بحث حلفاء أوكرانيا، اليوم الثلاثاء، الخطوات المقبلة لوقف الحرب في هذا البلد، على ضوء المباحثات التي عقدها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والزعماء الأوروبيين، في حين دعا ترامب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتعاون من أجل عقد قمة سلام قد تستضيفها سويسرا.
وعقد "تحالف الراغبين" اجتماعا عبر الفيديو بمشاركة نحو 30 من زعماء الدول الحليفة لأوكرانيا وبرئاسة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبحث نتائج القمة التي عُقدت أمس الاثنين في البيت الأبيض ومناقشة الضمانات الأمنية التي تطالب بها كييف لإبرام اتفاق سلام مع روسيا.
وقال ستارمر إن التحالف عقد اجتماعا "بناء" وينوي عقد محادثات أخرى مع الجانب الأميركي في الأيام المقبلة.

الضمانات الأمنية
بدوره، قال الرئيس الأوكراني إن كييف تبحث محتوى الضمانات الأمنية التي تسعى بلاده للحصول عليها من الحلفاء، مشيرا إلى أن المحادثات ستستمر بين الزعماء اليوم الثلاثاء.
وأضاف زيلينسكي "مستشارو الأمن القومي على تواصل دائم في الوقت الحالي. ستكون هناك ضمانات أمنية".
وكذلك، عقد المجلس الأوروبي اجتماعا لبحث نتائج قمة البيت الأبيض، وطالب الزعماء الأوروبيون بـ"ضمانات أمنية قوية تحفظ المصالح الحيوية لكل من أوكرانيا وأوروبا".
وقالت الحكومة البريطانية إن الزعماء الأوروبيين يدرسون فرض عقوبات إضافية لزيادة الضغط على الرئيس الروسي.

تكهنات ترامب
في غضون ذلك، دعا الرئيس الأميركي نظيره الروسي إلى التعاون من أجل إحلال السلام في أوكرانيا، وقال إنه سيواجه "وضعا صعبا" إذا لم يتجاوب، وذلك في أعقاب قمة جمعت الرئيسين في ألاسكا يوم الجمعة الماضي. كما حث الرئيس الأوكراني على إبداء مرونة.
إعلان
وقال ترامب في مقابلة مع قناة فوكس نيوز عبر الهاتف "سنعرف ما الذي يريده الرئيس بوتين خلال الأسبوعين المقبلين… من المحتمل أنه لا يريد إبرام اتفاق".
واستبعد ترامب إرسال قوات أميركية إلى أوكرانيا في إطار الضمانات الأمنية، لكنه ألمح إلى تقديم دعم جوي، وقال إن هناك دولا أوروبية تريد نشر قوات على الأراضي الأوكرانية.
وأوضح الرئيس الأميركي أن الضمانات الأمنية لن تأتي من خلال حلف شمال الأطلسي (ناتو)، مشددا على أن أوكرانيا لن تكون عضوا في الحلف، وأن من المستحيل أن تقبل روسيا بعضويتها في الناتو حتى قبل فترة الرئيس بوتين.
وأضاف أن الاتفاق المحتمل سيمكن أوكرانيا من استعادة مساحات كبيرة من أراضيها ووقف القتل.
من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة مع قناة "روسيا 1" إن "تبادل الأراضي والتعديلات الإقليمية سيكونان مفتاح أي تسوية محتملة".
وأشار لافروف إلى أن ترامب وبوتين أكدا في اتصال هاتفي بينهما أمس الاثنين على ضرورة حل الصراع في أوكرانيا بطريقة تضمن عدم تكراره، وعلى أخذ مصالح دول المنطقة في الاعتبار.
جنيف أم موسكو؟
من ناحية أخرى، أعلنت سويسرا أنها ستمنح الرئيس الروسي حصانة إذا تقرر عقد قمة للسلام على أراضيها على الرغم من مذكرة التوقيف الصادرة بحقه من المحكمة الجنائية الدولية.
وقال وزير الخارجية السويسري إيناسيو كاسيس اليوم إن الحكومة الفدرالية وضعت العام الماضي قواعد لمنح حصانة للشخصيات الملاحقة بمذكرات توقيف دولية إذا حضروا في إطار مؤتمر سلام وليس لدواع خاصة.
جاء ذلك بعدما طرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فكرة عقد القمة المحتملة بين الرئيسين الروسي والأوكراني في سويسرا لكونها "بلدا محايدا"، مشيرا إلى احتمال عقدها في مدينة جنيف.
بيد أن وكالة الصحافة الفرنسية نقلت عن مصادر قولها إن بوتين اقترح في مكالمته مع ترامب أمس عقد القمة مع زيلينسكي في موسكو.
ومنذ 24 فبراير/شباط 2022، تشن روسيا حربا على جارتها أوكرانيا، وتشترط لإنهائها تخلي كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف تدخلا في شؤونها. وتسيطر روسيا حاليا على نحو خُمس مساحة أوكرانيا.
0 تعليق