هرم مصر - يمثل استعادة النظام والانضباط للمنتخب الإيطالي الأول لكرة القدم، الهدف الأساسي لتعيين جينارو جاتوزو مدربًا خلفًا للمقال لوتشيانو سباليتي، لكن مع أهداف عكسية، وهفوات دفاعية غير معهودة، وفوضى، فسيكون بانتظاره الكثير من العمل.
ولا يزال «الأتزوري»، بطل العالم أربع مرات، يواجه احتمال عدم التأهل لكأس العالم للمرة الثالثة تواليًا، على الرغم من فوزه بمباراتين في عهدة جاتوزو، الذي اعترف بأن الفوز على إسرائيل 5ـ4، الإثنين، كان «أكثر مباراة مجنونة شاركت فيها مدربًا».
وقال جاتوزو: «لكن هذا كان خطأي، وليس خطأ اللاعبين. إذا كنا نريد اللعب بطريقة معينة، فيتعين علينا أن نتحسن في هذا. كنا نبالغ في الهجوم. هذا ما كان المنافس ينتظره. لقد كانوا يهاجموننا في كل مرة».
واستقبلت الشباك الإيطالية هدفين بنيران صديقة من مانويل لوكاتلي وأليساندرو باستوني، قبل أن يحسم المنتخب الأزرق اللقاء لمصلحته بهدف ساندرو تونالي في الدقيقة الأولى من الوقت المحتسب بدلًا من الضائع للشوط الثاني.
ومع ذلك، منح هذا الانتصار إيطاليا ثلاث نقاط إضافية بعد أن حقق فوزًا كاسحًا في أول لقاء تحت قيادة جاتوزو، بخماسية نظيفة على إستونيا، الجمعة الماضي، ليقفز المنتخب إلى المركز الثاني في ترتيب المجموعة التاسعة بتسع نقاط من أربعة لقاءات، بفارق ثلاث نقاط خلف النرويج المتصدر، بالعلامة الكاملة حتى الآن، الذي سيواجه، الثلاثاء، ضيفه المولدوفي بالجولة الخامسة للمجموعة.
وتعرض جاتوزو لانتقادات بسبب إبقائه ريكاردو كالافيوري، مدافع أرسنال الإنجليزي، على مقاعد البدلاء، حيث لم يتمكن جيانلوكا مانشيني وأليساندرو باستوني، قلبا الدفاع، من التصدي لهجمات المنافس.
ولم يكن أليساندرو بونجيورنو، قلب دفاع نابولي، متاحًا أيضًا في اللقاء بسبب الإصابة، ويبدو أن أيام المخضرم فرانشيسكو أتشيربي مع منتخب إيطاليا قد ولت بعد رفضه الانضمام إلى قائمة مباراة النرويج تحت قيادة سباليتي.
كما ارتكب جيانلويجي دوناروما، حارس مرمى مانشستر سيتي الإنجليزي الجديد، ومانويل لوكاتيلي، لاعب وسط يوفنتوس الإيطالي، أخطاء فادحة في المباراة.
وصرح جاتوزو: «نحن فريق مجنون، لأننا هشون للغاية، ونستقبل أهدافًا سخيفة بسهولة بالغة. اللاعبون يدركون ذلك. لكن هذه مشكلتي، وليست مشكلتهم. أنا وجهازي الفني بحاجة لإيجاد حلول».
وشبه جاتوزو المباراة بنهائي دوري أبطال أوروبا 2005 المثير، عندما فرط ميلان الإيطالي، الذي كان يلعب في صفوفه، بتقدمه بثلاثية نظيفة في الشوط الأول على ليفربول، الذي انتفض بالحصة الثانية وأدرك التعادل، ليحتكما لركلات الترجيح، التي ابتسمت في النهاية للفريق الإنجليزي. وشدد قائلًا: «ينبغي علينا أن نتعلم أن هذه المباريات لا تنتهي أبدًا».
على الجانب الآخر الإيجابي، يمتلك المدرب العديد من المهاجمين المتألقين، حيث سجل ماتيو ريتيجي هدفين، وقدم ثلاث تمريرات حاسمة لزملائه في مباراتين، بينما أحرز مويس كين ثلاثة أهداف، وهز جياكومو راسبادوري الشباك مرتين، وصنع مثلهما من مقاعد البدلاء.
لكن العودة إلى خطة 4ـ4ـ2 التقليدية، التي تضم ريتيجي وكين تركت إيطاليا في حالة من عدم التوازن. وأوضح جاتوزو: «لا أحد تقريبًا في كرة القدم الحديثة يلعب بمهاجمين إثنين، لكننا ملتزمون بهما، ونحن راضون عما قدماه، ليس فقط من حيث الأهداف المسجلة».
وكانت هذه هي المرة الأولى، التي تسجل فيها إيطاليا، التي تشتهر دائمًا بتكتيكاتها الدفاعية، خمسة أهداف في مباراتين متتاليتين. ومن الإيجابيات الأخرى، التي شهدتها فترة التوقف الدولي الأخيرة، القيادة المتنامية، التي تمتع بها تونالي، الذي استلهم أسلوب لعبه في صغره من النجم المعتزل أندريا بيرلو وجاتوزو.
وقال تونالي: «إنه لأمر ملهم بالنسبة لي أن أعمل مع مدرب لطالما كان بمثابة قدوة لي».