أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الجمعة، الاتفاق على عقد جولة جديدة من المحادثات مع وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا إضافة إلى الاتحاد الأوروبي يوم الثلاثاء المقبل، لمناقشة مستقبل البرنامج النووي الإيراني والعقوبات المفروضة على طهران.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي إن الاتصال الهاتفي الذي أجراه الوزير عباس عراقجي مع نظرائه الأوروبيين ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس تضمن التوافق على "مواصلة المحادثات على أعلى المستويات"، مضيفا أن بلاده ستؤكد خلال اللقاء على "رفع العقوبات ومحاسبة المسؤولين عن الاعتداءات الأخيرة على منشآتنا النووية".
يأتي ذلك في وقت أجرى فيه وزراء خارجية فرنسا جان-نويل بارو وألمانيا يوهان فاديفول وبريطانيا ديفيد لامي ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس مكالمة هاتفية الجمعة مع نظيرهم الإيراني عباس عراقجي.
وشدد وزراء الخارجية الأوروبيون على أن الوقت يضيق أمام التوصل إلى حل تفاوضي بشأن الملف النووي الإيراني. وكتب وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو على إكس "الوقت يداهمنا.. أجرينا اتصالا مهما جدا مع نظيرنا الإيراني بشأن البرنامج النووي والعقوبات التي نتهيأ لإعادة فرضها، وسيُعقد اجتماع جديد الأسبوع المقبل".
أما وزير الخارجية الألماني فأكد أن بلاده "أصدرت تعليمات لمسؤوليها السياسيين للاجتماع مع نظرائهم الإيرانيين الأسبوع المقبل"، محذرا من أنه لن يُسمح بتجاوز مهلة إعادة فرض العقوبات إلا في حال وجود اتفاق "قابل للتحقق ومستدام".
وتأتي هذه التحركات في وقت تتزايد فيه المخاوف الغربية من البرنامج النووي الإيراني، خاصة بعد أن رفعت طهران مستوى تخصيب اليورانيوم إلى نحو 60%، وهو مستوى قريب من الاستخدام العسكري، وسط غياب شبه كامل لعمليات التفتيش الدولية منذ الحرب الأخيرة مع إسرائيل في يونيو/حزيران الماضي.
إعلان
وتلوّح العواصم الأوروبية باللجوء إلى آلية "العودة التلقائية" (سناب باك) لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران، إذا لم تُسفر المحادثات عن اتفاق جديد يعيد الالتزام بالقيود التي نص عليها اتفاق 2015 النووي.
واقترح الأوروبيون على إيران تمديد مهلة أكتوبر/تشرين الأول لتفعيل الآلية إذا ما استأنفت طهران المفاوضات مع واشنطن والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأكّدت طهران من جانبها أنها تتعاون مع الصين وروسيا وجهات أخرى موقّعة على الاتفاق لتجنّب إعادة تفعيل العقوبات.
واجتمع دبلوماسيون إيرانيون وممثلو الترويكا الأوروبية في 25 يوليو/تموز الماضي في إسطنبول لكسر الجمود بشأن البرنامج النووي لطهران.
وكانت المحادثات التي أجريت في القنصلية الإيرانية في إسطنبول الأولى منذ الحرب التي استمرت 12 يوما بين إيران وإسرائيل في يونيو/حزيران، وشاركت فيها قاذفات أميركية ضربت منشآت لها علاقة بالأسلحة النووية.
وتشمل المطالب الأوروبية الرئيسية تجديد وصول مفتشي الأمم المتحدة النوويين، وتوضيح مصير 400 كيلوغرام من اليورانيوم العالي التخصيب، والتي لا يعرف مكانها منذ الهجوم الأميركي على المنشآت النووية الإيرانية.
0 تعليق