فتاوى وأحكام |عضو لجنة الفتوى بالأزهر: الكدّ والسّعاية حق للمرأة في ثروة زوجها.. وهل الفتور في العبادة غضب من الله؟ - هرم مصر

صدي البلد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نشر موقع “صدى البلد” خلال الساعات الماضية عددا من الفتاوى والأحكام التى يتساءل عنها عدد من المسلمين، ونستعرض بعضا منها فى التقرير التالي:

ما هو حق المرأة في ثروة زوجها؟

أكد الدكتور عطية لاشين، أستاذ الشريعة وعضو لجنة الفتوى بالأزهر، أن «الكدّ والسّعاية» حق للزوجة في ثروة زوجها إذا شاركته في تنميتها ببذل المال أو بالسعي والعمل أو بكليهما معًا.

جاء ذلك في إجابته عن سؤال، تقول صاحبته: «بدأت مع زوجي حياة زوجية متقشفة جدًا وصبرت عليه في البداية، وسهلت عليه في البداية تسهيلاً لا يحلم به أحد تكاليف الزواج، وكافحت معه وناضلت وصبرت وصابرت حتى ضحكت لهما الحياة وتبسمت، وياليتها ما تبسمت!، لأن زوجها حينما انزاح عنه التقشف وبعد عنه الفقر وجاءه التنعم، تزوج عليها، وأتساءل عن وجهة النظر الشرعية إزاء عدم  الوفاء والتنكر لمجهودات ونضال الزوجة الأولى؟».

وأوضح العالم الأزهري، أن بعض المتأسلمين يسيئون إلى الإسلام بفهمهم المغلوط لما جاء بإباحته الإسلام، ويستغلونه استغلالاً شخصًيا لدوافع الله أعلم بها، وللأسف الشديد يتمسحون، ويدعون أنهم يطبقون ما جاء في شريعة الله -عز وجل- في الوقت الذي فيه يهملون أمر تطبيق المفروضات و المكتوبات في دين الله سبحانه.

 وأضاف: فالإسلام أيها المتأسلمون حينما أباح التعدد أباحه بضوابط شرعية، وبقيود إسلامية، كان الهدف من هذه الضوابط، وتلك القيود حتى لا يضار واحدة من الزوجتين لأن الشيء إذا سبب ضررًا كان ممنوعًا وحرمه الإسلام، يقول الله عز وجل: «وَلا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ».

وتابع: وبحديث نبينا خير الأنام -صلى الله عليه وسلم-: «لا ضرر ولا ضرار في الإسلام» وأخذًا بمبدأ سد الذرائع ومعناه أن الشيء المباح إذا كان يتوصل من خلاله إلى محرم فإن المباح يصير حرامًا نظرًا لما يفضي إليه، ويسببه من إلحاق الأذى بالآخرين، وتطبيقًا أيضًا لقاعدة «الأمور بمقاصدها».. أي إذا كان القصد من التصرف  أن يتوصل به إلى منهي عنه شرعًا كان التصرف محرمًا وتطبيقًا لقوله -صلى الله عليه وسلم- : «إنما الأعمال بالنيات».

هل الفتور في العبادة غضب من الله على الإنسان ؟

وفي شأن آخر، أكد الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن هناك فرقًا جوهريًا بين الاكتئاب والفتور الديني، موضحًا أن الاكتئاب مرض نفسي يحتاج إلى تشخيص وعلاج على يد الأطباء والمتخصصين، بينما الفتور حالة طبيعية قد تعتري أي إنسان في مسيرته الإيمانية والعملية.

جاء ذلك ردًا على سؤال ورد من عمر، أحد متابعي برنامج "فتاوى الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، حول الفرق بين الحالتين. 

وأوضح شلبي أن الفتور لا يعني غضب الله تعالى على العبد، بل هو أمر بشري مألوف يحدث بين فترات النشاط والهمة، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ساعة وساعة".

وأشار إلى أن الثبات على أداء الفرائض واجب لا يسقط في أي حال، بينما الفتور قد يظهر في العبادات الإضافية مثل النوافل والإكثار من تلاوة القرآن، وهذا أمر لا حرج فيه ما دام العبد محافظًا على الفرائض.

وشدد أمين الفتوى على ضرورة الحذر من وساوس الشيطان التي قد تدفع المسلم إلى الاعتقاد بأن عباداته باطلة أو غير مقبولة بسبب قلة الخشوع أو ضعف الإقبال، موضحًا أن الخشوع يتحقق تدريجيًا بالمداومة والاستمرار على الطاعة، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل".

واختتم شلبي بالتأكيد على أن المسلم ينبغي أن يجاهد نفسه ويستعين بالله بالدعاء، مشيرًا إلى أن الدعاء في الشرع مطلق وليس مقيدًا بصيغ محددة، ومن الأدعية الجامعة قول المسلم: "اللهم ثبت قلبي على دينك".

هل يقبل الله التوبة رغم تكرار الذنب ذاته؟

وفي سياق آخر، أكد الدكتور محمود شلبى، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، أن في حالة التوبة من الذنب المتكرر فإنه ينبغى أن يتحلى التائب بالإصرار والعزيمة على عدم تكرار الذنوب، فلو ضعفت نفسه فتاب ثم عاد للذنب مرة أخرى عليه أيضا أن يبادر بالتوبة مرة أخرى ويجدد التوبة. 

واستشهد أمين الفتوى في دار الإفتاء بقول الله سبحانه وتعالى "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" (الزمر- الآية 53).

وأضاف أمين الفتوى في دار الإفتاء، في فيديو منشور عبر صفحة دار الإفتاء على فيسبوك، أن الإنسان حتى يخرج عن دائرة التلاعب «ويذنب ثم يتوب إلخ» لابد أن يكون لديه عزيمة واصرار على ألا يرجع للذنب.

وتابع "لكن لو أخطأ، فالله يعفو عما فات فيتوب الإنسان ويرجع إلى ربه، والله عز وجل يقبل رجوعه، فالمهم أن تكون نيته صادقة وليست مجرد كلام فقط ليبرر لنفسه فعل الخطأ".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق