حرب الصورة.. واشنطن بوست: ما الذي يجري حقا في واشنطن؟ - هرم مصر

الكورة السعودية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

منذ أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل أسبوعين حالة طوارئ لمكافحة الجريمة في واشنطن العاصمة، تحولت المدينة إلى ساحة مواجهة غير مسبوقة، لا تقتصر على الأرض فقط حيث تنتشر القوات الفدرالية والحرس الوطني، بل تمتد إلى الفضاء الرقمي حيث تدور معركة صور وسرديات.

وذكرت صحيفة واشنطن بوست أنه منذ صدور الإعلان الرئاسي امتلأت شبكة الإنترنت بمقاطع فيديو صُوّرت في شوارع المدينة. وبين دعاية البيت الأبيض، ورسائل الحب التي ينشرها السكان، والتوثيق الخام الذي يقدمه المارة، تتشكل 3 روايات متناقضة عن واشنطن. وكل رواية تعكس وجها مختلفا للمدينة.

ففي الرواية الأولى. تنتشر على منصات البيت الأبيض وأجهزة الأمن مقاطع دعائية قصيرة صاخبة، تُظهر سيارات الشرطة وهي تندفع في الشوارع، وعناصر مدججين بالسلاح يقتحمون المباني، ومجرمين يُكبلون بالأصفاد، كل ذلك على خلفية موسيقى حماسية.

وظهر أحد المقاطع على صفحة البيت الأبيض في منصة إكس -تويتر سابقا- بتاريخ 14 أغسطس/آب تحت عنوان: "الروتين الليلي: نسخة عملية اجعل واشنطن آمنة مجددا"، وحصد 2.4 مليون مشاهدة.

وفي فيديو نشرته إدارة الهجرة والجمارك على منصة إكس ظهر عملاؤها وهم يصطفون لالتقاط صورة أمام لافتة مناهضة للترحيل قبل أن يمزقوها. يقول أحدهم وهو مقنّع موجّها كلامه للكاميرا: "نحن نستعيد أميركا، يا حبيبي".

قوة الصور

ووصفت عالمة الاجتماع جوان دونوفان، أستاذة مساعدة في كلية الصحافة ودراسات الإعلام بجامعة بوسطن، هذه المقاطع بأنها "دعاية تحاول صياغة رواية".

وأشارت إلى أن كثيرا من أعضاء حكومة ترامب هم نجوم تلفزيون سابقون: "إنهم يعرفون قوة الصور في تشكيل الرأي العام، وطالما هم من يتحكمون في إنتاج هذه الصور وتوزيعها والتفاعل معها، سيواصلون هذا النهج".

وفي موقع "ذا بولوَرك"، (Bulwark) -وهو موقع إخباري محافظ مناهض لترامب- ورد أن الرئيس “لا يتصرف كسياسي بقدر ما يتصرف كمنتج أفلام" خلال استيلائه على مهام الشرطة في واشنطن.

يستخدمون عبارات ترامب

وعلى النقيض من ذلك، استخدم كثير من السكان والزوار -في روايتهم- عبارة الرئيس التي وصف فيها العاصمة بأنها "فخ موت قذر تغمره الجريمة"، كخلفية صوتية لمقاطع على وسائل التواصل تعرض مشاهد خلابة لأزهار الكرز، ومنظر غروب الشمس على نهر بوتوماك ومهرجانات موسيقيون في الشوارع ومعالم المدينة العريقة.

إعلان

ووفقا للصحيفة، فإن هذا التناقض البصري، حيث تبدو واشنطن في أبهى صورها بينما يصفها ترامب بفخ الموت، أصبح اتجاها رائجا، يستخدمه معارضو الرئيس للرد على خطابه.

وفي الرواية الثالثة، وثّق المارة بهواتفهم المحمولة مقاطع بدت مهتزة أحيانا، مشاهد لاعتقالات ينفذها عناصر إنفاذ القانون باستخدام القوة في بعض الحالات.

عنف التدخل الفدرالي

وكلما ظهر عميل لوكالات إنفاذ القانون أو نقطة تفتيش، يخرج الناس هواتفهم ويبدؤون بالتصوير، لينقلوا مشاهد خام غير مصقولة تكشف الوجه الآخر للتدخل الفدرالي.

وفي فيديو انتشر على نطاق واسع لسائق دراجة نارية أوقفه عملاء الهجرة بسبب "لوحات خاطئة"، ثم بدؤوا باستجوابه حول وضعه القانوني، بينما كان أحد السكان يصرخ طالبا منهم استخدام الترجمة الفورية لأن الرجل لا يفهم الإنجليزية.

ونشر بعض سكان واشنطن، مثل ميا سفيرسكي، رسائل حب مفتوحة لعاصمتهم، معتبرين أنها مدينة ساعدتهم على النمو والاكتشاف، بينما آخرون أظهروا لقطات من حياتهم اليومية لتصحيح الصورة.

واشنطن بوست: كلما ظهر عميل لوكالات إنفاذ القانون أو نقطة تفتيش، يخرج الناس هواتفهم ويبدؤون بالتصوير، لينقلوا مشاهد خام غير مصقولة تكشف الوجه الآخر للتدخل الفدرالي

غضب ضد الترحيل

وأظهرت مقاطع أخرى أكثر من 20 ضابطا في نقطة تفتيش بحي مزدحم، وسكانا يواجهون عناصر من إدارة الهجرة والجمارك بغضب قرب محطة مترو، وسائقا يُطرح أرضا أمام مقهى.

وقد حصدت هذه الفيديوهات ملايين المشاهدات على منصتي إنستغرام وتيك توك، وأصبحت وسيلة لتحذير الناس في الأحياء من وجود القوات الفدرالية.

وانتشرت آلاف الفيديوهات على منصتي تيك توك وإنستغرام، حتى مشاهير مثل جوناثان فان نيس مصفف الشعر ومقدم برامج بودكاست انضموا إليها.

وبعد اطلاعها على عشرات المقاطع، قالت واشنطن بوست إنها خرجت بانطباع واحد حول معركة الفيديوهات والسرديات في واشنطن، وهو أن "ما تراه يعتمد على من يقف وراء الكاميرا".

وأشارت إلى أن سلسلة السرديات المتنافسة حول واشنطن، تؤثر في الكيفية التي ينظر بها الأميركيون إلى اللحظة الراهنة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق