رمثان الشمري.. قصاص الأثر الذي أرعب المهربين وساهم في حماية صحراء الشمال - هرم مصر

سبق 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تم النشر في: 

04 سبتمبر 2025, 3:04 مساءً

في خاصرة الشمال السعودي، حيث تمتد الصحارى الواسعة وتتداخل الكثبان مع طرق التهريب، برز اسم رمثان الشمري، قصاص الأثر الأشهر، ورجل الفراسة الذي تحوّل إلى كابوس للمهربين وحامٍ لصحراء الحدود الشمالية.

امتلك الشمري قدرة نادرة على قراءة الأرض وما تخفيه، فكان يتتبع خطوات البشر والعربات وحتى الدواب، مميزًا اتجاهها وزمن مرورها سواء في النفود الكبير والدهناء والحماد أو على الطرق المعبدة.

هذه المهارة جعلته محل ثقة الأجهزة الأمنية داخل المملكة وخارجها في قضايا معقدة تتعلق بالتهريب والاختفاء.

رُويت عنه قصص لا تُنسى؛ ففي يوم عاصف طمست فيه الرياح كل الآثار، استطاع بعينه الخبيرة اكتشاف قافلة مهربين، وعلى طريق معبّد فضح مركبة محملة بالممنوعات من خلال خدوش بالكاد تُرى على الإسفلت.

كما كشف حيلة مهربين حاولوا طمس آثار إبلهم بسحب شجرة خلفهم، بعد أن التقط بقايا أوراقها المتساقطة.

عرفه الناس برزانته وحكمته وقلة كلامه، لكنه في الميدان كان لا يعرف التهاون، يتتبع الأثر حتى نهايته، ليصبح "العين الساهرة" في صحراء الحدود ورمزًا للأمن الوطني.

خدم الشمري وكيلَ رقيب في حرس الحدود برفحاء، ثم واصل بعد تقاعده التعاون مع الشرطة، مسهمًا في كشف قضايا جنائية معقدة. حصل على أوسمة وشهادات تقدير عدة، ورحل عام 1424هـ (2003م) بعد صراع مع المرض، ليدفن في رفحاء تاركًا إرثًا خالدًا وذكرى عطرة في ذاكرة أبناء الشمال وكل من عرف قصته.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق