الرياضيات بالخبرة اليابانية.. ماذا بعد إطلاق حزمة التعديلات الكبرى للمناهج التعليمية؟ - هرم مصر

الاسبوع 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تدريبات «فيديو كونفرانس» مكثفة للشريحة الأولى.. واستعدادات لتأهيل مدرسي اللغة الإنجليزية

مؤيدون يرون الخطوة أخف عبئًا وأكثر منطقية.. وآخرون ينتقدون غياب الصلة بواقع الطلاب

تحفظات على تطبيق منهج جديد للصف الثالث الإعدادي دون مراعاة «تسلسل المحتوى»

أولياء أمور: مقترح باعتماد نظام «الكورسات التأسيسية» في الإنجليزية لضمان التدرج والتأهيل

أعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني عن إدخال حزمة تعديلات على مناهج دراسية، تشمل مواد «اللغة العربية.. التربية الدينية.. الدراسات الاجتماعية.. اللغة الأجنبية الأولى.. العلوم، والرياضيات» في بعض الصفوف، مع إتاحة نسخ مطورة عبر الموقع الرسمي للوزارة قبل انطلاق العام الدراسي الجديد، بهدف التيسير على المعلمين وأولياء الأمور والطلاب وتوفير محتوى حديث يسهم في رفع كفاءة العملية التعليمية.

ويُعد إطلاق كتاب الرياضيات للصف الأول الابتدائي أبرز ملامح هذا التطوير، إذ جرى إعداده بالتعاون مع الجانب الياباني، ليركز على تنمية المهارات الأساسية وتبسيط المحتوى وفق المنهجية التعليمية اليابانية التي تشتهر ببناء قاعدة رياضية قوية للتلاميذ، وهي طريقة حازت ثقة دولية بعد أن أثبتت فعاليتها عالميًا في تحسين قدرات الطلاب.

أكدت الوزارة الانتهاء من جميع تدريبات مادة اللغة العربية عبر تقنية «الفيديو كونفرانس» من مرحلة رياض الأطفال وحتى الصف السادس الابتدائي، مع استمرار تدريبات الدراسات الاجتماعية بنفس الآلية، إلى جانب الاستعداد لإطلاق تدريبات اللغة الإنجليزية قريبًا، فيما أوضح موجهو المواد أنهم يخضعون حاليًا لتدريبات مكثفة على المناهج الجديدة.

تُعقد بعض التدريبات المكثفة على المناهج الجديدة عن بُعد وأخرى بالحضور المباشر، على أن يبدأوا فور انتهائها (المتوقع مع نهاية الأسبوع الجاري)، في نقل الخبرات وتدريب المعلمين على طرق التدريس الحديثة لضمان سرعة استيعاب المناهج المطورة وتطبيقها بكفاءة داخل الفصول.

خلافات:

أكد بعض معلمي اللغة العربية أن المناهج الجديدة أخف عبئًا على الطلاب، وتتسم بتسلسل منطقي في عرض الموضوعات، مع إدراج موضوعات تربط الطالب بالأسرة والمجتمع. وأوضحوا أن «قصة الاستماع» للصفوف من الأول حتى الخامس الابتدائي أصبحت أقصر، مما يمنح الطلاب فرصة أكبر للتعبير والسرد.

وفي السياق ذاته، قال متولي حسين (مدرس أول لغة عربية): إن التغيير جاء واسعًا لا بأس به، من حيث الاهتمام بالكيف أكثر من الكم، والبعد عن الحشو الذي كانت كتب اللغة العربية تكتظ به في السابق، الأمر الذي يتيح للمعلم والمتعلم جوًا جديدًا من الفهم والاستمتاع معًا. ومع ذلك، يرى آخرون أن التغيير ــ وإن كان مطلوبًا ــ لم يأتِ مطابقًا للتوقعات المرجوة، فالكتاب المدرسي من حيث الشكل والمضمون لم يتغير كثيرًا، كما أن موضوعات اللغة العربية ما زالت بعيدة عن واقع التلميذ في الأغلب وغير مرتبطة بالبيئة المحيطة به.

ويضيف بعض المعلمين أن هناك جزئية غاية في الأهمية، تتمثل في خلو مقررات اللغة العربية تمامًا من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تحض على مكارم الأخلاق والآداب والسلوكيات التي يتحلى بها الإنسان. وبغياب هذه النصوص، فقد التلميذ جانبًا مهمًا مما كانت تكسبه تلك الآيات والأحاديث، حسب تعبيرهم.

ومن ناحية أخرى، أبدى عدد من معلمي اللغة الأجنبية الأولى (الإنجليزية) تحفظهم على قرار وزارة التربية والتعليم بتغيير منهج الصف الثالث الإعدادي بشكل كامل اعتبارًا من العام الدراسي الجديد، معتبرين أن هذا التغيير لم يراعِ التسلسل الطبيعي للمناهج.

وأوضح المعلمون أن تطوير منهج اللغة الإنجليزية ينبغي أن يتم تدريجيًا، بدءًا من الصف الأول الابتدائي، بحيث يدرس الطالب المنهج الجديد عامًا بعد عام حتى الصف الثالث الثانوي، لضمان ترابط القواعد والمفردات اللغوية بين المراحل. وأكدوا أن تطبيق منهج جديد مباشرة على الصف الثالث الإعدادي، في حين لم يدرس الطالب المناهج السابقة التي يُبنى عليها، قد يخل بتسلسل المحتوى ويؤثر سلبًا في التحصيل الدراسي.

تقييم:

من جانبها علّقت منى أبو غالي، ولي أمر وأدمن جروب «حوار مجتمعي تربوي»، على الأمر بقولها: إن من الأفضل أن تكون مناهج اللغة الإنجليزية قائمة على نظام «الكورسات التأسيسية»، بحيث ينتقل الطالب من مستوى إلى آخر بشكل متدرج منذ التحاقه بالمدرسة وحتى نهاية المرحلة الثانوية أو الفنية، ليتمكن في النهاية من إتمام جميع المستويات المؤهلة للعمل في أي مجال يتطلب إجادة اللغة الإنجليزية.

أوضح الدكتور عادل النجدي، الخبير التربوي وعميد كلية التربية بجامعة أسيوط سابقًا، أن المناهج السابقة التي جرى إعدادها عبر مؤسسات دولية مثل «ناشيونال جيوغرافيك» كانت تحتوي على كم معرفي ضخم يفوق قدرة التلاميذ على الاستيعاب. ولهذا ــ بحسب قوله ــ استعانت وزارة التربية والتعليم بخبرات مصرية من أساتذة الجامعات والمتخصصين ورجال الدين، إضافة إلى دور نشر محلية، لضمان حقوق الملكية الفكرية الكاملة للدولة وعدم الارتهان لمؤسسات خارجية.

وأضاف النجدي أن المناهج الجديدة تسعى إلى التركيز على مهارات القرن الحادي والعشرين، مثل البحث والتفكير النقدي وتنمية القيم وتعزيز المواطنة، مؤكدًا أن هذه الخطوة تمثل نقلة نوعية في فلسفة التعليم. لكنه اقترح في الوقت ذاته أن يتم تطبيق هذه المناهج بشكل تجريبي قبل تعميمها على مستوى الجمهورية، غير أن ضيق الوقت دفع الوزارة إلى اعتمادها مباشرة وتطبيقها على نطاق واسع اعتبارًا من العام الدراسي الحالي.

استجابة:

وفي الإطار ذاته، يرى د.تامر شوقي، الخبير التربوي وأستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، أن المناهج المطورة جاءت استجابة لمطالب عدة، أبرزها معالجة أوجه القصور في المناهج السابقة، وتحديث المعلومات لمواكبة الثورة المعرفية، بالإضافة إلى التركيز على تنمية القدرات العقلية العليا كالتحليل والاستنتاج والإبداع.

لكنه في الوقت نفسه حذر من بعض التحديات، وفي مقدمتها الحاجة الماسة لتدريب المعلمين، خاصة من يدرسون لعدة صفوف طورت مناهجها، فضلًا عن سرعة تغيير بعض المناهج التي لم يمض على تطويرها سوى عام واحد فقط مثل منهج اللغة الإنجليزية للصف الأول الإعدادي.

كما أشار إلى ضرورة تحديث المنصات التعليمية وتوفير تدريبات وامتحانات إلكترونية جديدة، محذرًا من احتمال لجوء الطلاب لشراء كتب خارجية جديدة مع تغير المناهج، وهو ما قد يرهق أولياء الأمور ماديًا ويشتت الطلاب.

الهوية:

أما الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة، فقد أشار إلى ملامح بارزة في خطة التطوير، إذ أوضح أن التركيز ينصب على مواد الهوية الوطنية مثل اللغة العربية والدراسات الاجتماعية والتربية الدينية، مع تطوير شامل لمناهج اللغة العربية من رياض الأطفال حتى الصف الثاني الإعدادي، بما يتضمن اختيار موضوعات تعالج قضايا مجتمعية معاصرة.

وأكد أن مناهج التربية الدينية يجري تحديثها بالتعاون مع الأزهر الشريف والكنيسة، في حين تحظى اللغة الأجنبية الأولى (الإنجليزية) باهتمام كبير من خلال خطة تطوير تمتد من مرحلة رياض الأطفال حتى المرحلة الثانوية. وأضاف أن هناك تطويرًا محدودًا لمادتيْ العلوم والرياضيات، وهو ما قد يعكس سعي الوزارة للتعاون مع دول متقدمة في هذا المجال للاستفادة من خبراتها في تطوير المناهج المصرية

اقرأ أيضاً
رابط وخطوات الحصول على المناهج المطورة للعام الدراسي 2025- 2026

«التعليم»: طرح المناهج المطوّرة إلكترونيًا لكل المراحل وتعاون مصري ياباني في الرياضيات

بروتوكول تعاون بين التعليم و«كاسيو» اليابانية لتطوير مناهج ومعلمي رياضيات الإعداداية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق