كانت شوارع قرية العديسات قبلي بنجع المهيدات بمحافظة الأقصر مضيئة كعادتها في ليالي الفرح، زينة معلقة، ومكبرات الصوت تصدح بالأغاني الشعبية، والأهالي يرقصون ويزغردون حول العروسين، في ليلة حلم الجميع أن تبقى ذكرى سعيدة.
الزفة تحركت وسط حشود من الأهل والجيران، أصوات أبواق السيارات تختلط بالزغاريد، ووجوه الشباب تملؤها البهجة. لم يكن أحد يتخيل أن خطوات قليلة ستفصلهم عن كارثة لا ترحم.
فجأة وقع الحادث.. أصوات ارتطام مدوية، صرخات عالية، أجساد تتساقط، والفرحة تتبخر في لحظة. المشهد الذي كان منذ دقائق لوحة من البهجة، أصبح مسرحًا للفاجعة.
تساقط أربعة من شباب القرية صرعى في ثوان معدودة: عادل عبد الجواد عبد الرسول، مصطفى محمود حجاج، نور فراج عطيت الله، فارس حسني محمد. فيما أصيب خمسة آخرون بإصابات خطيرة، نُقلوا على عجل إلى المستشفى بين الحياة والموت.
الأهالي لم يصدقوا ما جرى، العيون اتسعت من هول الصدمة، والزغاريد التي كانت تملأ السماء تحولت إلى صرخات حزن ممزوجة بعدم التصديق. كل شيء حدث بسرعة مذهلة، وكأن الزمن توقف للحظة وأعلن أن الفرح انتهى قبل أن يبدأ.
التحقيقات الأولية باشرت عملها للوقوف على تفاصيل ما جرى، لكن القصة في عيون الناس كانت أبسط من أي أوراق رسمية.. إنها مأساة قدر سرق من بينهم شبابًا زي الورد، وترك القرية كلها في صدمة لم تستفق منها حتى الآن.
ليلة الزفاف التي كان الجميع ينتظرها بلهفة تحولت في لحظة إلى صفحة سوداء في ذاكرة القرية، جريمة لم يرتكبها بشر، بل مشهد قاسٍ من مشاهد القدر الذي قرر أن يحوّل أجمل أيام العمر إلى مأساة باقية في القلوب.





0 تعليق