صيف ألمانيا.. كرنفال مفتوح يضيء المدن والقرى - هرم مصر

الكورة السعودية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

برلين ـ مع تلاشي برد الشتاء القارس، وحلول الصيف، تتحول ألمانيا إلى لوحة حية تنبض بالألوان والأصوات والروائح الشهية، فمن المدن الكبرى إلى القرى الصغيرة، تنتشر المهرجانات الصيفية المعروفة باسم "فولكسفست"، لتفتح نافذة على الثقافة الألمانية وتتيح للزائر فرصة استكشاف عادات البلاد وتقاليدها.

وتتحول الميادين والساحات في عموم البلاد إلى عالم من الملاهي والكرنفالات، حيث تتناغم أضواء المصابيح مع أنغام الموسيقى الحية وصيحات الفرح.

فهذه الاحتفالات ليست مجرد فعاليات موسمية عابرة، بل تجربة متكاملة تجمع بين الترفيه والمأكولات التقليدية والموسيقى الشعبية، لتجعل من الصيف الألماني موسما لا ينسى.

تتنوع فعاليات "فولكسفست" بين عروض الألعاب النارية المثيرة وعروض السيرك والمسرح الشعبي، وصولا إلى مسابقات الطهي وتذوق المأكولات المحلية التي تعكس تراث كل منطقة.

السائح يتنقل بين مناطق الألعاب الترفيهية والدوارات العملاقة من عجلات الهواء الضخمة إلى قطارات الملاهي (الجزيرة)
السائح يتنقل بين مناطق الألعاب الترفيهية والدوارات العملاقة من عجلات الهواء الضخمة إلى قطارات الملاهي (الجزيرة)

أنشطة متعددة

وفي هذه المهرجانات يمكن للمواطن وللسائح أن يمارس العديد من الأنشطة مثل:

الألعاب الترفيهية والدوارات العملاقة من عجلات الهواء الضخمة إلى قطارات الملاهي المتنقلة، حيث يعيش الزوار أجواء مدن الملاهي الشهيرة لكن في قلب الميادين العامة. العروض الموسيقية والفنية الحية، حيث تبدأ من فرق الشوارع الصغيرة التي تعزف المقطوعات الشعبية والجاز، وصولا إلى حفلات كبرى تجذب المئات من الزوار في المساء. المأكولات المحلية التقليدية حيث تنتشر أكشاك تقدم النقانق المشوية "فورست"، والفطائر البافارية "بريتزل"، والكعك المقلي الطازج "كريبفن"، إلى جانب المشروبات الباردة المنعشة.

هذا المزيج يجعل كل زاوية في المهرجان تجربة حسية كاملة تمزج بين الصوت والرائحة والصورة، في أجواء عائلية مناسبة للكبار والصغار على حد سواء.

جانب من كرنفال
جانب من كرنفال أولمر فولكسفست في مدينة أولم (الجزيرة)

مهرجان "أولمر فولكسفست"

من أبرز الأمثلة على هذه المهرجانات مهرجان "أولمر فولكسفست" في مدينة أولم التي تقع في جنوب ألمانيا، والذي يعد من أهم الأحداث الصيفية في ولاية بادن- فورتمبيرغ.

إعلان

خلال أسابيع المهرجان، تتزين ضفاف نهر الدانوب وأحياء المدينة القديمة بالأعلام والزينة، بينما تنصب الأراجيح والألعاب على امتداد الميدان الرئيس.

يتميز مهرجان أولم بكونه تجربة تجمع بين العراقة والمرح الحديث. فبينما تستمتع العائلات بجولات الملاهي وألعاب المهارة، يتوافد عشاق المطبخ الألماني على أكشاك الطعام التي تقدم النقانق المشوية والمخبوزات الطازجة والحلويات المحلية.

أما في المساء، فيبدأ السحر الحقيقي مع عروض الألعاب النارية التي تضيء سماء المدينة وتنعكس على مياه الدانوب، لتقدم ختاما مثيرا لأيام لا تُنسى.

خلال جولتنا في مهرجان مدينة أولم، التقينا علي أكمل، وهو شاب مصري يقيم هناك منذ سنوات للدراسة والعمل، ليروي لنا تجربته الصيفية المفعمة بالحيوية. يقول علي: "الأجواء هنا ساحرة، الساحات مكتظة بالزوار، والموسيقى تتردد في كل مكان، تمنحك إحساسا بأنك جزء من احتفال كبير لا ينتهي."

ويضيف أكمل للجزيرة نت: "انغمست في الألعاب حتى شعرت أنني عدت طفلا من جديد، فيما أضفت الأطعمة والحلويات نكهة خاصة للتجربة، جعلتني أستمتع بكل لحظة."

يمكن للزوار الاستمتاع بعروض موسيقية على ضفاف الأنهار- نهر الراين  (وكالة الأنباء الألمانية)
الزوار يمكنهم الاستمتاع بعروض موسيقية على ضفاف نهر الراين (الألمانية)

تجارب ممتدة بألمانيا

بطبيعة الحال، لا يقتصر الاحتفال على مدينة أولم وحدها، فمدن بافارية أخرى مثل ميونيخ ونورمبرغ وكذلك مدن نهر الراين مثل كولونيا وماينز تحتضن مهرجانات صيفية مشابهة تمتد لأسابيع.

في هذه المهرجانات يمكن للزوار القيام بالتالي:

الاستمتاع بعروض موسيقية على ضفاف الأنهار. زيارة أسواق تقليدية تبيع الحرف اليدوية والمأكولات المحلية. متابعة سباقات القوارب والزوارق في المدن النهرية.

كل مهرجان له نكهته الخاصة، لكنها جميعها تشترك في قدرتها على جمع السكان المحليين والسياح في أجواء مبهجة تعكس الروح الألمانية.

الأوقات والمواقع والتكلفة

تقام المهرجانات الصيفية في ألمانيا عادة بين يونيو/حزيران وأغسطس/آب، إذ تكون درجات الحرارة معتدلة والأيام طويلة ومشمسة.

تنتشر هذه الفعاليات في الساحات المركزية للمدن وعلى ضفاف الأنهار وفي الحدائق العامة الواسعة، لتتيح سهولة الوصول إليها سيرا على الأقدام أو بالمواصلات العامة.

وغالبا ما تستمر المهرجانات من أسبوع إلى 3 أسابيع، بينما تكتفي المدن الصغيرة بإقامة فعاليات تستمر بضعة أيام فقط خلال عطلات نهاية الأسبوع.

أما من ناحية التكلفة، فإن الدخول إلى معظم هذه المهرجانات مجاني، ويقتصر الإنفاق على الطعام والمشروبات وألعاب الملاهي.

ويمكن للزائر قضاء يوم كامل ممتع مقابل ما بين 40 إلى 50 يوروا للشخص بحسب عدد الألعاب والمأكولات التي يختارها، مما يجعلها تجربة مناسبة للعائلات والسياح على حد سواء.

مهرجانات الصيف في ألمانيا
زيارة ألمانيا في الصيف تمنح السائح فرصة لعيش كرنفال مفتوح (الجزيرة)

ليال مضيئة بالألعاب

لا يمكن الحديث عن المهرجانات الصيفية الألمانية من دون ذكر العروض الختامية للألعاب النارية مع حلول الليل، حيث تضيء السماء بالألوان البراقة وتنعكس على الأنهار والميادين، بينما تصدح الموسيقى لتخلق عرضا بصريا وصوتيا متكاملا.

وفي بعض المدن، تمتد هذه العروض لتشمل إضاءة المعالم التاريخية والجسور، فتحول المدينة إلى لوحة فنية متحركة.
فزيارة ألمانيا في الصيف تمنح السائح فرصة فريدة لعيش كرنفال مفتوح يجمع بين الترفيه والثقافة والطعام الشهي.

إعلان

هذه المهرجانات ليست مجرد فعاليات موسمية، بل نافذة حقيقية على المجتمع الألماني. ومن خلال الألعاب، والعروض الحية، والأطعمة التقليدية، يعود الزائر بذكريات لا تنسى وصور تعكس سحر الصيف الألماني.

لذلك، إذا كنت تخطط لرحلة صيفية إلى أوروبا، فلا تفوت إدراج أحد هذه المهرجانات في جدولك.

إن تجربة السير بين الأضواء، وتذوق النقانق الطازجة، ومشاهدة الألعاب النارية على وقع الموسيقى، هي لحظات تختصر روح ألمانيا في الصيف.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق