Published On 28/8/202528/8/2025
|آخر تحديث: 08:15 (توقيت مكة)آخر تحديث: 08:15 (توقيت مكة)
وحدة إسرائيلية تتبع شعبة التكنولوجيا واللوجستيات في الجيش الإسرائيلي الذي يعتبرها واحدة من أهم وحداته التي تعمل في "أرض الخصوم" وتعرف باسم "الوحدة 641" وتعد في طليعة القوات التي تواجه الفلسطينيين.
وقد تأسست عام 1976 وشاركت في العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية والحروب على لبنان وقطاع غزة، منها عدوان "السيوف الحديدية" ضد المقاومة الفلسطينية في غزة بأكتوبر/تشرين الأول 2023.
ويتهم الفلسطينيون إسرائيل بسرقة ملايين الدولارات ومجوهرات ثمينة من منازلهم ومحال الصرافة، أثناء توغلات قواتها وعملياتها العسكرية في قطاع غزة والضفة الغربية.
النشأة والتأسيس
يشير مفهوم الغنيمة (شالال) عند الإسرائيليين إلى "البضائع أو الممتلكات أو الأراضي التي تتبع للعدو ويتم الاستيلاء عليها بالقوة من الجيش الإسرائيلي" وهذا المفهوم متأصل في تصوراتهم الدينية وفي الروايات التاريخية اليهودية.
وبعد إعلان قيام إسرائيل عام 1948، أوكلت مهمة جمع الغنائم -التي يتم الاستيلاء عليها أثناء الحرب- إلى الفرع التقني في إدارة الأبحاث بالجيش الإسرائيلي، بينما كانت وحدة التحقيقات رقم 560 هي المسؤولة عن جمع الوثائق من أرض الخصوم.
وفي 24 أكتوبر/تشرين الأول 1976، أسست وحدة جمع الغنائم الاستخباراتية والتقنية رسميا على يد العقيد بالجيش الإسرائيلي سيمحا بيبرمان، والضابط في قسم العمليات تسفي أميتاي.
وقد ألحقت في وحدة "هاتزوف" التابعة لكتيبة الاستخبارات بالجيش الإسرائيلي على خلفية توصيات لدراسات عسكرية تناولت الدروس المستقاة من حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973.
وعام 2018 ألغى الجيش الإسرائيلي وحدة جمع الغنائم الاستخباراتية والتقنية، وأوكل مهمتها إلى القوات البرية، في حين تتولى قواته العاملة في ميدان المعركة مسؤولية نقلها إلى داخل إسرائيل ومعالجتها.
وسرعان ما تراجع الجيش الإسرائيلي عن قراره بعد 6 أيام فقط من اندلاع معركة طوفان الأقصى -التي أطلقتها فصائل المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023- وأعاد الوحدة إلى العمل.

الأهداف والتخصصات
يتمثل الدور الأساسي للوحدة في "جمع وتوثيق ونقل غنائم العدو وأسلحته ومواده الأخرى التي جرى الاستيلاء عليها أو تركت في ساحة المعركة، وتحويلها إلى هيئات الاستخبارات والأبحاث داخل الجيش".
إعلان
ويمكن تحديد أهداف الوحدة في التالي:
جمع الغنائم وتصنيفها: وذلك أثناء القتال أو بعده، ويركز جنود الوحدة على جمع المعدات والوثائق من أرض المعركة. التقييم والتحليل: ترسل الوحدة بعض "الغنائم" لتحليلها من الخبراء للحصول على معلومات استخباراتية عن الخصم. إعادة الاستخدام: تستخدم بعض "الغنائم" التي يتم الاستيلاء عليها أثناء القتال كالذخائر، أما الأموال فتدخل في حسابات وزارة الجيش الإسرائيلي. تحسين عمل الجيش: عبر تحليل "التداعيات العملياتية بناء على الغنائم التي تحصل عليها من الميدان". ترجمة الوثائق: إذ تترجم الوثائق التي يجري الاستيلاء عليها إلى اللغة العبرية. تدمير معدات الخصوم: وهي معدات الخصوم الزائدة عن الحاجة في ساحة المعركة.
آلية عملها
يعمل المنتسبون في الوحدة وفق منهجية تشمل جلب "الغنائم" من مكان المعركة، ومن ثم فهرستها وتوثيقها وتوزيعها على مستودعات خاصة.
وبعد ذلك تعمل الوحدة على بحث استخباري مكثف في الوثائق، وتخزينها للاستخدام المستقبلي.
وفيما يتعلق بالمعدات العسكرية التي يجري الاستيلاء عليها، تقرر الوحدة إما "بيعها أو إعادة تدويرها لتلبية احتياجات الجيش الإسرائيلي".
أما فيما يتعلق بالأموال والذهب، فيجري إحصاؤها، ونقلها في سيارات مؤمنة إلى قسم الخزينة الرئيسي بوزارة الجيش الإسرائيلي وسط تل أبيب، وهناك تعاد عملية العد من جديد وتودع في بنك إسرائيل للمصادرة.
المقر
يقع المقر المركزي للوحدة في قاعدة "تسرفين" العسكرية بالقرب من مدينة ريشون لتسيون (جنوب ضاحية تل أبيب) ولديها العديد من الفروع شمال وجنوب إسرائيل.
وفي قاعدة "جولس" العسكرية، يتعامل أعضاء الوحدة مع الأسلحة التي يستولون عليها، ويقدرون أنها قد تنفجر في أي لحظة كالصواريخ المحمولة والعبوات الناسفة.
وتتألف الوحدة بشكل رئيسي من جنود الاحتياط بالجيش الإسرائيلي، وتضم حوالي 500 جندي، من خلفيات مهنية مختلفة، بما في ذلك الاستخبارات والهندسة والخدمات اللوجستية.

