ألعاب سباق كلاسيكية أسهمت في تطوير نوع ألعاب السباق ليكون كما هو اليوم – الجزء الخامس - هرم مصر

سعودي جيمر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نستكمل مقالتنا 

Ridge Racer (1993)

اقتحمت Ridge Racer صالات الألعاب في 1993 بقوة، وقدّمت كل ما كان يُبهر في ذلك الوقت: رسوم ثلاثية الأبعاد بألوان زاهية، حركة انسيابية سلسة، وحتى نتوء جبلي فعلي يمكن السباق عليه.
وغالبًا ما كانت Ridge Racer بجانب لعبة Daytona USA من Sega، وكانتا تتنافسان بشراسة على مصروفك طيلة التسعينيات.

ias

ومن بين اللعبتين، يمكن اعتبار Ridge Racer أقل عمقًا من حيث التجربة، بنظام تحكم أبسط، وخصوصًا في نسختها الأولى التي لم تتضمّن حتى وضع اللعب الجماعي.
لكن هذه البساطة جعلتها مثالية للأطفال في سن العاشرة الذين بالكاد كانوا يصلون إلى الدواسات داخل كبينة اللعبة.
ضغطة سريعة على المكابح مع حركة حادة بالمقود كانت كافية لإطلاق انزلاق هائل يحرق الإطارات، وكأنها محاكاة فنية للانجراف القاري.

ورغم أن اللعبة احتوت على مسار واحد فقط، بعدة ترتيبات، إلا أن هذا المسار كان بمثابة رحلة مختصرة تمر من مدينة مزدحمة، وجسر معلق وسط وادٍ شاهق، ومنتجع ساحلي ساحر.

وبعد عامين، صدرت نسخة PlayStation من اللعبة، وكانت نسخة كسبت بها اللعبة جمهورًا جديدًا بالكامل.
وقد ساعدها في ذلك فشل نسخة Daytona على جهاز Sega Saturn، التي كانت بعيدة كل البعد عن المستوى المطلوب.

ومع ذلك، لم تكن أي من النسختين المنزليتين هي الطريقة المثالية لتجربة Ridge Racer.
هذا الشرف يعود إلى نسخة Ridge Racer Full Scale النادرة للغاية، وهي آلة أركيد ضخمة تحتوي على شاشة بحجم عشرة أقدام، وتضعك فعليًا خلف مقود سيارة Mazda MX-5 بالحجم الحقيقي، مع مفتاح تشغيل وعدادات تعمل فعليًا.

ويقال إن هذا النظام كان سيكلفك حوالي 150,000 جنيه إسترليني في عام 1993 -أي ضعف هذا المبلغ تقريبًا بقيمة اليوم- وبعدها كان عليك التفكير في كيفية إدخاله من باب المنزل أصلًا.

1000 Miglia (1994)

تحوّلت اليوم سباقات Mille Miglia إلى عطلات قيادة مريحة لرجال الأعمال والمشاهير ممن يبحثون عن الأناقة خلف المقود، لكن في خمسينيات وستينيات القرن الماضي كانت شيئًا مختلفًا تمامًا.
كانت لفة جنونية حول إيطاليا تجري على طرق عامة، تمر عبر التلال الريفية وتقتحم المدن الصغيرة بسرعة كفيلة بإثارة الذعر في كل من يصادفها.
وهذا الجنون بالتحديد هو ما حاولت لعبة 1000 Miglia: Great 1000 Miles Rally من عام 1994 أن تلتقطه، ولو بنسخة مبسطة على شكل لعبة سباق بمنظور مائل من الأعلى.

جاءت اللعبة بمجموعة من 10 سيارات تُجسد تاريخ السباق الفعلي، من ضمنها سيارة Stirling Moss الشهيرة 722 Mercedes 300 SLR، وكل واحدة منها صاحبتها أصوات محركات غليظة وحركات مثيرة كإطلاق لهيب بطول خمسة أقدام من العادم.
تبدأ رحلتك الكبرى بمحاولة السيطرة على الانزلاقات الحادة وسط شوارع Brescia المرصوفة بالحجارة، بينما تتفادى السيارات البطيئة التي تشغل المسار وكأنها لا تنتهي.
كل مرحلة تمثل جزءًا من الطريق الحقيقي بين Brescia وروما والعودة، مع فارق أن اللعبة تختصر الرحلة كلها في عشر دقائق بدلًا من عشر ساعات مرهقة.

وعلى غرار لعبة World Rally التي صدرت قبلها بعام، كانت كل مرحلة عبارة عن سباق قصير لا يتجاوز دقيقة واحدة من نقطة إلى أخرى، وبمنظور ثابت لا يتيح لك سوى لحظة قصيرة للتفاعل مع كل منعطف حاد أو سلسلة من المنعطفات أو سيارة كلاسيكية مثل 1931 Alfa Romeo 8C 2300 Monza تتحرك أمامك ببطء.
شاركت اللعبة كذلك ذلك الإحساس المرضي بالتحكم، حيث كانت كل زاوية تضيف أثرًا أسود جديدًا على الطريق من أثر الإطارات، ومع نهاية السباق يكون المشهد وكأنك حولت الريف الإيطالي الهادئ إلى لوح Etch-a-Sketch محطم.

سر جاذبية اللعبة كان في تركيزها على فترة تاريخية من سباقات السيارات قلّما تجدها في الألعاب، حيث أتاح لك السياق الزمني للعبة أن تقود سيارة مثل Ferrari 250 GTO بالطريقة التي صُنعت لأجلها.. دون أن يشغل بالك أنها ستساوي لاحقًا 70 مليون دولار.

Continental Circus (1987)

صدرت Continental Circus عام 1987، بعد عام تقريبًا من Out Run، ووضعت اللاعب مباشرة داخل قمرة سيارة فورمولا 1 مزودة بشاحن توربيني، مصنوعة من الكربون والألياف، لتعكس كل ما كان يميز سباقات الجائزة الكبرى في الثمانينيات: الإطارات الخلفية الضخمة، والشرر المتطاير من أسفل السيارة، والتحكم العنيف الذي يكاد يخرج عن السيطرة في كل لحظة.
كانت  السيارة المستخدمة نسخة صفراء وزرقاء من Lotus 99T، التي قادها Ayrton Senna، وإن كانت شعارات الرعاة قد عُدلت داخل اللعبة بشكل خفيف حتى لا تروَّج السجائر للأطفال بشكل مباشر.

لكن أكثر ما عكس واقعية تلك الحقبة هو تصوير مدى هشاشة سيارات الفورمولا 1 وقتها، حيث إن أي احتكاك بسيط مع سيارة أخرى كان كافيًا لجعل سيارتك تنفث الدخان وكأنها جزء من عرض جوي عسكري.
ومع ذلك، لم يكن ذلك نهاية المطاف، إذ كان بإمكانك التوجه إلى منطقة الصيانة للحصول على دفعة سريعة من طفاية الحريق، ثم العودة مباشرة إلى الحلبة.. وهو تصوير صادق نوعًا ما لما كانت عليه إجراءات السلامة في ذلك الوقت.

وما جعل نسخة الأركيد من اللعبة استثنائية فعلًا هو اعتمادها على واحدة من أكثر تقنيات اللعب تقدمًا في الثمانينيات، حيث زُوّدت بنظارات خاصة مرخصة من البحرية الأمريكية، تحتوي على عدسات متغيرة لتمنح اللاعب تجربة ثلاثية الأبعاد.. على الأغلب مع صداع فوري وتوتر في العين.
وكان تأثير الـ3D مثيرًا بما يكفي أثناء السباق، لكنه بلغ ذروته عند الحوادث، عندما كانت الإطارات والحطام تتجه مباشرة نحو الشاشة.

أما عن الاسم الغريب Continental Circus، فهو نتيجة ترجمة خاطئة من النسخة اليابانية، حيث كان يُفترض أن تُسمى اللعبة Continental Circuit.

46f4b21dda.jpg

لاعب متمرس، أعشق ألعاب القصة، ولا أجد حرجًا في قول أنني أحب ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول أيضًا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق