بين الخلاف المحمود والمذموم.. كيف عالج الإسلام الاختلافات؟ - هرم مصر

الكورة السعودية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يعتبر موضوع الإيمان وأثره على طبيعة الخلافات بين المسلمين من أهم القضايا التي تحتاج إلى توضيح في عصرنا الحالي، خاصة مع اتساع هوة الاختلافات وتحولها أحيانا إلى صراعات تفرق الصفوف بدلا من أن تثريها.

واستضافت حلقة (2025/9/1) من برنامج "حكم وحكمة" حوارا حول هذا الموضوع الحيوي، حيث أكد المشاركون أن الإيمان الحقيقي ليس عزلة عن الناس ولا استعلاء على الخلق، بل هو نور يسكن القلب ويشع إلى من حوله رحمة وتواضعا وسعة صدر وحسن ظن وعدلا في الخلاف.

وأجمع الضيوف على أن الله خلق الناس شعوبا وقبائل وألوانا وألسنة وطبائع وآراء، فما جعلهم نسخا متطابقة ولا قوالب متكررة، بل بث فيهم الاختلاف كما بث فيهم الهواء، مما يجعل التنوع سنة كونية لا مفر منها.

وتناول المحاورون بالتفصيل الضوابط الشرعية للتعامل مع الاختلاف، موضحين أن الإسلام وضع إطارا وقائيا لحل هذه المشكلة من أساسها.

ففي حالة حدوث خلاف، يصبح المرجع إلى الكتاب والسنة، بحيث يتم الحوار بعقل وأدب وحكمة، دون طعن أو تشهير أو شماتة، بل بدعاء للمخالف بظهر الغيب أن يهديه الله أو أن يهدي به.

واستشهد المتحدثون في هذا الصدد بنماذج مضيئة من تاريخ الصحابة، حيث كانوا يختلفون فلا يقتتلون ولا يتعادون ولا يتسابّون، وكان من كلام أهل العهد الأول "رأينا صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب".

واستعرض الضيوف كذلك خلاف عمر بن الخطاب مع أبي بكر الصديق حول إنفاذ بعثة أسامة وحروب الردة، وكيف انتهى الأمر بتقبيل عمر لرأس أبي بكر عندما ظهرت صحة رؤيته، مما يجسد أدب الخلاف عند السلف الصالح.

وأشار رئيس أكاديمية العلوم الدولية، الدكتور خالد عبد الله، خلال مشاركته إلى وجود نوعين من الاختلاف: محمود ومذموم.

أنواع الاختلاف

فالاختلاف المحمود هو الذي سببه الطبيعة البشرية أو اختلاف الفهم في النصوص الظنية التي تحتمل أكثر من معنى، كما حدث في قصة صلاة العصر في بني قريظة.

ويختلف الوضع تماما مع الاختلاف المذموم الذي يصدر عن أصحاب الأهواء والشهرة والأجندات الخفية، الذين يتبعون المتشابهات ابتغاء الفتنة، كما حذر منهم القرآن الكريم والنبي صلى الله عليه وسلم.

إعلان

وأكد ضيوف الحلقة في هذا السياق، أن هؤلاء يستغلون المساجد والمنابر الدينية لنشر الفتن، كما حدث مع مسجد الضرار الذي أُمر بهدمه، مشيرين إلى خطورة من يثير الفتنة تحت ستار الإصلاح.

وتطرق النقاش إلى قضية التعصب بأشكاله المختلفة (الديني والعرقي والطائفي والسياسي)، مؤكدا أن الإسلام جاء ليقضي على هذه العصبيات الجاهلية.

واستشهد المشاركون بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "فلا فضل لعربي على عجمي ولا أبيض على أحمر إلا بالتقوى"، موضحين أن معيار التفاضل في الإسلام هو ما يقدمه الإنسان للمجتمع من خير.

وأكد الضيوف على ضرورة العودة إلى المنابع الأولى في الكتاب والسنة، وأن يكون المؤمن باحثا عن الحق لا مدعيا لامتلاكه، محذرين من أنانية الرأي والعصبية للحزب أو الجماعة أو الطائفة.

وخلص المحاورون إلى أن الإيمان الحقيقي إذا تجذر في القلب قلّ الاختلاف والخلاف، وأن الأصل في الإسلام هو اجتماع الكلمة كما تدل عليه الشعائر الجماعية من صلاة وحج وجمعة.

وأكدوا أن الحل الأمثل للخلافات يكمن في الاعتصام بالكتاب والسنة كما قال تعالى "فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول".

Published On 1/9/20251/9/2025

|

آخر تحديث: 14:35 (توقيت مكة)آخر تحديث: 14:35 (توقيت مكة)

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق