بناءً على التقديرات السنوية، تُنتج شبكة العملة المشفرة الشهيرة "بيتكوين" حاليا 98 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون. وبالمقارنة، بلغت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في سويسرا مؤخرا حوالي 41 مليون طن سنويا.
وبحسب أرقام بوابة العملات المشفرة "ديجي كونوميست" (Digiconomist) فإن معاملة بيتكوين واحدة حاليا تسبب كمية من ثاني أكسيد الكربون تعادل مشاهدة حوالي 105 آلاف ساعة من مقاطع الفيديو على يوتيوب.
ويقصد بعملية تعدين العملة المشفرة التحقق والمصادقة على المعاملة المالية من خلال سلسلة من الوحدات أو الكتل، التي تعرف باسم "بلوكتشين" (Blockchain)، ويكون ذلك عبر إنشاء كتلة أو إضافتها وإرسالها من خلال رموز ومسائل رياضية معقدة وباستخدام أجهزة حاسوب مُتخصِّصة وقوية وقاعدة بيانات ضخمة تستهلك كثيرا من الطاقة.
وكانت دراسة قد نشرتها كل من جامعة الأمم المتحدة باليابان ومجلة "مستقبل الأرض"، قد اكدت أن شبكة تعدين البيتكوين العالمية قد استهلكت 173.42 تيراواط/ساعة من الكهرباء خلال الفترة 2020-2021. ولو كانت البيتكوين دولة، لاحتلت المرتبة 27 عالميا من حيث استهلاك الطاقة، متقدمة على دولة مثل سويسرا أو باكستان، التي يزيد عدد سكانها على 230 مليون نسمة.
إعلان
وتعادل تلك البصمة الكربونية تشغيل 190 محطة طاقة تعمل بالغاز الطبيعي، أو نحو 41 مليون طن من الفحم، وينبغي لتعويضها زراعة 3.9 مليارات شجرة، أو مساحة تعادل تقريبا مساحة هولندا أو سويسرا أو الدانمارك، أو 7% من غابات الأمازون المطيرة.
ووفقا للدراسة، يعتمد تعدين البيتكوين بصورة كبيرة على مصادر الطاقة غير المتجددة، إذ يُمثل الفحم نحو 45% من مزيج إمدادات الطاقة المستهلكة لعملية التعدين، يليه الغاز الطبيعي بنسبة 21%.
كما تستهلك أيضا مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الكهرومائية بنسبة 16%، والطاقة النووية بنسبة 9%، والطاقة الشمسية بنسبة 2%، وطاقة الرياح بنسبة 5%.
وبين عامي 2021 و2022، أدى ارتفاع سعر البيتكوين بنسبة 400% إلى زيادة استهلاك الطاقة في شبكة تعدين البيتكوين العالمية بنسبة 140%.
كما قدّر الباحثون البصمة المائية لعملية تعدين البيتكوين (إجمالي المياه المستخدمة في تطويرها وإنتاجها واستهلاكها) خلال فترة الدراسة بحوالي 1.65 كيلومتر مكعب، وكانت كافية لتلبية الاحتياجات المائية لأكثر من 300 مليون شخص، وهي مماثلة لكمية المياه اللازمة لملء أكثر من 660 ألف مسبح أولمبي.
واستهلكت أنشطة تعدين البيتكوين أيضا، حسب الدراسة، بصمة أرضية (وهي المساحة الفعلية من الأرض اللازمة لإنتاج منتج معين أو المستخدمة من قبل منظمة أو دولة) تعادل 1.4 مساحة مدينة لوس أنجلوس مرة ونصفا، أي نحو 1870 كيلومترا مربعا.
0 تعليق