الجماعة الإرهابية ظاهرها التدين وباطنها غسل الدماغ والسيطرة
البداية كانت الانضمام لجمعية خيرية في التسعينيات.. وفوجئت بأنها معسكر تدريب
يفسرون الشرع والآيات القرآنية بما يتوافق مع أهوائهم
أبشع من أساءوا للدين.. وثورة 30 يونيو كشفت حقيقتهم
هو مواطن مصري من احدي مراكز الصعيد كادت ان تنزلق قدمه ويصبح فرداً في واحدة من الجماعات الارهابية التي أذاقت مصر ويلات الخراب والدمار والقتل فعقله ووالده حمياه من أن يكون عضواً سوي لثلاثه شهور في الجمعيه الخيريه التي ارتبط اسمهم بها في مركزه التابع لإحدي محافظات الصعيد مثلما قلنا.
الجمعية الخيرية التي كان لها فروع في الكثير من محافظات مصر والتي ظاهرها ببساطة الخير والإنفاق علي الفقراء ومساعدة المحتاجين من خلال عيادات بأجور رمزية وغيرها أما باطنها جذب الشباب والسيطرة علي عقولهم فيما بعد امسحها وجعلهم مجرد توابع وكسب قاعدة شعبية بين جموع المصريين سنرمز له أو سنسميه "ياسر" نظراً لأنه لا يرغب في الظهور أو تذكر أنه كان جزء ولو لشهور من هذا التنظيم قبل ان يكتشفه ويتركه دون رجعة ليكون أول من يحذر الناس فور انتخابات الرئاسة التي ترشح لها المخلوع مرسي بألا ينتخبوا الإخوان لأن ظاهرهم شئ وباطنهم شئ آخر مربع ملئ بالتناقضات والمصالح والتلاعب بالألفاظ وبتعاليم الدين.
قال"ياسر" في حواره معنا: أنا أنتمي لمركز من مراكز محافظة المنيا الكبيرة وكنت وقتها شاباً عندما كنت في المرحله الثانويه ومثلي مثل أي شاب في هذه المرحلة وكان عقلي لم تتكون رؤيته جيداً وهنا أحب أنبه الآباء والأمهات لهذه المرحلة الخطرة أو بالتحديد مرحلة المراهقة. حيث إنها المرحلة الأكثر صعوبة من حيث السيطرة علي الأبناء من قبل أولياء أمورهم ولكنها السهل الممتنع بالنسبه لكل ما هو خارج عن الأسرة بمعني أن المراهق أو المراهقة في تلك المرحلة يحاول التمرد علي كل شئ وأن يشكل شخصيته وعادة ما تدخل أمور وعوامل وربما أشخاص في تكوين هذه الشخصية وهنا تكمن المشكلة فإن لم تحافظ الأسرة علي عقل اولادها في تلك المرحله وتشرع في مراقبه مايتابعونه ويشاهدونه ومع من يخرجون أو يتقابلون أو حتي يتحدثون علي السوشيال ميديا علي ان تكون تلك المراقبة الأسرية ذكية دون أن يشعر بانه مراقب ستندم الآسر كثيراً عندما تفاجأ بان عقل طفلها قد تم غسله أو سرقته وللأسف سيكون في وقت متأخر صعب فيه إقناعه عن العدول عن الأفكار التي تمت تغذيته بها.
يضيف "ياسر" أعوّد الي قصتي كنت مراهقا ووقتها كانت الاخوان جماعه مجرد جماعه تنشئ جمعيات خيرية بها مستوصفات بأسعار زهيده لعلاج الفقراء وبها جمعيات توزع المساعدات علي المحتاجين وتزوج اليتيمات وطبعاً لأن آفه الإنسان النسيان وعدم المعرفة لم يكن أحد يحكي لنا عن تاريخهم الدموي فقط مره واحده قال أحد أئمة مسجد شهير متشككا " يمكن انصلحوا" وعندما سألناه بفضول المعجبين بهم " ليه هما مالهم" فكانت إجابته مقتضبة إلا أنني تذكرتها فيما بعد وكانت "لا يغير الله المنافق من ظاهره غير باطنه".
كنا نلعب في ملعب بسيط وقتها تابع لمركز شباب عندما ظهر منهم اثنان "ايمن" و"حسن" وكان أحدهم في منتصف العشرين والآخر في آخرها وكانا من أسرتين فقيرتين جدا لكن بعد فتره من انضمامهم للإخوان وقتها تحسنت حالتهم الماديه جدا ولم نكن نسأل وقتها إلا عندما جاءوا للعب معنا وبعد الانتهاء شرعوا في الحديث معنا عن ضياع الوقت وأننا شباب ولابد ان نستخدم الوقت استخدام افضل في طاعه الله و" كلام كتير كل يوم كانوا بييجوا يقولوه يحسسونا بيه أننا مقصرين ومذنبين لمجرد أننا بنلعب كورة كتير أو وقت الفراغ بنقضيه مع الأهل".
