يعيش السودان واحدة من أحلك فتراته، بعدما اجتمعت عليه الكوارث الطبيعية المتمثلة في السيول والانهيارات الأرضية، مع تصاعد النزاع المسلح في دارفور ومناطق أخرى.
حصيلة الضحايا تجاوزت الألف قتيل خلال أيام قليلة، بينما يواجه الناجون ظروفًا إنسانية قاسية، وسط تحذيرات دولية من "كارثة فوق كارثة".
كارثة جبل مرة.. قرية ابتلعتها الأرض
قرية ترسين بجبل مرة في ولاية وسط دارفور تعرضت لانزلاق أرضي مدمر.
الكارثة وقعت على موجتين، الثانية ابتلعت القرية بأكملها.
تقارير محلية: أكثر من 1000 قتيل وناجٍ واحد فقط.
الأهالي انتشلوا نحو 90 جثة دون وجود فرق إنقاذ متخصصة.
الأمم المتحدة قررت إجراء تقييم ميداني الخميس، فيما وصفت منظمة الأغذية العالمية الحادثة بأنها "أزمة فوق أزمة"، مع صعوبات بالغة في إيصال المساعدات بسبب الفيضانات.
دول عربية كالسعودية ومصر وقطر والأردن، إضافة إلى الولايات المتحدة والاتحاد الإفريقي، سارعت للتضامن مع الخرطوم وإعلان التعازي.
السيول تجتاح 7 ولايات
حصيلة رسمية: 64 وفاة بينهم 31 في ولاية نهر النيل.
تدمير أكثر من 2000 منزل كليًا و6000 جزئيًا.
غمر نحو 9 آلاف فدان زراعي.
شهادات من الناجين ترسم صورة مأساوية:
مواطن فقد أبناءه أمام ناظريه وهو يصرخ عاجزًا أمام السيول.
سيدة وأطفالها الخمسة نجوا بأرواحهم فقط بعدما جرفت المياه منزلهم الطيني.
صراع داخلي لا يتوقف
الجيش صد هجومًا لمليشيا الدعم السريع غرب الفاشر.
قصف مدفعي على المدينة أسفر عن 18 قتيلًا وأكثر من 100 جريح.
تقارير عن فرار مئات من عناصر الدعم السريع إلى جنوب السودان وسط رفض محلي لإيوائهم.
حملة اعتقالات في زالنجي شملت أكثر من 60 مدنيًا.
بعثة السودان لدى الأمم المتحدة شددت أن المنظمة لا تعترف إلا بالحكومة الشرعية بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، بينما اعتبر محللون أن إعلان المليشيا تشكيل حكومة موازية يفرض استمرار الحرب.
تحركات حكومية
أداء مولانا انتصار أحمد عبد العال القسم نائبًا عامًا، مع وعود بترسيخ العدالة.
تمديد فتح معبر أدري الحدودي مع تشاد حتى نهاية العام.
وزير الطاقة: التوليد الكهربائي يبلغ 1850 ميقاواط، والاستهلاك أقل، مع خطط لتقليل الفاقد.
الخميس عطلة رسمية في البلاد بمناسبة المولد النبوي الشريف.
عودة من مصر.. وملفات أخرى
عودة أكثر من 286 ألف سوداني من مصر منذ بداية العام.
مشاركة سودانية في إكسبو أوساكا 2025.
جدل واسع بعد فرض جمارك باهظة على سيدة عائدة ضمن برنامج العودة الطوعية.
الصورة الأكبر
بينما يتدفق التضامن الدولي والإقليمي، تبدو أزمة السودان متعددة الأبعاد:
طبيعية: سيول وانهيارات تقتل المئات وتدمر القرى.
إنسانية: آلاف الأسر بلا مأوى ولا غذاء.
سياسية وأمنية: صراع مسلح مستمر يعمّق الكارثة.
المشهد يوحي بأن السودان يقف على مفترق طرق بين الإغاثة العاجلة وضرورة إيجاد حل سياسي شامل ينهي معاناة شعب أنهكته الحروب والكوارث.
0 تعليق