"فجوة كبيرة بين مواقف الطرفين".. روسيا وأوكرانيا تستأنفان مفاوضات السلام وسط تصعيد عسكري متبادل - هرم مصر

سبق 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تم النشر في: 

02 يونيو 2025, 7:03 صباحاً

تشهد العاصمة التركية اسطنبول اليوم (الاثنين) انطلاق الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا، في محاولة جديدة لإنهاء حرب دامت ثلاث سنوات وخلّفت أكثر من مليون ومائتي ألف قتيل وجريح، وبينما يلتقي وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف مع مساعد الكرملين فلاديمير ميدينسكي، تتصاعد وتيرة القتال على الأرض مع شن أوكرانيا هجماتها الأكثر طموحاً ضد أهداف عسكرية روسية في سيبيريا، فيما ردت موسكو بإطلاق 472 طائرة مسيرة في ليلة واحدة.

مواقف متباعدة

وتكشف الوثائق التي حصلت عليها "رويترز" عن استمرار الفجوة الواسعة بين الموقفين الروسي والأوكراني، فبينما تطالب موسكو بتخلي كييف عن طموحاتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وانسحاب قواتها من أربع مناطق أوكرانية تسيطر عليها القوات الروسية، تؤكد أوكرانيا رفضها الاعتراف بالسيادة الروسية على أراضيها المحتلة، وتطالب بتعويضات شاملة.

وتحدد خارطة الطريق الأوكرانية، التي ستُقدم خلال المفاوضات، موقع خط المواجهة الحالي كنقطة انطلاق للمفاوضات الإقليمية، مع رفض أي قيود على القوة العسكرية الأوكرانية مستقبلاً، ووتسيطر روسيا حالياً على نحو 113 ألف كيلومتر مربع من الأراضي الأوكرانية، أي ما يعادل خُمس البلاد تقريباً.

ضغوط أميركية

ويمارس الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضغوطاً متزايدة على الطرفين للوصول إلى تسوية سلمية، مهدداً بـالانسحاب من الصراع إذا أظهر الجانبان عناداً مفرطاً، وقد وصف ترامب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ"المجنون" ووبّخ نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي علناً، لكنه أعرب عن اعتقاده بإمكانية تحقيق السلام مع التلويح بفرض عقوبات قاسية على روسيا في حال التأخير.

وتشهد المفاوضات مشاركة دولية واسعة، حيث يُتوقع حضور ممثلين من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، وإن لم يتضح بعد المستوى التمثيلي لهذه الدول، ويرأس مبعوث ترامب كيث كيلوغ الجهود الأميركية، بينما يضم الوفد الأوكراني نائب وزير الخارجية إلى جانب مسؤولين عسكريين واستخباراتيين.

استراتيجية متوازية

ويتبنى الجانب الروسي نهج "الحرب والمفاوضات المتوازية"، كما عبّر عن ذلك ميدينسكي مستشهداً بنابليون بونابرت، وبينما تنتظر كييف مسودة المذكرة الروسية، أكد المفاوض الروسي الرئيسي تلقي المذكرة الأوكرانية والاستعداد للرد عليها خلال المفاوضات.

وحققت الجولة الأولى من المحادثات في مايو الماضي إنجازاً إنسانياً مهماً بأكبر عملية تبادل أسرى في الحرب، لكنها فشلت في إحراز تقدم نحو السلام أو حتى وقف إطلاق النار، واليوم، مع تصاعد العمليات العسكرية من الجانبين، تبدو التحديات أكبر والمواقف أكثر تعقيداً، فهل ستنجح محادثات اسطنبول في كسر حلقة الجمود وفتح أفق حقيقي للسلام، أم أنها مجرد محطة دبلوماسية أخرى في صراع لا نهاية له؟

أخبار ذات صلة

0 تعليق