في خطوة احتجاجية جريئة هزت الأوساط الإعلامية، أعلنت الصحفية الكندية البارزة، فاليري زينك، استقالتها من المؤسسة الإعلامية التي تعمل بها، مشيرة إلى أنها لا تستطيع الاستمرار في العمل "بضمير حي" مع جهة "خانت الصحفيين في غزة" وكانت لها يد في مقتل زملائهم.
وجاء إعلان زينك عبر تغريدة مدوية نشرتها عبر حسابها على منصة "إكس" والتي لاقت تفاعلًا واسعًا، وأعادت تسليط الضوء على المخاطر الجسيمة التي يواجهها الصحفيون في تغطية الحرب، والضغوط الأخلاقية التي يتعرض لها العاملون في المؤسسات الإعلامية الغربية.
استقالة مدوية.. الضمير فوق المهنة
قالت فاليري زينك في تغريدتها التي انتشرت كالنار في الهشيم: "لا أستطيع بضمير حي، أن أواصل العمل مع مؤسسة خانت الصحفيين في غزة، ولها يد في اغتيال 245 من زملائنا!".
ويعتبر هذا الموقف العلني، الذي يضع المبادئ الأخلاقية فوق المسيرة المهنية، من أحدث وأقوى أشكال التضامن مع الصحفيين الفلسطينيين من داخل المؤسسات الإعلامية الدولية، والتي واجهت اتهامات متزايدة بالانحياز في تغطيتها للحرب المستمرة منذ ما يقرب من عامين.
اتهامات خطيرة بـ"الخيانة والتواطؤ"
تكمن أهمية بيان زينك في الاتهامات المباشرة التي وجهتها لمؤسستها (التي لم تسمها صراحة في التغريدة الأولية)، والتي تتلخص في نقطتين محوريتين:
الخيانة: وهو ما يُفهم بأنه التخلي عن الزملاء في غزة، وعدم توفير الحماية الكافية لهم، أو تبني روايات تبرر استهدافهم.
التواطؤ: وهو الاتهام الأخطر، حيث أشارت إلى أن للمؤسسة "يد في اغتيال" زملائهم، في إشارة إلى أن الصمت أو التغطية المنحازة قد تساهم في خلق بيئة تسمح باستهداف الصحفيين دون محاسبة.
ويأتي الرقم الذي ذكرته (245 صحفيًا) ليعكس حجم الكارثة الإنسانية والمهنية التي لحقت بالأسرة الصحفية في غزة، وهو رقم يتجاوز أي صراع آخر في التاريخ الحديث.
أزمة الصحافة في غزة.. صمت وتضحيات
تعيد استقالة زينك فتح النقاش حول الأزمة العميقة التي تعيشها الصحافة في مناطق النزاع، وتحديدًا في غزة.
ولطالما حذرت منظمات دولية معنية بحرية الصحافة، مثل "مراسلون بلا حدود" و"لجنة حماية الصحفيين"، من أن استهداف الصحفيين في غزة أصبح ممنهجًا، مطالبين بآليات حماية دولية ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم التي ترقى لمستوى "جرائم حرب".
وتبقى خطوة فاليري زينك بمثابة صرخة قد تلهم آخرين للمضي في نفس الطريق، وتزيد من الضغط على المؤسسات الإعلامية العالمية لمراجعة سياساتها التحريرية ومواقفها الأخلاقية تجاه ما يحدث على الأرض في فلسطين.
0 تعليق