الروديوم يتربع على عرش المعادن.. معدن نادر يتفوق على الذهب ويقود ثورة صناعية وطبية - هرم مصر

صدي البلد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الروديوم يتربع على عرش المعادن: معدن نادر يتفوق على الذهب ويقود ثورة صناعية وطبية
رغم أن الذهب ظل لعقود طويلة رمزًا عالميًا للثروة والجمال، إلا أن هناك معدنًا آخر نجح في سحب البساط من تحته ليصبح الأغلى في العالم، وهو الروديوم، أحد أفراد عائلة البلاتين النادرة. فقد وصل سعره مؤخرًا إلى نحو 7,150 دولارًا للأونصة التروية (ما يعادل 31.103 جرامًا)، متفوقًا على الذهب وبقية المعادن النفيسة.

ما هو معدن الروديوم؟

الروديوم معدن شديد الندرة، إذ لا يتجاوز تركيزه في القشرة الأرضية 0.001 جرام لكل طن من الصخور، وهو ما يجعل استخراجه عملية بالغة الصعوبة وسببًا رئيسيًا لارتفاع قيمته السوقية. ويُتداول اليوم في الأسواق العالمية بسعر يزيد على 7,375 دولارًا للأونصة، ما يجعله هدفًا استراتيجيًا للمستثمرين والصناعات على حد سواء.

خصائص فريدة واستخدامات متعددة

يتميز الروديوم بخصائص استثنائية، أبرزها مقاومته العالية للأكسدة والعوامل البيئية. هذه الميزة جعلته عنصرًا لا غنى عنه في عدة صناعات، منها:

المجوهرات: حيث يُستخدم لتغطية الذهب والفضة، مانحًا إياها بريقًا إضافيًا وحماية من الخدوش وفقدان اللمعان.

صناعة السيارات: يدخل في تصنيع المحولات الحفازة التي تقلل من الانبعاثات السامة، وهو ما يفسر الطلب الكبير عليه مع تشديد القوانين البيئية عالميًا.

85% من الإنتاج يذهب إلى السيارات

بحسب تصريحات ألفارو همبرتو أوخيدا، نائب الرئيس التنفيذي لشركة Values AAA، فإن نحو 85% من الإنتاج العالمي للروديوم يذهب مباشرة إلى صناعة السيارات. غير أن صعود السيارات الكهربائية يطرح تساؤلات جدية حول مستقبل هذا الطلب، إذ تعتمد تلك المركبات على تقنيات بديلة قد تقلل من الحاجة إلى الروديوم.

ورغم وجود بدائل مثل البلاديوم والبلاتين، إلا أنها لا تقدم الكفاءة ذاتها في بعض التطبيقات، وهو ما يضمن استمرار مكانة الروديوم كعنصر رئيسي لا غنى عنه في السوق.

سوق صغير وتقلبات ضخمة

ما يزيد من غموض مستقبل الروديوم أن سوقه صغير وغير سائل مقارنة ببقية المعادن، ما يجعل أسعاره عرضة لتقلبات حادة بمجرد حدوث أي تغيير طفيف في العرض أو الطلب. هذا التقلب يُضاف إلى عوامل الندرة، ليجعل الاستثمار في الروديوم محفوفًا بالمخاطر لكنه في الوقت ذاته مغريًا.

الروديوم محارب صامت للسرطان

لم تقتصر أهمية الروديوم على الصناعة، بل امتدت إلى المجال الطبي. فقد أعلن معهد مدريد للدراسات المتقدمة في علوم النانو (IMDEA)، بدعم من برنامج ماري كوري الأوروبي، عن تطوير أدوية تعتمد على الروديوم والإيريديوم لمحاربة السرطان.

ووفقًا لنتائج الأبحاث، فقد تكون هذه العقاقير أكثر فعالية بما يصل إلى 200 مرة من عقار "السيسبلاتين" المستخدم على نطاق واسع لعلاج السرطان. وأوضحت الدكتورة آنا بيزارو، مديرة المختبر، أن هذه الأدوية تستهدف الخلايا السرطانية بدقة، حيث تتراكم داخل الميتوكوندريا دون الإضرار بالخلايا السليمة.

الدول المنتجة للروديوم

تتصدر جنوب إفريقيا المشهد العالمي بإنتاجها نحو 80% من المعروض العالمي من الروديوم، خاصة من خلال "مجمع بوشفيلد الإيجنوسي" الغني بالمعادن. وتأتي بعدها زيمبابوي وروسيا والولايات المتحدة وكندا، بينما تشارك دول أمريكا الجنوبية مثل البرازيل وكولومبيا بإنتاج محدود جدًا.

ترتيب أغلى المعادن في العالم (سعر الأونصة)

الروديوم: 7,150 دولار

الإيريديوم: 5,130 دولار

الذهب: 3,476 دولار

البلاتين: 1,387 دولار

البلاديوم: 1,105 دولار

الروثينيوم: 630 دولار

الأوزميوم: 52 دولار

الفضة: 39 دولار

الرينيوم: 35 دولار

 

الروديوم لم يعد مجرد معدن نادر من عائلة البلاتين، بل أصبح ركيزة أساسية في الصناعة الطبية والبيئية، وواجهة جديدة للاستثمار عالي القيمة. ورغم غموض مستقبله في ظل التحولات نحو السيارات الكهربائية وتقلبات سوق المعادن، فإن مكانته كأغلى معدن طبيعي في العالم تظل ثابتة حتى الآن. وبينما يظل الذهب ملك الزينة التقليدي، فإن الروديوم يتربع اليوم على عرش القيمة الاقتصادية والعلمية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق