اتهمت "هيومن رايتس ووتش" في بيان، الأربعاء، القوات المسلحة السودانية بقتل أعدادا كبيرة من المدنيين في هجمات استخدمت فيها قنابل غير موجهة ألقيت جوا على أحياء سكنية وتجارية في نيالا بإقليم دارفور غرب السودان، في مطلع فبراير.
وتأتي هذه الاتهامات الجديدة بعد أسابيع قليلة من فرض الولايات المتحدة عقوبات على السودان بسبب استخدام الجيش أسلحة كيمائية في عدد من مناطق البلاد.
هجمات مميتة
قالت "هيومن رايتس ووتش" إن الهجمات التي شنها الجيش على المدنيين في نيالا، اتسمت بالعشوائية، موضحة أن "القنابل المستخدمة لها آثار واسعة النطاق ودقة محدودة، ولا يمكن، في معظم الحالات، توجيهها إلى هدف عسكري محدد في مناطق مأهولة بالسكان".
واعتبرت "هيومن رايتس ووتش" أن شن هجمات عشوائية، عمدا أو بتهور، "جريمة حرب".
وطالبت المنظمة الدولية القوات المسلحة السودانية بإيقاف جميع الهجمات العشوائية فورا، كما طالبت العالم بمعاقبة قيادة القوات الجوية السودانية على هذه الهجمات.
اتهامات مستمرة
في أبريل 2025، أصدرت الولايات المتحدة قرارا يدين الجيش السوداني باستخدام أسلحة كيميائية خلال العمليات العسكرية الجارية في عدد من مناطق البلاد.
وأججت الخطوة الاميركية الجدل المتزايد بشأن اتهام الجيش باستخدام أسلحة كيمائية في العاصمة الخرطوم ومناطق في شمال دارفور، خلال الحرب المستمرة في البلاد منذ منتصف أبريل 2023، والتي قتل فيها حتى الآن نحو 150 ألف شخص.
وفي يناير، نقل تقرير نشرته "نيويورك تايمز"، عن 4 مسؤولين أميركيين كبار، القول بأن الجيش السوداني استخدم أسلحة كيميائية من بينها غاز الكلور، الذي يمكن أن يسبب أضرارا كبيرة للإنسان والحيوان ومصادر المياه.
وقال مسؤول أهلي محلي في منطقتي الكومة ومليط بشمال دارفور لموقع "سكاي نيوز عربية" إنهم ظلوا منذ بدء الهجمات الجوية في المنطقة، التي بلغ عددها أكثر من 160 طلعة، يرصدون العديد من الأدلة التي تؤكد استخدام مواد محرمة دوليا.
كما أكد ضابط متقاعد في الجيش أن مقاتلي الجيش يستخدمون مقذوفات تحتوي على غاز قاتل.
كما أشارت مصادر طبية وبيئية إلى وجود أدلة على ظهور أمراض مرتبطة بتلوث الهواء في العاصمة الخرطوم خلال الفترة الأخيرة.
ووفقا لشهود عيان في شمال دارفور فإن معظم الضربات التي تعرضت لها مناطقهم كانت تصاحبها ظواهر غريبة للغاية حيث كانت جثث الضحايا تحترق وتتغير أشكالها وملامحها كليا، وبعضها ينتفخ، كما تنفق الحيوانات بشكل غريب ويتغير لون التربة والمياه.
0 تعليق