غادر الرئيس البرازيلي السابق جاير بولسونارو، السبت، مقر إقامته الجبرية بشكل مؤقت بعد موافقة قضائية سمحت له بقضاء ما بين ست إلى ثماني ساعات في مستشفى بالعاصمة برازيليا، لإجراء فحوصات طبية عاجلة.
وبحسب أطباء مستشفى "دي إف ستار"، فقد أُدخل بولسونارو لإجراء فحوصات شاملة عقب معاناته من حمى وسعال شديدين، إضافة إلى أعراض ارتجاع معدي مريئي مزمن. وأظهرت النتائج إصابته بعدوى رئوية حديثة إلى جانب استمرار التهاب المريء والتهاب المعدة، ما استدعى إخضاعه لعلاج دوائي مكثف قبل خروجه من المستشفى في وقت لاحق من اليوم نفسه.
ويعاني بولسونارو منذ سنوات من مشكلات صحية متكررة مرتبطة بحادثة الطعن التي تعرض لها خلال حملته الانتخابية عام 2018، والتي تركت آثارًا مزمنة على جهازه الهضمي. وقد خضع لعدة عمليات جراحية منذ ذلك الوقت، آخرها في أبريل الماضي لمعالجة انسداد معوي، في سلسلة من التدخلات الطبية التي أثرت على نشاطه السياسي والاجتماعي.
وفي الوقت ذاته، يواجه الرئيس البرازيلي السابق محاكمة أمام المحكمة العليا، على خلفية اتهامه بمحاولة البقاء في السلطة بعد خسارته انتخابات 2022 أمام الرئيس الحالي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا. ومن المقرر أن تصدر هيئة قضائية مكونة من خمسة قضاة أحكامها في خمس قضايا مرفوعة ضده خلال الفترة الممتدة من 2 إلى 12 سبتمبر المقبل، وسط ترقب واسع للرأي العام البرازيلي.
ويرى مراقبون أن الحالة الصحية لبولسونارو قد تؤثر على سير محاكمته، إذ قد يلجأ فريق دفاعه إلى استخدام الملف الطبي كوسيلة لطلب تأجيل أو تخفيف بعض الإجراءات القضائية. غير أن خبراء قانونيين يؤكدون أن المحكمة العليا حريصة على الفصل بين المسار الطبي والمسار القضائي، وأنها لن تسمح باستخدام حالته الصحية كذريعة لعرقلة المحاكمة.
وفي السياق السياسي، يعتبر خصوم بولسونارو أن تكرار أزماته الصحية يعكس تراجع قدرته على العودة إلى المشهد العام بقوة، بينما يرى أنصاره أن الرجل ما زال رمزًا قويًا للمعارضة رغم الضغوط القضائية والإعلامية. وتبقى الأسابيع المقبلة حاسمة في تحديد ما إذا كان بإمكانه تجاوز هذه التحديات الصحية والقانونية معًا، أو أن مسيرته السياسية ستدخل مرحلة أفول تدريجية.
ويجمع محللون على أن مستقبل بولسونارو لا يتوقف على المحاكم وحدها، بل على قدرته الصحية والنفسية في مواجهة واحدة من أكثر الأزمات تعقيدًا في مسيرته منذ خروجه من السلطة.
0 تعليق