الانتساب لآل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم شرف عظيم وفضل كبير، فهم أهل بيت النبوة ومحبتهم قربة وطاعة لله عز وجل. وقد أوصى النبي بحبهم وتوقيرهم، لكن هذا الشرف لا يناله إلا من كان نسبه ثابتاً وصحيحاً،
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في العقيدة الواسطية في بيان عقيدة أهل السنة والجماعة: ويحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم
فمحبة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من صميم عقيدة أهل السنة والجماعة، وهي من حقوقهم علينا، كما أن من حقهم علينا نصرتهم وإكرامهم والذب عنهم سواء الأحياء منهم والأموات، ويستحب الصلاة عليهم في التشهد؛ كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فيقول المصلي في تشهده: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، ولكن ينبغي للمسلم أن يحذر من أن يقع في الغلو في محبتهم
كل هذه الفضائل وغيرها تدفع البعض الى الانتساب زوراً وكذباً إلى آل بيت رسول الله فما حكم من انتسب إلى آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم كذبًا؟
أكدت إدارة الفتاوى الإلكترونية أنه يحرم الانتسابُ لآل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم بادعاء هذا الشرف كذبًا وزورًا، ومن فعل ذلك يُرفع أمره إلى القضاء عن طريق الجهات المختصة بمسألة الأنساب؛ قال العلامة القرافي رحمه الله في "الذخيرة" (12/ 31، ط. دار الغرب الإسلامي)
[قَالَ مَالِكٌ: مَنِ انْتَسَبَ إِلَى بَيْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّم يُضْرَبُ ضَرْبًا وَجِيعًا وَيُشَهَّرُ وَيُحْبَسُ طَوِيلًا حَتَّى تَظْهَرَ تَوْبَتُهُ؛ لِأَنَّهُ اسْتَخَفَّ بِحَقِّ الرَّسُولِ عَلَيْهِ السَّلَامُ] اهـ.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
0 تعليق