في ظل التصعيد العسكري المتواصل في قطاع غزة وما يرافقه من تداعيات إنسانية خطيرة، خرجت اليونان بموقف حازم يدعو إلى وقف فوري للعمليات العسكرية الإسرائيلية. الموقف الذي عبّر عنه وزير الخارجية اليوناني جيورجوس جيرابيتريتيس يعكس القلق الأوروبي المتنامي إزاء تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية.
موقف إنساني ورسالة سياسية واضحة
اليونان تطالب بوقف عاجل للأعمال العسكرية في غزة أكد وزير الخارجية اليوناني أن بلاده تتابع عن كثب الوضع الإنساني المتفاقم في غزة، مشددًا على أن استمرار العمليات العسكرية يضاعف معاناة المدنيين ويهدد الاستقرار الإقليمي. وأضاف أن أثينا تعتبر وقف القتال أولوية قصوى، داعيًا إسرائيل إلى الالتزام بالقانون الدولي الإنساني وتجنب استهداف المدنيين.
دعوة لوقف الاستيطان في الضفة الغربية
إلى جانب المطالبة بوقف العمليات في غزة، وجّه الوزير اليوناني نداءً صريحًا بضرورة وقف الأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية، معتبرًا أن استمرار هذه الممارسات يقوّض فرص الحل السياسي العادل. وأشار إلى أن الاستيطان يتعارض مع قرارات الشرعية الدولية ويشكل عقبة حقيقية أمام تحقيق السلام.
دعم ثابت لفكرة الدولة الفلسطينية
اليونان تؤكد دعمها للدولة الفلسطينية شدد جيرابيتريتيس على أن بلاده تدعم بشكل راسخ إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش بسلام جنبًا إلى جنب مع إسرائيل. وأوضح أن الاعتراف بهذه الدولة يجب أن يكون مرتبطًا بعملية سياسية تضمن استعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وتحقيق الأمن لجميع الأطراف.
أوروبا بين المواقف والضغوط
الموقف اليوناني يأتي في سياق أوروبي متحرك يشهد ضغوطًا متزايدة على إسرائيل لوقف التصعيد. فقد سبق أن عبّرت عدة دول أوروبية عن قلقها من تدهور الأوضاع، بينما شددت مؤسسات دولية مثل الأمم المتحدة على ضرورة العودة إلى المفاوضات. وفي هذا الإطار، يبدو أن اليونان تحاول الدفع نحو دور أكثر فاعلية للاتحاد الأوروبي في معالجة الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي.
أفق الحل السياسي
تسعى أثينا من خلال موقفها إلى التذكير بأن الحل العسكري لن يؤدي إلا إلى مزيد من التصعيد والعنف، بينما يبقى الحل السياسي القائم على حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم. وفي ظل انسداد الأفق التفاوضي، تعكس الرسالة اليونانية رغبة في إعادة فتح المجال أمام الجهود الدبلوماسية، خصوصًا مع تزايد التحركات الإقليمية والدولية لوقف النزاع.
إن دعوة اليونان لوقف الأعمال العسكرية في غزة تمثل موقفًا متوازنًا يجمع بين البعد الإنساني والدعوة إلى الحل السياسي. وهي رسالة تضغط باتجاه تحريك المجتمع الدولي لإيجاد مخرج عادل للأزمة المستمرة، عبر إنهاء الاستيطان، وقف التصعيد، والاعتراف بالدولة الفلسطينية كجزء من تسوية شاملة.
0 تعليق