محطات
شاركت الوحدة في العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية والحروب على لبنان وقطاع غزة، وفق التالي:
لبنان وسورياشاركت الوحدة في عملية الليطاني التي شنتها إسرائيل على جنوب لبنان عام 1978.
وأثناء الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 1982، قالت الوحدة إنها حصلت على وثائق تحدد مواقع المدفعية التابعة للجيش السوري والألغام الأرضية، إضافة إلى الحصول على بنادق قنص عيار 7.62، ومعدات رؤية ليلية.
كما شاركت الوحدة في الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006، وقالت إنها سيطرت على "خرائط الصواريخ وأجهزة راديو ومركبات" تابعة لحزب الله اللبناني.
وفي الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2024، قالت الوحدة إنها تمكنت من جمع "غنائم" من حزب الله اللبناني تشمل "نقودا وسبائك ذهب وصواريخ متطورة وعبوات ناسفة وبنادق وأجهزة راديو عسكرية وبوصلات ومناظير وأجهزة رؤية ليلية وأزياء عسكرية وأحذية وعشرات المركبات العسكرية".
إعلان
كما قالت الوحدة إنها استولت على أسلحة ودبابات تابعة للنظام السوري المخلوع، أثناء توغلاتها في بعض المناطق السورية.

وفي قطاع غزة، شاركت الوحدة أيضا في عدوان "الجرف الصامد" على قطاع غزة صيف 2014، وادعت وقتها الحصول على معدات عسكرية وأموال تابعة لكتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية حماس.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه صادر وقتها نحو "230 قطعة سلاح وقاذفة، و30 منظارا ليليا، و50 صاروخا، و750 وسيلة اتصالات وإلكترونيات، وحوالي 1800 وسيلة من المعدات الهجومية، وما يقرب من 500 عبوة أو ذخيرة".
كما شاركت الوحدة في عدوان "السيوف الحديدية" الذي جاء ردا على معركة طوفان الأقصى، وقالت إنها تمكنت أثناء الحرب من "جمع معلومات استخبارية هامة، والحصول على معدات تقنية، وأموال ضخمة، وسبائك ذهب، وأسلحة، وأجهزة حاسوب، وهواتف ذكية، وخرائط أنفاق" تابعة لحركة حماس.
الضفة الغربيةوفي الضفة الغربية، شاركت الوحدة في عملية "السور الواقي" التي أطلقتها إسرائيل يوم 29 مارس/آذار 2002، وقالت إنها تمكنت من جمع وثائق وأسلحة تابعة لفصائل المقاومة الفلسطينية، إضافة إلى حصولها على وثائق استخباراتية داخل مقرات الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية.

اتهامات بالسرقة
اتهم فلسطينيون الجيش الإسرائيلي بسرقة أموالهم ومقتنياتهم الثمينة أثناء عملياته العسكرية وحروبه وتوغلاته في المدن الفلسطينية، خاصة في قطاع غزة، لكن جيش الاحتلال رفض هذه الاتهامات وقال إنه "لا يسرق أموال الفلسطينيين وإنما يغنم أملاك" حماس وفصائل المقاومة.
وفي 28 فبراير/شباط 2025، قال موقع يديعوت أحرونوت الإسرائيلي إن "الجيش سجل وقائع سرق فيها جنود ممتلكات تعود للفلسطينيين" واستدرك "لكن هذه الوقائع جرت بشكل فردي".
وأضاف الموقع "هناك خشية في الجيش الإسرائيلي من انتشار ظاهرة سرقة ممتلكات الفلسطينيين بين جنوده، لدرجة أن الشرطة العسكرية تفتش صناديق جميع السيارات التي تغادر القواعد العسكرية الإسرائيلية التي تنقل إليها هذه الممتلكات".
وبحسب الموقع، فإن نحو 180 ألف قطعة سلاح وأموالا وسبائك ذهبية تقدر بعشرات ملايين الدولارات جمعتها وحدة الغنائم في الجيش الإسرائيلي من غزة ولبنان وسوريا، منذ اندلاع حرب "السيوف الحديدية" في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
0 تعليق