياسي الدائر حاليًا يستهدف بالدرجة الأولى التيارات المعارضة في كلا البلدين، والتي تسعى لعرقلة الوساطة العُمانية، معتبرًا أن مسقط ماضية بثقة في جهودها لدعم الأمن والاستقرار في المنطقة، انطلاقًا من نهجها الثابت في تبني الحلول السلمية.
0 تعليق