هكذا استهدف الاحتلال الجوعى في ميادين مساعدات الموت برفح - هرم مصر

جريدة الايام 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

كتب خليل الشيخ:


"وين منطلع بنلاقي كواد كابتر بطخ علينا أو بتصور فينا، ومكنش واحدة أو تنتين كانوا كتير"، هكذا قال "أبو ريان" (34 عاماً) وهو يصف جزءاً من تفاصيل مجزرة مساعدات الموت، التي وقعت غرب رفح، جنوب قطاع غزة، فجر أمس.
وأضاف: "أول شي كنا نستنى من الساعة 3 الفجر، نفوت على الطريق العام ومنه إلى الطريق المؤدي إلى مكان المساعدات، وكانت مسيرات الكواد كابتر بتحلّق على مسافة كتير قريبة منا".
"مع بزوغ النهار صرنا نشوف مسيرات الكواد عادي وكانوا كتار وصاروا يطخوا علينا واحنا مش عارفين ليش بتطلق النار، ولا وين نتخبى أصلاً، وصرنا ننتظر قدرنا ونتشاهد"، تابع "أبو ريان" الذي يعتبر نفسه أحد الناجين من المجزرة.
وقال: "المسيرات قتلوا كتير ناس، وشفت ناس مرميين على الطريق، وآخرين بطلبوا مساعدة ومحدش عارف يساعد حدا، بس لما كان يهدأ إطلاق النار نصير نجري مع الناس وفجأة بتطلع الكواد كابتر وبتطلق النار علينا مرة أخرى، ونشوف شباب ورجال ونساء وهي بتسقط على الأرض".
من أكثر اللحظات التي أثارت رعب وخوف "أبو ريان" عندما سقطت فيها إحدى هذه الطائرات على الأرض، بعد أن ارتطمت بكابل كهرباء ووقتها كثفت باقي المسيرات إطلاق النار نحو الناس، وزاد عدد المتساقطين على الأرض، ولا أحد يقوم بمساعدتهم، فالجميع منشغل بالتوجه جرياً نحو المساعدات.
وأضاف: "لم يتوقف القتل لمدة ست ساعات ذهاباً وإياباً وفي الاتجاهين. كانت المسيرات تطلق النار بكثافة وكان المواطنون يتساقطون تباعاً ما بين شهيد وجريح".
من جهته، قال الشاب صالح، الذي رافق مجموعة من المجوّعين الباحثين عن الطعام، إنهم ومع وصولهم إلى مكان المساعدات كانت قد نفدت جميعها، بينما لم تنفد رصاصات مسيّرات الاحتلال، فاضطروا للعودة من دون أي شيء لإطعام أطفالهم.
وأضاف: "حاولت الحصول على آخر كرتونة لكن أشخاصا هددوه بسلاح أبيض وأجبروه على تركها والعودة خالي الوفاض، وكان حزيناً لأنه لن يطعم أطفاله، لكن حزنه انتهى بعدما شاهد قاطعي الطرق واللصوص ينهبون المساعدات التي حملها مواطنون عبر التهديد بالقتل.
وتابع "الحمد لله لم يكن معي شيء لكان قتلوني وأخذوه مني، إنها رحلة محفوفة بخطر الموت".
وأشار صالح: "بينما كنا عائدين إلى أقرب مكان يمكن وصفه بالآمن، عادت كواد كابتر إلى الظهور وإطلاق النار مرة جديدة، وأصيب اثنان أمامنا وتركناهما ينزفان ويُعتقد أنهما استشهدا".
وأكد أن مسيرات "كواد كابتر" هي التي قتلت العشرات وأصابت المئات بجروح، "فلم يكن غيرها أية آلة عسكرية تعمل في ميدان الموت في هذا اليوم".
بدوره، قال المركز الأورومتوسطي إن جيش الاحتلال كثف منذ فترة من استخدامه طائرات مسيّرة من نوع "كواد كابتر" كأداة للقتل والترهيب، وحتى التصوير والتجسس، لا سيما في المناطق المأهولة بالمواطنين، مشيراً إلى أن تلك الطائرات تنفذ مهامها بصمت ودون ضوضاء، إلا من خلال سماع صوت طلقاتها بشكل فجائي.

 

أخبار ذات صلة

0 تعليق