أضاف " ياسر" كنت اجلس مع نفسي واجلد نفسي كوني العب مثل باقي من هم في سني أو أجلس مع أهلي. حيث تحول الموضوع الي الذهاب معهم لنساعده المرضي والمحتاجين في جمعياتهم وعندما كنت أغيب أنا وباقي اصدقائي كانوا يمرون علي بيوتنا ليأخذونا عنوة بطريقة النهر المعنوي والتأنيب كنت أشعر وقتها أن عقلي لعبة بين أيديهم وأن إراداتي مسلوبة.
بكمل "ياسر": لاحظ والدي الوضع وأنني لم أعد العب كرة في الملعب ككرة قدم أو سلة أو يد فقد ربانا والدنا علي الرياضة وكان يقول لنا إن الله أعطي لنا جسداً هو من النعم يجب الحفاظ عليها بالرياضة والعقل بالثقافة والقراءة وبدأت في مناوشات معه أنه هناك ما هو أهم حتي مع الجلوس معه ومع والدتي لساعة أتبادل فيها أطراف الحديث وبدا يلاحظ اختلاف لهجتي مع شقيقاتي التي تحولت الي لهجه عنيفة تنهرهن علي أي شئ.
انتبه والدي للتغيرات التي تحدث وشرع في مراقبة من أحادث ومع من أخرج وأين أذهب وقتها كان وكيلي الجماعه يأتون لبيوتنا عندما نتخلف عن مواعيدهم فالقصة بدأت بخدمة الفقراء والمحتاجين في الجمعيات الغذائية والمستوصفات الطبية للذهاب لتعلم رياضة خاصة وفوجئت انهم يعلموننا ألعاب القتال العنيفة ويقولون لنا إنها اهم من الكرة وغيرها وأن السماء راضيت عنا لأننا سنكون جنود الله ووقتها شئ ما أخافني فأبي رباني جيداً وأسرتي حصنا عقلي بالأساسيات وفي اليوم الذي رجعت فيها تطاردني تساؤلات كثيرة كان والدي رحمة الله عليه جالساً يشعر بالذهول عندما دخلت وكانّه يراني لأول مرة بداخله أسئلة كثيرة قبل أن يبدأ في النقاش معي عما كنت أردد قائلا لي إنه علم أن شيطاني الجماعة استطاعا مصادقتي وأنني بت ظلا لهما مثل اصدقائي وغيرهم من شباب المركز فظل يناقشني في الكثير من الأفكار والكثير من التعاليم والآيات الدينية التي كانوا يفسرونها بشكل يليق مع هوي الجماعة وشرع والدي في مقابلة باقي أولياء الأمور وتنبيههم ليمنع الجميع أولادهم وذكرت لهم أن هناك شئ غريب وانقباضه في قلبي جعلتني أسأل نفسي لما يريدون تعليمنا ألعاباً قتالية عنيفة وقتها انزاحت الستار من علي عيني وتذكرت كلمة إمام المسجد بانهم منافقون يستغلون الدين وعمل الخير لجذب البسطاء لهم وسرقة عقول أطفالهم.
يضيف "ياسر": حاولوا معي كثيراً أنا وأصدقائي إلا أننا بتنا عدوانيين معهم في الحديث ليفهموا أننا فهمناهم جيدا حتي ابتعدوا عنا لأكبر وبعدها بأكثر من عشر سنوات أشاهد ما فعلوه معنا بشكل أكبر عقب ثوره يناير كيف يستميلون البسطاء بقوت يومهم وصحتهم من أجل أصواتهم الانتخابية وكيف باتوا يستغلون مراكز الشباب لتدريب الشباب الصغير علي العال العنف والرياضة القتالية وأن ما دون ذلك "لعب عيال" و"ضياع للوقت" أتذكر أنني كنت قلت لأيمن أنني احب السباحه ولا احب الرياضه العنيفه فكان رده " سباحه ايه ناقص تقولي اركب خيل "فذكرته بحديث الرسول الكريم ووصاياه فكان رده "مضيعش وقتك دي أهم" في كل رد كان يتأكد لي أنهم يريدون منا ان نكون أدوات فاعله فيما بعد للتنفيذ تنفيذ كل مايريدون دون ادني تفكير .
كل ماحدث من سلب للعقول واللعب بالألفاظ الدينية كان يحدث معنا فكان الظاهر أنهم يدعون للدين ويتبعون تعاليمه السمحة أما الباطن فغارقون في حب الدنيا والسلطة.
يكمل "ياسر": تولي مرسي العياط الحكم لتعيش أسوأ فترة في الحياة أو في عمر الوطن لتقوم ثوره 30 يونيو لينكشف وجهك البشع وكانوا أسوأ من أساء للدين.
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
0 تعليق