نشرت صحيفة ذي غارديان البريطانية مقالا بعنوان: لا مكان آمنا في غزة وعائلات تفر من المدينة وإسرائيل تهدد بمحوها.
وقد بدأت آلاف العائلات النزوح على عجل، في حين يرفض آخرون المغادرة إما لعجزهم المادي وإما لتفضيلهم البقاء والموت في بيوتهم على مواجهة التشرد والجوع.
وقصفت الطائرات والدبابات الإسرائيلية الأحياء الشرقية والشمالية لغزة، مدمّرة مباني ومنازل، في وقت تعهّد فيه القادة الإسرائيليون بمواصلة هجوم موسع وكبير على المدينة.
ونقلت صحيفة غارديان البريطانية عن شهود القول إن أصوات الانفجارات تواصلت بشكل متقطع طوال ليلة السبت حتى صباح الأحد في منطقتي الزيتون والشجاعية. وفي الوقت نفسه، قصفت الدبابات منازل وطرقا في حيّ الصبرة القريب، في حين فجّرت عدة مبان في منطقة جباليا شمالا.
لا أستطيع المخاطرة
وقال محمد (40 عاما) لوكالة رويترز: "توقفت عن عدّ المرات التي اضطررت فيها لأخذ زوجتي وبناتي الثلاث ومغادرة منزلي في غزة. لا يوجد مكان آمن، لكنني لا أستطيع أن أخاطر. وإذا بدأ (الإسرائيليون) الاجتياح فجأة، فسوف يستخدمون نيرانا كثيفة".
وفي المقابل، أكّد آخرون أنهم لن يرحلوا رغم القصف. وقالت آية (31 عاما)، وهي أم لأسرة من 8 أفراد: "لن نغادر، ليدمّرونا في بيوتنا. نحن جائعون، خائفون، ولا نملك المال لا لشراء خيمة ولا لدفع تكاليف النقل، حتى لو أردنا المغادرة".
وذكرت الصحيفة أن الهجوم، الذي يأتي ضمن خطة إسرائيلية معلنة للسيطرة على المدينة، ترافق مع تهديدات مباشرة من وزير الدفاع يسرائيل كاتس بمحو غزة من الوجود إذا لم تستجب حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لشروط إسرائيل وتفرج عن الأسرى.
وردت حماس بأن إسرائيل غير جادة في التوصل إلى وقف إطلاق النار، وحمّلت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، المطلوب أمام المحكمة الجنائية الدولية، المسؤولية عن حياة الأسرى.
استشراء المجاعة
وعلى الصعيد الإنساني، أعلن خبراء مدعومون من الأمم المتحدة يوم الجمعة أن مجاعة "من صنع الإنسان بالكامل" تجتاح أكبر مدن غزة ومحيطها، وسط نقص حاد في الغذاء والمياه والخدمات الأساسية مما يهدد بمزيد من الوفيات في أنحاء القطاع المدمر.
إعلان
ومن جانبها، أكدت وزارة الصحة بغزة وفاة 289 شخصا بسبب الجوع، بينهم 115 طفلا، في حين يحذر التقرير الأممي من أن الوفيات ستتضاعف سريعا ما لم يُسمح بإدخال المساعدات.
ومع تفاقم الأوضاع الميدانية، أفادت المديرية العامة للدفاع المدني في غزة أن 42 شخصا استشهدوا في قصف يوم الأحد وحده، في حين تحدثت وكالة أسوشيتد برس عن مقتل 4 فلسطينيين بالرصاص أثناء محاولتهم الوصول إلى نقطة لتوزيع الطعام في ممر نتساريم.
خياران أحلاهما مر
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن إسرائيل تواجه اتهامات بالإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية، التي تلاحق أيضا نتنياهو ووزراءه السابقين بمذكرات توقيف، مما يضاعف الضغط الدولي على حكومة الاحتلال.
ويرسم المشهد العام صورة لمدينة محاصرة بين القصف والجوع والمجاعة، وسكان يعيشون بين خيارين أحلاهما مرّ، فإما النزوح بلا مأوى ولا غذاء، أو البقاء في منازل قد تتحول في أي لحظة إلى أنقاض.
0 تعليق