أستاذ تاريخ وحضارة: الصهيونية الدينية سيطرت على إسرائيل والعرب يعتقدون أنها سحابة عابرة - هرم مصر

الكورة السعودية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يقول أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية في جامعة 29 مايو بتركيا، عبد الله معروف، إن تيار الصهيونية الدينية سيطر على الحكم بإسرائيل، ويعمل على تنفيذ مخططاته التوراتية بتفريغ الضفة الغربية من الفلسطينيين.

ويشرح معروف -الذي حل ضيفا على برنامج "موازين"- كيف تغلغل تيار الصهيونية الدينية داخل دواليب الحكم، وكيف يعمل على تنفيذ مخططاته، ويشير إلى أن النصوص التوراتية التي تتكلم عن الوجود اليهودي في "أرض إسرائيل" تتركز على منطقة الضفة الغربية المحتلة، لا في مناطق أخرى مثل قطاع غزة، ولذلك عندما قويت شوكة تيار الصهيونية الدينية اليوم عاد الحديث عن ضرورة ضم الضفة.

ويرجع تيار الصهيونية الدينية في أصوله الفكرية والنظرية إلى حركة "كاخ" التي قادها الحاخام مائير كاهانا، والذي اغتيل في نيويورك عام 1990 وكان مصنفا هو وحركته على لائحة الإرهاب الإسرائيلية والأميركية، لأنه كان يرى أن إسرائيل يجب أن تكون دولة دينية، لا علمانية ولا قومية.

وظهرت أفكار كاهانا -حسب معروف- بين مستوطني الضفة الغربية، خاصة منطقة الخليل وقطاع غزة، وبعدما كان أتباع هذا التيار يؤمنون بأن تحقيق أهدافهم يجب أن يكون من خلال إقناع الشعب، بدأت نظرتهم تتغير بعد عام 2003 من خلال حاخامات الضفة الذين باتوا يرون أن الدخول في اللعبة السياسية من خلال حزب الليكود أفضل وسيلة لتطبيق أفكارهم.

حاخامات خاصة

وبينما ينظر الحريديم، وهو تيار ديني واسع جدا، إلى الضفة الغربية على أنها المنطقة التي حدثت فيها الأحداث الدينية، ترى الصهيونية الدينية أن الرؤية الدينية المتعلقة بالضفة ينبغي أن ينبني عليها عمل وخدمة في الجيش وإزاحة السكان الغرباء (الفلسطينيين) وتفريغها بالكامل لإقامة حكم الله في الأرض.

ويوضح أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية أن تيار الصهيونية الدينية وله حاخاماته الخاصة، التي تصدر فتاوي اقتحامات المسجد الأقصى وترعى الفتاوي الدينية لما تسمى جماعة "فتية التلال"، وهم المستوطنون الإرهابيون الذين يهاجمون القرى الفلسطينية ويحرقون البيوت ويسرقون الماشية، وهؤلاء باتوا يشكلون -بقوتهم وجرأتهم- دولة داخل دولة.

إعلان

ودخل أتباع الصهيونية الدينية إلى الحياة السياسية عن طريق حزب الليكود، لكنهم أسسوا أحزابهم الخاصة، ومنها حزب "الصهيونية الدينية" بزعامة وزير المالية الحالي بتسلئيل سموتريتش و"العظمة اليهودية" بزعامة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، وهما من مستوطني الضفة الغربية، وشكلا تحالف الصهيونية الدينية ودخلا الحكومة وأصبحا "بيضة القبان".

وأصبح تيار الصهيونية الدينية يسيطر على الدولة منذ تولي حكومة بنيامين نتنياهو، واختار سموتريتش وزارة المالية ليتحكم في سير المال وتوجيهه نحو المستوطنات، كما اختار بن غفير وزارة الأمن "القومي" وليس "الداخلي"، المسؤولة عن جهاز الشرطة، أي عن الأمن داخل إسرائيل.

ويشير ضيف برنامج "موازين" إلى أن بن غفير قام بضم أتباعه إلى جهاز الشرطة وقام بعملية في غاية الخطورة في بداية الحرب على غزة، إذ وزّع أكثر من ربع مليون قطعة سلاح على مستوطني الضفة الغربية، مما يعني أن تيار الصهيونية الدينية يشكّل جيشه الخاص. مع العلم أن لا مشكلة لدى هذا التيار في الانفصال عن إسرائيل وإعلان دولته الخاصة في الضفة، وهو ما تحدث عنه أحد حاخامات التيار.

ويوضح معروف أن الجهاز القضائي وحده الذي لا يزال بعيدا عن سيطرة الصهيونية الدينية، بعدما تمت السيطرة على الأجهزة الأمنية وإقالة الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) رونين بار، الذي كان يدرك خطورة التيار.

ولا يستبعد أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية أن ينفصل هذا التيار عن إسرائيل ويعلن دولته في الضفة في حال فشل في السيطرة على القضاء، وإذا نجح في ذلك فستتحول إسرائيل إلى "دولة حاخامات جديدة".

كما يشير ضيف برنامج "موازين" إلى أن فكرة ضم الضفة الغربية عابر لتيار الصهيونية الدينية، إذ تتبناها الأغلبية في إسرائيل، والذي يعارض الفكرة هو تيار أقصى اليسار، وهو قليل، ومن ثم فتأثيره محدود.

سحابة عابرة

وفي الوقت الذي يعمل فيه الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ خططه ومشاريعه التوسعية، لا يزال العرب -يواصل المتحدث- يعتقدون أن تيار الصهيونية الدينية سحابة عابرة، وسيرجع بعدها التفكير المنطقي والإستراتيجي للسياسيين الإسرائيليين، ويستغرب من كون المسؤولين العرب لم يتوقفوا عند تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي التي قال فيها إنه ملتزم بـ"إسرائيل الكبرى" التي تشمل "كل فلسطين وكل لبنان وكل سوريا وكل الأردن وجزءا من مصر وجزءا من تركيا ونصف العراق وربع السعودية وربع الكويت".

ويوضح أن المسؤولين العرب لا يدركون أن إسرائيل الجديدة هي إسرائيل الثالثة، الأولى قامت عام 1948، وكانت يسارية علمانية أوروبية بحتة، ثم عام 2003 كانت قومية يمينية علمانية، ومن عام 2022 صارت "إسرائيل الصهيونية الدينية" التي تتحرك فيها السياسية بناء على النبوءات الدينية، كما يقول أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية.

Published On 4/9/20254/9/2025

|

آخر تحديث: 10:08 (توقيت مكة)آخر تحديث: 10:08 (توقيت مكة)

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق