"صوت الحرية لفلسطين" في ختام أضخم مؤتمر شعبي بأميركا - هرم مصر

الكورة السعودية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

مريم شوطا

Published On 1/9/20251/9/2025

|

آخر تحديث: 15:45 (توقيت مكة)آخر تحديث: 15:45 (توقيت مكة)

واشنطن- على وقع الهتافات والأعلام الفلسطينية التي ملأت أرجاء القاعة، اختتمت أمس الأحد في مدينة ديترويت فعاليات المؤتمر الشعبي الثاني من أجل فلسطين، حيث اجتمع أكثر من 4 آلاف مشارك تحت شعار "غزة هي البوصلة".

وتوزعت جلسات المؤتمر، الذي امتد 3 أيام، بين كلمات سياسية مؤثرة وورشات نقاش وعروض فنية امتزجت فيها الموسيقى بالدموع ومشاعر الحنين إلى الأرض.

واختيرت ديترويت للعام الثاني على التوالي لاحتضان المؤتمر تقديرا لرمزية الجالية العربية فيها وإرثها النضالي. فبعد أن جمعت النسخة الأولى نحو 3500 مشارك في العام الماضي، تجاوز الحضور هذه السنة 4 آلاف من مختلف الولايات، بالإضافة إلى أكثر من 90 متحدثا من داخل الولايات المتحدة وخارجها.

رسائل قوية

وقد أجمع المتحدثون على فكرة أن المؤتمر "بداية لمرحلة جديدة من النضال"، وأكدوا أن "التحرر يتحقق عندما تصبح كلفة الاحتلال أكبر من كلفة التحرير"، داعين الفلسطينيين في الشتات وأنصار القضية إلى جعل الاحتلال غير قابل للاستمرار عبر الضغط الشعبي والمؤسساتي.

وأكد المشاركون رفضهم لمحاولة "طمس الوجود الفلسطيني من خلال الإبادة المدعومة أميركيا"، التي يقودها قادة الاحتلال الإسرائيلي بفرض خيارات قاسية على الفلسطينيين بين الرحيل أو الموت جوعا، أو الموت تحت القصف. كما أشاروا إلى اقتلاع آلاف أشجار الزيتون، وإعادة رسم الخرائط وتغيير أسماء القرى.

حظيت النسخة الثانية من المؤتمر بدعم أكثر من 300 منظمة، وشارك في النقاشات متحدثون من منظمات طلابية ونقابية وحقوقية، أبرزهم النائبة الأميركية من أصل فلسطيني رشيدة طليب، والناشطة ليندا صرصور، والأكاديمي حاتم بازيان، والجراح الفلسطيني غسان أبو ستة، إضافة إلى أصوات شبابية مثل محمود خليل الذي تحول إلى رمز للحركة الطلابية في الجامعات الأميركية.

وشدد خليل في كلمته يوم السبت الماضي على أنه "لن يصمت في وجه الإبادة"، معتبرا أن ملاحقته دليل على قوة الحركة الطلابية وأنها باتت تهدد السردية الصهيونية والدعاية التي تعتمد عليها إسرائيل.

إعلان

كما أكد أن هذا الجيل من الشباب الفلسطيني والعربي في أميركا يتحدى النظام ويكشف للعالم حقيقة الاحتلال، وأن التضييق لن يثنيه عن الاستمرار في النضال.

خليل قضى أكثر من 3 أشهر في مركز احتجاز المهاجرين بولاية لويزيانا (الفرنسية)

اعتزاز

وفي كلمة مؤثرة سبقت الجلسة الختامية، رحّبت النائبة رشيدة طليب بجمهور المؤتمر في مدينتها ديترويت، مؤكدة اعتزازها بجذورها الفلسطينية وكونها ابنة "أكثر المدن سوادا وجمالا" في أميركا. وأكدت أن الفلسطينيين وحلفاءهم يزدادون قوة وعددا، قائلة "لسنا ذاهبين إلى أي مكان، نحن فقط في البداية".

وربطت طليب بين قمع الفلسطينيين في قطاع غزة وبين القمع الداخلي في الولايات المتحدة ضد السود والفقراء، وأوضحت أن السياسات الأميركية التي تدمر غزة مرتبطة مباشرة بسياسات الإفقار في الداخل الأميركي، موضحة "حكومة لا تقدّر حياة الفلسطينيين لن تقدّر حياة الأميركيين أيضا".

كما انتقدت الحزبين الديمقراطي والجمهوري لضلوعهما في تمويل إسرائيل، لكنها لفتت إلى أن "خارج قاعات الإمبراطورية المتداعية في واشنطن، نحن ننتصر"، في إشارة إلى تصاعد الاحتجاجات الشعبية في الدوائر الانتخابية، والدعم المتنامي لوقف المساعدات لإسرائيل، مشبهة النضال ضد الاحتلال بالنضال الذي أنهى نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.

ولم تقتصر فعاليات المؤتمر على الجلسات السياسية والنقاشات، بل كانت الثقافة والتراث الفلسطيني حاضرين بقوة لإبراز الهوية الوطنية. ففي أمسية اليوم الثاني، صدحت القاعة -التي أطلق عليها اسم صحفي قناة الجزيرة الشهيد أنس الشريف– بعروض الدبكة الفلسطينية التي قدمتها فرقتان قادمتان من مدينتي البيرة وبيت جالا بفلسطين.

ويقول مناضل حرز الله، مُنظم عن شبكة الجالية الفلسطينية في أميركا، للجزيرة نت إن هذه العروض أكثر من مجرد فقرات فنية، وإن الأغاني التراثية والوطنية هي الأرشيف الحي للمقاومة الفلسطينية الذي يحمل عبر الأجيال قصص الأرض والمنفى والعودة والصمود، ويحفظ الذاكرة الفلسطينية من الاندثار.

مواصلة النضال

وقد اختار المنظمون تكريم عدد من رموز قطاع غزة وشهدائها من خلال إطلاق أسمائهم على قاعات المؤتمر، فحضر الجد الغزي خالد نبهان، والصحفي أنس الشريف، والدكتور المعتقل حسام أبو صفية، والمصورة الصحفية فاطمة حسونة والشاب حسن علاء عياد، والمسعف رفعت رضوان، ويوسف الزق أصغر أسير محرر في العالم، الذي ولد في سجون الاحتلال واستشهد عام 2025.

وفي ختام المؤتمر، وجّه المشاركون نداء إلى كل الأحرار في العالم لمواصلة النضال وعدم ترك الفلسطينيين وحدهم في مواجهة آلة الحرب والإبادة.

وأشاروا إلى تجارب عملية نجحت في كسر الهيمنة الإسرائيلية، من بينها ما وقع في إسبانيا حين تمكن النشطاء من دفع الحكومة إلى تعليق شحنات الأسلحة نحو تل أبيب، إضافة إلى حملات "ماسك أوف" التي أجبرت شركات لوجستية كبرى على وقف الإمدادات إلى المستوطنات غير الشرعية.

كما دعا المتحدثون إلى ضرورة مواجهة اللوبيات السياسية المؤيدة لإسرائيل، وفي مقدمتها "أيباك"، التي وصفوها بأنها الذراع الأخطر في واشنطن لتبرير الاحتلال وتسهيل تدفق صفقات السلاح. وشددوا على ضرورة تنظيم حملات ضغط ومساءلة للسياسيين الذين يغطون جرائم الحرب أو يتبنون خطاب الدعاية الإسرائيلية.

إعلان

وأطلقوا دعوات لتنظيم مظاهرات حاشدة أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك بالتزامن مع كلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة، أمام اجتماع الجمعية العامة المرتقب في سبتمبر/أيلول الجاري، للتأكيد على رفض استقباله أو منحه أي شرعية دولية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق