تحولت قصة الطفلة هند رجب، ذات الأعوام الستة، التي حوصرت في سيارة استهدفتها نيران الاحتلال الإسرائيلي في غزة، إلى عمل سينمائي مؤثر يحمل صرختها إلى العالم.
فيلم "صوت هند رجب" للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، عُرض للمرة الأولى في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، ليكشف عن مأساة إنسانية هزت الضمائر وألهمت عملاً فنياً استثنائياً.
من نداء استغاثة إلى فيلم عالمي
تدور أحداث الفيلم الوثائقي الصادم حول الساعات الأخيرة في حياة الطفلة هند، التي عُثر عليها جثة هامدة مع خمسة من أفراد عائلتها ومسعفين اثنين بعد 12 يوماً من انقطاع الاتصال بها.
يعتمد الفيلم بشكل كامل على التسجيل الصوتي الحقيقي والمؤلم لنداء استغاثة هند لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، بينما يؤدي ممثلون فلسطينيون أدوار المسعفين الذين حاولوا إنقاذها.
وقالت المخرجة كوثر بن هنية: "عندما تسمع صوتها تشعر بالعجز... شعرت وكأنها تطلب مني أن أنقذها.
سألت نفسي: ماذا يمكنني أن أفعل؟ وأنا لا أعرف سوى أمر واحد: أن أحكي القصص".
صناعة فيلم تحت وطأة الطوارئ
دفعت قوة القصة بالمخرجة بن هنية إلى تعليق مشاريعها الأخرى والعمل بوتيرة متسارعة لإنجاز الفيلم.
وبعد الحصول على موافقة والدة هند، وسام حمادة، أبقت المخرجة الكاميرا محصورة داخل مركز عمليات الهلال الأحمر، متجنبة عرض الصور المروعة للحادثة، ومركزة بدلاً من ذلك على قوة الصوت وتأثيره.
وتوضح بن هنية: "لم يكن يهمّني عرض صور الرعب، لأننا نراها في كل مكان. شعرت أن الطريقة الأمثل لسرد القصة هي من هذا المنظور.
وكأن صوت هذه الطفلة وُضع بين يديّ كشيء مقدّس".
دعم عالمي وترشيح للأوسكار
حظي الفيلم بدعم عالمي لافت بعد اكتماله، حيث انضم إليه كمنتجين تنفيذيين نجوم كبار من هوليوود، من بينهم براد بيت، خواكين فينيكس، روني مارا، وألفونسو كوارون.
كما تم اختيار الفيلم ليمثل تونس رسمياً في سباق الأوسكار عن فئة أفضل فيلم دولي.
وتأتي قصة هند رجب لتلقي بظلالها على المهرجان، الذي شهد احتجاجات واسعة وتساؤلات حول حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 22 شهراً، والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 63 ألف فلسطيني، بحسب وزارة الصحة.
0 تعليق