ترامب يتراجع عن الرسوم المرتفعة على الدواء وأشباه الموصلات - هرم مصر

الكورة السعودية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تراجع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تهديداته السابقة بفرض رسوم جمركية تصل إلى 250% على المنتجات الدوائية و100% على أشباه الموصلات القادمة من الاتحاد الأوروبي، مكتفيًا بفرض تعرفة موحدة نسبتها 15% تشمل هذين القطاعين إلى جانب معظم السلع الأخرى.

واعتُبرت هذه الخطوة في أوروبا انفراجة محدودة، لكنها جاءت مشروطة بتنازلات مقابلة من الاتحاد الأوروبي.

تبادل التنازلات

وبحسب التفاصيل -التي أُعلن عنها أمس الخميس، فإن الاتفاق الجديد بين الطرفين، والذي كان قد جرى التوصل إلى إطاره الأولي الشهر الماضي خلال لقاء ترامب مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في أسكتلندا- ينص الاتفاق على أن الولايات المتحدة ستطبق رسوماً بنسبة 15% على معظم الصادرات الأوروبية بدءًا من الأول من سبتمبر/أيلول، بما في ذلك الأدوية وأشباه الموصلات والأخشاب.

This handout photograph taken and released by the Ukrainian Presidential Press Service on August 18, 2025 shows US President Donald Trump (R) with Ukrainian President Volodymyr Zelensky (C), European Commission President Ursula von der Leyen (3-L), French President Emmanuel Macron (2-L), NATO Secretary-General Mark Rutte (L) and Italian Prime Minister Giorgia Meloni (R front), at the White House in Washington, DC.
قادة الغرب بواشنطن وسط تعقيدات المشهد التجاري والسياسي بين أميركا وأوروبا (الفرنسية)

وفي المقابل، سيتعين على الاتحاد الأوروبي خفض التعرفة الجمركية إلى الصفر على جميع الصادرات الصناعية الأميركية، بما في ذلك المنتجات الزراعية مثل الفواكه الطازجة والخضراوات ولحوم الخنزير ولحوم البيسون (الثور الأميركي) والمكسرات. ولن تخفض واشنطن الرسوم المرتفعة على السيارات الأوروبية -والتي تصل حاليا إلى 27.5% إلا بعد أن يقر الاتحاد تشريعات لإلغاء هذه الرسوم على الواردات الأميركية.

ومن جانبه مفوض التجارة الأوروبي ماروس شيفشوفيتش أن الاتفاق ينص على أن التعرفة الجديدة على السيارات ستُطبق بأثر رجعي من بداية الشهر الذي تبدأ فيه العملية التشريعية، مضيفًا أن "النية الحازمة" لدى الاتحاد هي البدء بالإجراءات هذا الشهر بعد حصوله على ضمانات من واشنطن بأن الخفض سيُحتسب اعتبارا من الأول من أغسطس/آب.

ترحيب وحذر

وفي العاصمة دبلن، رحّب نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأيرلندي سيمون هاريس بإدراج الأدوية ضمن الرسوم المخفضة، مؤكدًا أن ذلك "يوفر درعا مهما للمصدرين الأيرلنديين الذين كان من الممكن أن يتعرضوا لرسوم ضخمة". وتعد أيرلندا من أبرز مصدري المستحضرات الدوائية إلى السوق الأميركية، إلى جانب شركات أوروبية كبرى مثل نوفو نورديسك الدانماركية المصنعة لعقار أوزيمبيك.

إعلان

لكن قطاع السيارات الأوروبي لم يُخف خيبة أمله، إذ قالت سيغريد دي فريز المديرة العامة لرابطة مصنعي السيارات الأوروبية -لبرنامج "توداي" على محطة "بي بي سي" البريطانية- إن الاتفاق مهم "لكنه لا يخرجنا من دائرة الخطر بعد، فالمصنّعون ما زالوا يدفعون يوميا رسوما بملايين اليوروهات منذ أبريل/نيسان الماضي".

وأكدت دي فريز أن الانتقال من معدل 27.5% إلى 15% ما زال يشكل عبئا كبيرا مقارنة بالتعرفة الأصلية التي لم تتجاوز 2.5%، مشيرة إلى أن ذلك سيؤثر على الأسعار بالنسبة للمستهلكين في أميركا وخارجها.

President Donald Trump reads from a paper and European Commission President Ursula von der Leyen listens after reaching a trade deal between the U.S. and the EU at the Trump Turnberry golf course in Turnberry, Scotland Sunday, July 27, 2025. (AP Photo/Jacquelyn Martin)
ترامب يتلو بنود الاتفاق التجاري بعد التوصل لصفقة جمركية مع الاتحاد الأوروبي وفون دير لاين تستمع (أسوشيتد برس)

وفي المقابل، وصفت فون دير لاين الاتفاق بأنه "يوفّر قدراً من الاستقرار والتوقع" للشركات والمستهلكين الأوروبيين، مؤكدة أنه يشكل "خطوة أولى في عملية يمكن أن تتوسع مع تطور العلاقة". أما وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك فقال عبر منصة "إكس" إن الاتفاق "يفتح وصولا تاريخيا إلى الأسواق الأوروبية الواسعة أمام المنتجين الأميركيين".

عقبات

ورغم التقدم، ظلّت بعض الملفات عالقة، خصوصًا النبيذ والخمور التي لم تتمكن المفاوضات من إعفائها من الرسوم.

وقد اعتبر اتحاد مصدري النبيذ الفرنسي أن الاتفاق "سيخلف صعوبات كبيرة" للقطاع، في حين أعرب مجلس الخمور الأميركي عن خيبة أمله محذرًا من أن استمرار الرسوم سيضاعف التحديات أمام المطاعم والحانات بالولايات المتحدة، مؤكدا أن "الأبواب لم تغلق نهائيًا" أمام مراجعة هذه البنود مستقبلاً.

وخلاصة القول، وصفت "بي بي سي" الاتفاق بأنه تراجع تكتيكي من ترامب بعد أشهر من التصعيد، لكنه أبقى على حالة من التوتر التجاري بين ضفتي الأطلسي، حيث يظل قطاع السيارات متضررًا بشكل كبير، وتبقى بعض السلع الرمزية كالنبيذ خارج نطاق الإعفاءات، مما يترك المجال مفتوحًا لجولات تفاوضية جديدة في الأشهر المقبلة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق