وداع جديد - هرم مصر

الاسبوع 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
وداع جديد

هالة فاروق

د.هالة فاروق

ها هو وداع جديد!! رحل غالٍ آخر تاركا لنا جبالاً من الذكريات الجميلة، ومزيدًا من أوجاع الفراق، مؤكدًا الحقيقة التي نعلمها جيدًا، ونتجاهلها، وكأننا لم نسمع بها من قبل، الموت قادم في وقت ما، وبقدومه ستنتهي سنين طالت، أو قصرت بكل ما تضمنته من شقاء وسعادة، تعب وراحة، جهد وتضحيات، فرح وحزن، فشل ونجاح، ينفد العمر المكتوب في الدنيا، وينتهى بنا الأمر في قبر ضيق مظلم، فكلنا على درب الموت، فقط تختلف أوقات وصولنا.

الموت ضيف ثقيل غير مرغوب فيه لكنه يأتي رغمًا عنا، نحاول أن نفلت من قبضته دون جدوى، وسيظل الموت فاجعة لا يعتاد عليها القلب مهما تكررت، وبالرغم مما قد يسبقها أحيانًا من شدة مرض وألم وعلامات احتضار لكن يظل حدوثها أمرًا قاسيًا مروعًا.

يتوقف الجسد عن الحياة، فيذهب الإنسان إلى القبـــر متحولاً إلى ذكرى، تاركًا وراءه من يتألم لفراقــه، يذهب الجسد إلى التراب، وتعود الروح إلى خالقها عز وجل، وتبقى الذكريات عالقة في أذهاننا وقلوبنا، نتحسر على الأوقات الثمينة التي أضعناها جهلاً في خضم الحياة.

يسعى الإنسان في الدنيا، يكافح من أجل توفير لقمة العيش، وتحقيق الذات، وتكوين أسرة، وتقلد المناصب، وغيرها من الأمور الدنيوية التي قد تشغله قليلاً أو كثيرًا عن العلاقات الإنسانية وصلة الرحم حتى يصدم بالفاجعة التي تأخذ منه الأحباب، فيتحسر على كل لحظة شغلته الدنيا عنهم، ويتمنى لو عاد الزمن للوراء ليقضي معهم وقتًا أطول، ويهتم بشأنهم أكثر، لكن الراحلين لا يعودون.

أفق أيها المخلوق الضعيف، فالحياة مهما طالت ستنتهي، اهتم بأحبابك، استمتع بوقتك معهم، عبر عن حبك لهم، اصنع ذكريات جميلة مشتركة تبقى لمن يمتد به العمر منكم، لا تؤجل التعبير عن الاهتمام والحب فأنت مفارق، وهم مفارقون، والحياة مهما طالت قصيرة فاغتنمها واستعد للرحيل بتجهيز ما ينفعك، ويثقل في ميزان حسناتك في الحياة الأخرى.

اللهم ارحم موتانا، واعفو عنهم، وسخر من يدعو لنا يوم يصلون علينا صلاة لا ركوع فيها، ولا سجود.

e6d49bda66.jpg
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق