كشفت صحيفة "الجريدة" الكويتية عن معلومات استخبارية مثيرة وردت على لسان مصدر عسكري إيراني بارز، تفيد بأن قيادة أركان الجيش الإيراني شرعت في تنفيذ تحضيرات غير مسبوقة لمواجهة يبدو أنها وشيكة مع إسرائيل، مع التلميح إلى استهداف قواعد أميركية في خارج الخليج.
المصدر الذي شغل مناصب عليا داخل القوات المسلحة وشهد الحرب الإيرانية–العراقية، وصف مستوى التعبئة الحالي بأنه يفوق بكثير ما شهده طوال سنوات النزاع، مستغربًا أن مثل هذه الحالة لم تحدث من قبل في سجله القتالي.
وأشار إلى أن رئيس الأركان الجديد، عبد الرحيم موسوي، اتبع مسارًا أكثر تشددًا من سلفه محمد باقري (الذي اغتالته إسرائيل)، حيث يرى أن الطريق الوحيد لردع إسرائيل هو التضحية بوقف الحرب وانتقاد الحلول الوسط، بل "ضربها بأقصى قوة ممكنة منذ اللحظة الأولى دون تردد"، لافتا إلى أن "وقف الحرب لا يتحقق إلا برفع مستوى المواجهة إلى أقصى حد".
ولدى استعراض التوجيهات العسكرية الحالية، أكّد المصدر أن "موسوي أصدر أوامر مباشرة للقوات المسلحة بالاستعداد لضرب وتدمير قواعد عسكرية في المنطقة سبق أن استخدمتها إسرائيل والولايات المتحدة في تنفيذ هجماتها ضد إيران"، موضحًا أن "حماية البلاد أصبحت تتقدم على أي اعتبارات دبلوماسية أو سياسية".
وأوضح المصدر امتلاك إيران معلومات استخباراتية موثقة تفيد بشن هجمات استخباراتية من قواعد في أذربيجان والعراق وقبرص، وأن قائد الأركان الجديد شدّد خلال لقائه مع كبار القادة العسكريين على أن إيران ستضرب هذه القواعد فور اندلاع المعركة، حتى لو أدى ذلك إلى قطع العلاقات مع تلك الدول، معتبراً أن حماية السيادة "تتطلب حظر أي وجود إسرائيلي على أراضيهم".
وفي سياق متصل، ذكر المصدر أن البحرية الإيرانية قد قصفت في إحدى الأدوار السابقة قاعدة العديد القطرية، التي تحتضن قوات أميركية، ردًا على هجوم أميركي على منشآت نووية إيرانية.
وأبرز التحدي الدماغي والاستراتيجي، وهو أن حجم إيران الجغرافي الشاسع يتطلب منظومات دفاعية ضخمة ومتقاطعة لتأمينها، على خلاف إسرائيل ذات المساحة الصغيرة التي تتيح سرعة الاستجابة والدفاع المرن.
أما حديثًا تقنيًا واقتصاديًا، فقد أشار المصدر إلى أن القوات المسلحة نجحت في تأمين أكثر من 1800 منصة إطلاق صواريخ، بينها 300 منصة لصواريخ بالستية ثقيلة بقدرة حمل تصل إلى 25 طنًا، وذلك بعد فقدان نصف عدد المنصات خلال المعارك الأخيرة. كما تم طلب تصنيع مئات الصواريخ الثقيلة بوزن 20 طنًا، يُمكن أن تدمر مدينة صغيرة أو مطارًا عسكريًا كاملًا بضربة واحدة.
وأنهى المصدر تصريحاته بالقول إن قادة الجيش وقوة الحرس الثوري باتوا يتبنون نهجًا عمليًا مستقلًا عن توجهات الحكومة والرئيس، معتمدين على خيار العمل العسكري كخيار أول، والاعتماد على الدبلوماسية كخيار ثانٍ أو لاحق، في ضوء ما يرون أنه تصاعد خطير في التهديدات المحيطة بإيران.
0 تعليق