إنما الأممُ الأخلاق - هرم مصر

الاسبوع 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
إنما الأممُ الأخلاق

أمجد عبد الحليم

أمجد عبد الحليم

وبينما كنا نشتكى دائمًا من سلوكيات وبلطجة بعض سائقي التوكتوك، ونعزو ذلك أحيانًا إلى صغر سنهم وضعف ثقافتهم أو تسربهم من التعليم حتى جاءت حادثة طريق الواحات الأخيرة لتدق جرس إنذار خطير جدًا فالمتهمون هذه المرة ليسوا من الجهلاء أو العشوائيين، ولكنهم طلاب فى كليات قمة أبناء طبقة اجتماعية مميزة يركبون سيارات فارهة رغم صغر سنهم فيعيثون بها فى الأرض فسادًا بلا وازع من تربية أو أخلاق أو دين.

واقعة مرة تداولها الناس عن بعض الشبان الذين تسببوا بكل رعونة فى كارثة على الطريق حين طاردوا سيارة تقل فتاتين فى محاولة لإجبارهما على التوقف بالقوة مما أدى لاصطدام سيارة الفتاتين بسيارة نقل متوقفة بعد أن اغلق هؤلاء الطريق أمامهما، وأسفر الحادث عن إصابة الفتاتين بجروح وكسور وتهشم السيارة بالكامل لنكتشف بعدها أن الثلاثة من طلاب كليات القمة كالطب والعلوم السياسية.

ماذا يحدث لنا؟ وكيف يصل الحال بمثل هؤلاء الشباب المتعلمين ليرتكبوا هذا الفعل المشين؟ أين ذهبت أخلاقنا ونخوتنا وشهامة أولاد البلد المعروفة عنا عبر التاريخ حتى لم تعد بناتنا يأمن على أنفسهن من تهور واستهتار بعض الشباب المتحرش حتى رغم الثراء وارتفاع درجات التعليم، ليس الامر هينا أبدا فغدًا سيصبح أمثال هؤلاء أطباء ومهندسين وأصحاب مراكز مرموقة في المجتمع ولكن هيهات أن يصبحوا رجالاً، فالرجولة لها مقاييس أخرى لا يعرفها مثل هؤلاء المستهترون.

السادة النخب المثقفة وأصحاب القرار وأهل الدولة والتشريع والدين والإعلام: نظرة سريعة وعميقة على الإنسان المصري وسبل إعادة بناء منظومة القيم التي بدأت تنهار، فإنما الأمم الأخلاق ما بقيت، فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا.. حفظ الله مصر وشبابها من العبث والتشتت.. حفظ الله الوطن العزيز الغالي.

4495cfb3e8.jpg
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق