21 أغسطس 2025, 4:10 مساءً
لم يكن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – مجرد رجل دولة، بل تجسدت في مسيرته جوانب إنسانية راسخة منذ توليه إمارة منطقة الرياض قبل عقود، حيث عُرف بقربه من الناس، واستماعه لهم، وسعيه لتلبية احتياجاتهم، حتى اقترن اسمه بالعدل والرحمة والمروءة.
مواقف إنسانية خالدة
وشهدت حياة الملك سلمان العديد من المواقف التي تعكس إنسانيته الصادقة، منها:
حادثة البحث عن مفقود (1963م): عندما فُقد أحد المواطنين في صحراء الرياض، وجّه الأمير سلمان آنذاك بإرسال سيارات للبحث عنه، كما أمر بتجهيز طائرة رغم قلة استخدامها في تلك الفترة، حتى تم العثور على الرجل سالمًا، في مشهد عكس حرصه على أرواح المواطنين.
حماية حقوق المستأجرين (1965م): بعد شكاوى من قطع الماء والكهرباء عن المستأجرين المتأخرين عن دفع الإيجار، أصدر أمرًا بمنع هذا الإجراء، مؤكدًا أن الفصل في النزاعات لا يكون بالإضرار بالناس، بل عبر القضاء.
مواساة أسرة الصحفي فوزان الدبيدي (1402هـ): زار الأمير سلمان أسرة الصحفي الراحل معزيًا ومواسيًا، وأمر بتأمين منزل مؤثث لهم بعد علمه بعدم امتلاكهم مسكنًا، في موقف يجسد وفاءه لأهل الكلمة والرأي.
قربه من الناس
كان ديوان الأمير سلمان في إمارة الرياض مفتوحًا للجميع يوميًا، دون حواجز أو مواعيد مسبقة، مما جعله ملاذًا لكل صاحب حاجة أو مظلمة، وترك أثرًا بالغًا في قلوب المواطنين الذين رأوا فيه أبًا وقائدًا في آنٍ واحد.
من المواقف الفردية إلى العمل المؤسسي
امتدت هذه النزعة الإنسانية لاحقًا إلى العمل المؤسسي عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الذي أصبح ركيزة سعودية عالمية في دعم المحتاجين، ويُقدم خدماته في أكثر من 200 دولة، ويكفل آلاف الأيتام، ويوزّع المساعدات الغذائية والطبية والإغاثية.
إنسانية متجددة في ولي العهد
غرس الملك سلمان هذه القيم في أبنائه، وهو ما انعكس في شخصية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله –، الذي واصل هذا النهج الإنساني، خاصة خلال جائحة كورونا، حين أُرسلت الطائرات لإعادة كل مواطن من الخارج، في مشهد لا ينساه السعوديون.
خاتمة
هذه المواقف ليست إلا جزءًا من سجل طويل يُبرز إنسانية الملك سلمان، الذي جمع بين الحزم والرحمة، والقيادة والرعاية. واليوم، تستمر هذه المسيرة بقيادة ولي العهد، لتظل المملكة منارة إنسانية تُغيث الملهوف، وتدعم المحتاج في كل مكان.
0 تعليق