من داخل أحد أقدم مساجد الإسلام وأعظمها مكانة، سجّل وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان حضوراً دبلوماسياً يفيض بالمعاني، إذ أمّ المصلين في الجامع الأموي بدمشق، وسط وفد رسمي يعكس وزن السعودية وعمق رؤيتها تجاه استعادة العلاقات العربية من بوابة الروح والتاريخ.
جامع بني أمية الكبير، الذي أمر ببنائه الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، يحتفظ بمكانته الدينية والثقافية كأحد أعظم المساجد الإسلامية، بعد حرمي مكة والمدينة والمسجد الأقصى. تحفة معمارية وروحية احتضنت علماء، وخُطبت فوق منابرها كلمات قادة، وارتفعت منها دعوات أجيال، حتى أصبحت شاهداً على عصور القوة والوحدة والازدهار.
وقوف الأمير السعودي في محراب الشام، وتقدمه للصلاة، يشير إلى دلالة سياسية وروحية متكاملة. فالمملكة تواصل تحركاتها بخطوات مدروسة نحو صياغة واقع عربي جديد، ينطلق من وحدة الاتجاه، ويتكئ على إرث حضاري مشترك، يجمع العروبة بالدين، والمستقبل بالثوابت.
أخبار ذات صلة
الزيارة تمثل تجسيداً حياً لرؤية سعودية تدمج بين الدبلوماسية والموروث، وتُقدّم الحضور السياسي في مشهد تعبيري يربط الجغرافيا بالهوية. فالمملكة لا تكتفي بفتح قنوات الحوار، بل تدخل من الأبواب الكبرى، حاملة مفردات الانتماء والتأثير.
الجامع الأموي، الذي شهد على تحولات الأمة، استعاد لحظاته المهيبة مع تقدم الوفد السعودي في صفوف الصلاة. وهكذا، تجاوز الحدث حدود الصورة، وأصبح رسالة متكاملة، تؤكد أن بناء المستقبل يبدأ من إعادة الاعتبار للمقدّس والمشترك، وأن السياسة التي تستحضر الروح تملك القدرة على رسم واقع أكثر تماسكاً وعدالة.
0 تعليق