نسعى جميعًا إلى حياة أطول وأكثر صحة، فنلجأ إلى خيارات مثل الغذاء المتوازن، وممارسة الرياضة، والابتعاد عن الوجبات السريعة. لكن، هل تعلم أن بعض هذه الممارسات "الصحية" قد تتحول إلى خطر صامت إذا تم الإفراط فيها؟

في تقرير لموقع Business Insider، أوضحت طبيبة القلب الدكتورة إليزابيث كلوداس أن عادات مثل الحميات عالية البروتين، والتمارين المفرطة، وحتى الإفراط في شرب الكحول في المناسبات، قد تأتي بنتائج عكسية على الجسم بمرور الوقت.

إنها رسالة واضحة: الصحة الحقيقية لا تقوم على المبالغة، بل على الاعتدال والاستدامة.

1. الأنظمة الغنية بالبروتين: فائدة تتحول إلى عبء

الإيجابيات: البروتين عنصر أساسي لبناء العضلات ودعم الأيض.

المخاطر: الإفراط في تناوله –خصوصًا من المصادر الحيوانية– قد يرهق الكبد والكلى، ويزيد من احتمالية الإصابة بحصوات الكلى، أمراض القلب، واختلال توازن الأمعاء.

الحل: الموازنة بين المصادر الحيوانية والنباتية مثل البقوليات، المكسرات، والعدس.

2. الإفراط في الشرب: وهم "التحكم"

بعض الأشخاص يتجنبون الكحول خلال الأسبوع ثم يستهلكون كميات كبيرة دفعة واحدة في عطلة نهاية الأسبوع.

المخاطر: هذا النمط المعروف بـ "الإفراط في الشرب" يؤدي إلى تلف الكبد، ارتفاع ضغط الدم، وزيادة خطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان.

الحل: الاعتدال، وتوزيع الاستهلاك (إن وُجد) دون اللجوء للتعويض أو "الحرمان المؤقت".

3. التمارين الشاقة: من تعزيز الصحة إلى إنهاك الجسد

الإيجابيات: النشاط البدني أساسي للصحة العامة.

المخاطر: الإفراط في التدريب دون فترات راحة يسبب إصابات عضلية، اضطراب الهرمونات، ضعف المناعة، وإرهاق طويل الأمد.

الحل: تنويع النشاط بين الكارديو، تمارين القوة، والمرونة، مع منح الجسم فترات نقاهة كافية.

كيف نمارس العادات الصحية بأمان؟

الاعتدال أولًا: الموازنة بين البروتين، التمارين، والكحول.

الاستماع للجسد: الألم والإرهاق إشارات تستدعي التوقف أو التخفيف.

التنويع: في النظام الغذائي والأنشطة الرياضية لتجنب الإجهاد أو النقص الغذائي.

الاستدامة: تبني عادات طويلة المدى بدلًا من حلول قصيرة المدى متطرفة.

الصحة ليست سباقًا نحو الكمال الإفراط في الرياضة، أو الحرص المفرط على السعرات، أو استبعاد مجموعات غذائية كاملة دون سبب طبي، قد يسبب توترًا وإرهاقًا ومشاكل صحية مزمنة.

العافية الحقيقية تعني:

غذاء متوازن.

نشاط بدني منتظم.

نوم جيد.

مرونة في أسلوب الحياة.

في النهاية، الصحة رحلة طويلة وليست قائمة مهام قصيرة، التوازن هو مفتاح الاستمرار، والاعتدال هو أساس حياة صحية ودائمة.