قتلوا الأنبياء وحاولوا اغتيال الرسول تاريخ اسود من غدر اليهود #دين_وحياة - هرم مصر

الجمهورية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

اشتهر اليهود عبر التاريخ بالغدر والخيانة ونقض العهود، وقد سجل القرآن الكريم جرائمهم المتكررة في حق أنبياء الله، حتى قال تعالى: ﴿وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ﴾ [البقرة:61]. ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استثناءً من هذا الحقد التاريخي، بل حاولوا اغتياله مرارًا وتكرارًا بأساليب متعددة، لكن الله تعالى تولّى حفظه كما حفظ أنبياءه من قبل.

 

 

وقد بقيت هذه الصفحات شاهدة على عمق العداوة، وأنها لم تكن عداوة آنية مرتبطة بواقعة، وإنما نمط متجذر في تاريخهم. وتعددت محاولات اليهود لاغتيال النبي صلى الله عليه وسلم وهي:

محاولة في طفولته المباركة

روى ابن سعد في الطبقات أن يهودًا أرادوا قتل النبي صلى الله عليه وسلم وهو طفل في كفالة حليمة السعدية، وذلك بعدما حدثتهم أمه بما رأت من دلائل نبوته. فقال بعضهم لبعض: "اقتلوه"، ثم لما علموا أنه غير يتيم قالوا: "لو كان يتيما لقتلناه". فحفظه الله من مكرهم، وعادت به حليمة خائفة أن تضيع الأمانة.
وهذا الخبر وإن كان مرسلاً، إلا أن رجاله ثقات، وفيه دلالة على أن العداوة بدأت حتى قبل بعثته.

مؤامرة بني النضير بعد بدر

بعد معركة بدر، أرسل بنو النضير إلى النبي صلى الله عليه وسلم يطلبون لقاءً مشتركًا بزعم السماع منه والإيمان إن صدقوه. طلبوا أن يخرج في ثلاثين من أصحابه ويخرج منهم ثلاثون، ثم احتجوا بأن العدد كبير، فاقترحوا أن يكون اللقاء بثلاثة من كل طرف. لكنهم في الخفاء أعدوا خناجر للغدر به.
غير أن امرأة من بني النضير نصحت أحد أقاربها المسلمين، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فعاد فورًا إلى المدينة. وفي اليوم التالي خرج إليهم بالكتائب فحاصرهم حتى تم إجلاؤهم. وهكذا انقلبت خيانتهم وبالًا عليهم.

مؤامرة إلقاء الحجر

ذكر ابن إسحاق سببًا آخر لإجلاء بني النضير، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم قصدهم يطلب منهم المعونة في دفع دية رجلين قتلا خطأً. وبينما جلس عند جدار لهم، دبّروا أن يُلقوا عليه حجرًا فيقتلوه، فأطلعه الوحي على مكرهم، فانصرف سريعًا إلى المدينة، ثم أمر بمحاصرتهم. وهذه الرواية تكشف كيف كانوا يخططون للغدر حتى في مواقف المعاهدة والصلح.

حادثة السم في خيبر

بعد فتح خيبر، أهدت امرأة يهودية تُدعى زينب بنت الحارث –زوجة سلام بن مشكم أحد زعمائهم– شاة مسمومة إلى النبي صلى الله عليه وسلم. أكل منها النبي مضغة ثم لفظها، إذ أنطق الله الشاة لتخبره بأنها مسمومة. لكن بشر بن البراء رضي الله عنه أكل منها فمات، فقُتلت المرأة قصاصًا بعد ثبوت جريمتها.

وقد بقي أثر السم في جسد النبي صلى الله عليه وسلم، فكان يعاوده الوجع ويحتجم لذلك. حتى قال في مرض وفاته: "ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر، فهذا أوان وجدت انقطاع أبهري من ذلك السم"

ويتضح من هذه الوقائع أن الغدر كان طابعًا متجذرًا في تاريخ اليهود، وأن حقدهم على الأنبياء عامة وعلى النبي الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم خاصة، لم يتوقف عند حدود المؤامرات النظرية، بل ترجم إلى محاولات عملية متكررة لاغتياله، بدءًا من طفولته المباركة وحتى آخر سنوات حياته.

غير أن عناية الله كانت تكلؤه وتحفظه، حتى بلّغ الرسالة وأدى الأمانة، ثم ختم حياته بالشهادة كما أخبر الصحابة رضي الله عنهم. وبذلك يبقى سجلهم شاهدًا على خيانتهم المتكررة، لتتوارث الأجيال دروسًا عن خطورة الغدر وأهمية الثبات على الحق مهما اشتدت المؤامرات.

والله سبحانه وتعالى أعلم.


يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق