رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -اليوم الجمعة- تقريرًا صادرًا عن منظمة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي "آي بي سي" (IPC) أعلن أن مدينة غزة والمناطق المحيطة بها تعاني رسميًا من المجاعة، واصفًا التقرير بأنه "كذبة صريحة".
وقد انضمت منظمات دولية ومسؤولون غربيون إلى التنديد باستمرار حصار إسرائيل لقطاع غزة بعد إعلان الأمم المتحدة وخبراء دوليين رسميا -اليوم- تفشي المجاعة على نطاق واسع بالقطاع الفلسطيني المحاصر، لأول مرة بمنطقة الشرق الأوسط.
وقال نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية- في بيان "إسرائيل لا تتبع سياسة تجويع، بل سياسة منع الجوع. فمنذ بداية الحرب، سمحت إسرائيل بدخول مليوني طن من المساعدات إلى قطاع غزة، أي ما يزيد على طن واحد من المساعدات لكل شخص".
غير أن المنظمات الدولية، بما فيها برنامج الأغذية العالمي "دبليو إف بي" (WFP) واليونيسف ومنظمة الصحة العالمية، تؤكد وجود أزمة غذائية حادة تتجاوز الحدود الإنسانية في غزة، مع انعدام وصول مستدام للغذاء وارتفاع معدلات سوء تغذية الأطفال، ومخاطر متزايدة لوفاة الآلاف خاصة الأطفال دون الخامسة.
وقالت "آي بي سي" للأمن الغذائي المدعومة أمميا أن أكثر من نصف مليون شخص بغزة يواجهون ظروفا تتسم بالجوع والعوز والموت، متوقعة أن تمتد المجاعة إلى دير البلح (وسط) وخان يونس (جنوب) نهاية الشهر الحالي، داعية إلى وقف المجاعة في غزة بأي ثمن.
وتابع مرصد هذه المنظمة -التي تضم خبراء من عدة دول- أن سوء التغذية الحاد سيتفاقم بسرعة في القطاع حتى يونيو/حزيران 2026.
وتُعد "آي بي سي" آلية معترفا بها دوليًا تضم الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية وحكومات، وقد سبق أن أعلنت المجاعة في حالات نادرة مثل الصومال عام 2011 وجنوب السودان عامي 2017 و2020، ودارفور عام 2024.
إعلان
وتستند معاييرها الصارمة لإعلان المجاعة إلى تحقق 3 شروط معًا: أن تعاني 20% من الأسر على الأقل من نقص غذائي حاد، وأن يُصاب 30% من الأطفال بسوء تغذية شديد، وأن يتجاوز معدل الوفيات شخصين يوميًا لكل 10 آلاف نسمة.
ويأتي هذا التصنيف في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي على غزة منذ سنوات، وتواصل حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة التي أدت إلى تدمير منشآت حيوية ونقص حاد في المواد الغذائية والطبية.
وتشير تقارير ميدانية إلى وصول أطفال يعانون سوء تغذية حاد يوميًا إلى المستشفيات، مع تحذيرات من كارثة إنسانية محتملة إذا لم يتم فتح ممرات إنسانية لتدفق المساعدات بسلاسة.
0 تعليق