"الحرية لواشنطن".. أميركيون يحتجون ضد "الاحتلال العسكري للعاصمة" - هرم مصر

الكورة السعودية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

واشنطن- بعد 5 أيام من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب حالة الطوارئ في العاصمة ورفعه شعار "استعادة النظام"، خرجت واشنطن قبل يوم في مسيرة احتجاجية حاشدة انطلقت من ساحة دوبونت سيركل باتجاه البيت الأبيض، بدعوة من منظمة "ارفضوا الفاشية".

ورفع المتظاهرون شعارات بارزة من قبيل "الحرية لواشنطن" و"ارفعوا أيديكم عن واشنطن"، في رسالة مباشرة رفضا لما وصفوه بـ"الاحتلال العسكري للمدينة" بعد قرار ترامب نشر قوات من الحرس الوطني وتفعيل سلطات استثنائية على الشأن الأمني المحلي.

وينظر إلى قرار ترامب نشر نحو 800 عنصر من الحرس الوطني وتفعيل بند الطوارئ في "قانون الحكم الذاتي" للعاصمة بوصفه سابقة غير معهودة للتدخل الفدرالي في شؤون واشنطن، وهي ليست ولاية بل مقاطعة فدرالية منحها قانون 1973 سلطة إدارة محدودة قابلة للتعديل أو الإبطال من الكونغرس.

وبرر ترامب هذا التصعيد الأمني بالقول إن "الجريمة خرجت عن السيطرة" مستشهدا بحادثة هجوم على موظف حكومي سابق، غير أن المبررات قوبلت بتشكيك واسع، إذ تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن معدلات الجريمة في العاصمة تراجعت إلى أدنى مستوياتها منذ 3 عقود.

هذا التراجع في معدلات الجريمة جعل القرار يُقرأ على نطاق واسع بوصفه اختبارا لحدود السلطة الفدرالية أكثر من كونه استجابة لواقع أمني متدهور.

7. شعارات تطالب ب
شعارات تطالب بالحرية لواشنطن في وجه قرارات ترامب (الجزيرة)

"الاستيلاء الفاشي"

وانطلقت الحشود من ساحة دوبونت سيركل باتجاه البيت الأبيض في مسار منظم، مرددة هتافات تدعو لحرية مدينتهم تارة ولرحيل ترامب تارة أخرى. ورغم الانتشار الكثيف للشرطة المحلية على جانبي الطريق، اتسمت الأجواء بالهدوء والانضباط دون مواجهات.

وردد المشاركون شعار "العسكر يملؤون الشوارع ويسيطرون على الأحياء.. لا بد من وقف الاستيلاء الفاشي"، في تعبير عن الغضب من "عسكرة الفضاء العام"، وربطوا بين مشاهد الحرس الوطني والشرطة الفدرالية وبين ما اعتبروه خطة لتحويل واشنطن إلى مدينة في حالة حرب.

إعلان

وفي كلمة ألقتها أمام المحتجين، قالت سام غولدمان، إحدى المنظِمات في حركة "ارفضوا الفاشية"، إن قرار ترامب "فاشي بامتياز"، داعية إلى "إغراق الشوارع بالمتظاهرين وملء الساحات رفضا لعسكرة العاصمة والهجوم على فقراء المدينة وخاصة المشردين"، معتبرة أن الإجراءات "تستهدف الفئات الهشة وتعقد أوضاعها الإنسانية".

9. لافتات تنتقد ترامب:
متظاهرون يرفعون لافتة تشير إلى أن ترامب لو كان يهتم بمحاربة الجريمة ما كان هاجم الكونغرس عام 2021 (الجزيرة)

تصعيد غير مسبوق

وسبق المسيرة تصعيد فدرالي تمثل في تعيين مدير إدارة مكافحة المخدرات تيري كول مفوضا طارئا للشرطة، قبل التراجع جزئيا والإبقاء على قائدة الشرطة المحلية باميلا سميث مع إلزامها بالتعاون في سياسات الهجرة.

وجاء التراجع بعد تحرك قضائي عاجل، إذ رفع المدعي العام لمقاطعة كولومبيا براين شولب دعوى أمام المحكمة الفدرالية في واشنطن للطعن بقرار ترامب بالسيطرة على قيادة الشرطة المحلية.

في موازاة ذلك، كثفت القوات الفدرالية حملات إخلاء مخيمات المشردين تحت شعار "جعل العاصمة آمنة وجميلة"، حيث أشارت تقارير محلية إلى إزالة عشرات المواقع التي تنتشر فيها الخيام، في خطوة أثارت انتقادات منظمات حقوقية وصفتها بأنها "نقل للمشكلة لا معالجة لها".

وقالت الناشطة أستريد فينبرغ للجزيرة نت إن "هذه الإجراءات لا تحمي المدينة من الجريمة، بل تضطهد الضعفاء وتخفيهم عن الأنظار، إنهم يزيلون الخيام بسرعة فائقة بينما قوائم الانتظار في الملاجئ أطول من أي وقت مضى، ليس هكذا تحل المشكلة".

5. علم فلسطين وشعار
علم فلسطين وشعار "أنقذوا غزة" على هامش المسيرة (الجزيرة)

مسرحية مثيرة للسخرية

ويرى أليكس كاو، أحد المشاركين في المسيرة، أن حرب ترامب المعلنة على الجريمة في واشنطن "مسرحية مثيرة للسخرية"، مضيفا للجزيرة نت "ألم يكن هجوم السادس من يناير/كانون الثاني 2021 على الكونغرس أكبر جريمة؟ هذه مدينتنا وليست ثكنة عسكرية، عليه أن يتركها وشأنها ويلتفت إلى قضايا أهم".

كما حملت المسيرة لافتات اتهمت ترامب بمحاولة تشتيت انتباه الرأي العام وصرف الأنظار عن ملفات أكبر، من بينها قضية رجل الأعمال الأميركي جيفري إبستين المدان باستغلال القصر، والذي ارتبط اسمه بشخصيات سياسية نافذة.

وكان ترامب قد تعهد في حملته الانتخابية بالكشف عن "ملفات إبستين"، بما في ذلك أسماء المتورطين، لكنه تراجع عن الوعد بعد إعلان وزارة العدل ووكالة التحقيقات الفدرالية أنه لا وجود لـ"قائمة العملاء" أو أدلة موثوقة على الابتزاز.

1. جانب من المسيرة ومرافقة عناصر الأمن
عناصر من قوات الأمن ترافق المسيرة (الجزيرة)

غضب يتجاوز حدود المدينة

ورغم أن محور المسيرة كان رفض "عسكرة" واشنطن، فإن الغضب الشعبي تجاوز حدود العاصمة ليشمل قضايا أوسع، حيث طالب المحتجون بإنهاء عمل وكالة الهجرة والجمارك (آيس) ووقف ترحيل المهاجرين، كما رفعت شعارات داعمة لغزة تطالب بوقف الحرب، وأخرى نادت بإنهاء النزاع بين روسيا وأوكرانيا.

بهذا الشكل، بدت احتجاجات السبت في واشنطن أكثر من مجرد مسيرة محلية، إذ تحولت إلى منصة للتعبير عن رفض عسكرة المدينة، وربط السياسات الأمنية لترامب بمشهد عالمي يتسم بالحروب والأزمات، وهو ما أضفى عليها بعدا سياسيا يتجاوز حدود العاصمة الأميركية.

إعلان

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق