دراسة تُدق ناقوس الخطر : دخان حرائق الغابات يهدد نجاة مرضى سرطان الرئة - هرم مصر

رؤيه نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تُعد حرائق الغابات مصدراً لتلوث الهواء بأشكال أكثر سمية من التلوث العادي

عبدالله المومني - كشفت دراسة بحثية كبرى من كاليفورنيا عن خطر جديد يتهدد مرضى سرطان الرئة: التعرض لدخان حرائق الغابات.

تشير النتائج، التي قُدمت اليوم السبت في اجتماع "الجمعية الأميركية لعلم الأورام السريري" بشيكاغو، إلى أن هذا الدخان يزيد من خطر وفاة المصابين بسرطان الرئة، خاصة بين غير المدخنين.


ومع ذلك، هناك بصيص أمل يشير إلى أن بعض علاجات السرطان قد تقلل من هذا التأثير المدمر.

دخان الحرائق: سمية مضاعفة وتهديد مباشر

تُعد حرائق الغابات مصدراً لتلوث الهواء بأشكال أكثر سمية من التلوث العادي.

فإلى جانب الجسيمات الدقيقة، غالباً ما يحتوي دخانها على آثار من مواد كيمياوية، معادن، بلاستيك، ومواد اصطناعية أخرى، بالإضافة إلى جزيئات التربة والمواد البيولوجية.

هذه المكونات شديدة الخطورة يمكن أن تتغلغل بعمق في الرئتين، مسببة أضراراً صحية بالغة.

الدراسة تكشف: خطر وفاة أعلى لمرضى سرطان الرئة غير المدخنين

تابع الباحثون أكثر من 18 ألف مصاب بسرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة (النوع الأكثر شيوعاً) بين عامي 2017 و2020.

وقد استخدموا نموذجاً متقدماً لتقدير جودة الهواء يومياً عند منازل المرضى، بالاعتماد على بيانات من الأقمار الصناعية، نماذج الطقس، توقعات الدخان، وأجهزة مراقبة جودة الهواء.

النتائج كانت مقلقة: أولئك الذين يعيشون في المناطق التي شهدت أعلى مستويات تلوث للهواء ناجم عن حرائق الغابات، في العام التالي لتشخيص إصابتهم بالسرطان، كانوا أكثر عرضة للوفاة بسبب المرض.

وأفاد الباحثون أن المرضى الذين استنشقوا مستويات أعلى من الجسيمات الدقيقة بقطر 2.5 ميكرون أو أقل (PM2.5)، زاد خطر وفاتهم بنسبة 20 بالمئة.

الصدمة الأكبر كانت في فئة غير المدخنين المصابين بالمرحلة الرابعة من السرطان، حيث وجد الباحثون أن خطر وفاتهم بالمرض زاد بنسبة 55 بالمئة عند تعرضهم لمستويات عالية من الهواء الملوث نتيجة حرائق الغابات.

مفاجأة الأبحاث: العلاج المناعي قد يقلل التأثير

في تطور مثير للدهشة، وجد الباحثون أيضاً أن التعرض لدخان حرائق الغابات لم يؤثر بشكل كبير على فرص نجاة المرضى المصابين بسرطان الرئة في المرحلة الرابعة الذين اعتادوا التدخين وتلقوا عقار العلاج المناعي.

يُشير هذا الاتجاه إلى أن "التغيرات المرتبطة بالدخان في الجسم قد تتفاعل مع علاجات معينة"، وفقاً للباحثين، الذين أكدوا على ضرورة إجراء المزيد من الدراسات لفهم هذه الظاهرة بشكل أعمق.

دعوة لحماية المرضى

وقالت قائدة فريق الدراسة، الطبيبة سوربي سينغال من مركز "يو سي ديفيس" المعني بأبحاث السرطان في سكرامنتو بولاية كاليفورنيا: "مع تزايد وتيرة حرائق الغابات وكثافتها في كاليفورنيا وأنحاء أخرى من الولايات المتحدة، نحتاج إلى استراتيجيات صحية محددة الهدف لحماية مرضى السرطان وغيرهم ممن يعانون من مشاكل صحية خطيرة."

تُدق هذه الدراسة ناقوس الخطر حول الآثار الصحية بعيدة المدى لتلوث الهواء الناتج عن حرائق الغابات، وتُبرز الحاجة الملحة لتطوير استراتيجيات حماية أكثر فعالية للفئات الأكثر ضعفاً، مثل مرضى السرطان.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق