انقطاع كابلات الإنترنت يضع مصر والسعودية على حافة انقطاع الشبكة!
أدى انقطاع كابلات الإنترنت تحت البحر في البحر الأحمر إلى نشر قلق واسع النطاق، حيث أعلنت شركة مايكروسوفت عن مشاكل في خدماتها السحابية “أزيور” نتيجة لانقطاع هذه الكابلات الدولية. الحادث الذي تم الإبلاغ عنه مساء السبت، قد يؤثر سلباً على الاتصال الرقمي في دول مثل مصر والسعودية، اللتين تعتبران الأكثر تأثراً بسبب موقعهما الاستراتيجي.
تفاصيل الانقطاع
أعلنت مايكروسوفت عن تسجيل “تدهور في الخدمة” عبر موقعها، مشيرة إلى أن الانقطاع ينعكس على حركة الإنترنت العابرة للشرق الأوسط، والتي ترتبط بشكل خاص بالدول الآسيوية والأوروبية. سبب المشكلة هو قطع “عدة كابلات دولية تحت البحر” بالقرب من جدة، السعودية، مما أثر على أنظمة الكابلات SMW4 وIMEWE، حسب تأكيدات من منظمة نت بلوكس المختصة بمراقبة الوصول إلى الإنترنت. لم تُحدد بعد أسباب القطع، سواء كانت نتيجة أعمال تخريبية أو ظروف بيئية، ولكن تم الإشارة إلى إعادة توجيه حركة البيانات لتقليل التأثير، مما أسفر عن زيادة زمن التأخير أثناء عمليات الإصلاح.
الأهمية الاقتصادية والاجتماعية
تعتبر خدمة أزيور السحابية من مايكروسوفت من المنافسين الرئيسيين لأمازون ويب سيرفيسز (AWS)، حيث تضم نحو 722 مليون مستخدم عالمي. ومنذ إطلاقها في عام 2010، حققت الخدمة توسعاً ملحوظاً بفضل قاعدة مستخدمين كبيرة، وهي متوفرة في أكثر من 60 منطقة مع خطط مستمرة للتوسع. أي انقطاع في هذه الشبكة يهدد ملايين الشركات والأفراد الذين يعتمدون عليها، وخصوصاً في مصر والسعودية وباكستان وعدد من دول الشرق الأوسط، حيث تعتمد الحكومة والقطاع التجاري على البنية التحتية السحابية. على الرغم من أن الخدمة قد عادت إلى طبيعتها بحلول الساعة 6:30 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، إلا أن الشركة لم تؤكد بعد إصلاح الكابلات، مما يثير تساؤلات حول الأثر المستقبلي.
تداعيات انقطاع الإنترنت
يمثل البحر الأحمر شرياناً حيوياً للاتصالات بين أوروبا وآسيا عبر الشرق الأوسط، مما يجعل دولاً مثل مصر والسعودية وباكستان عرضة لأي انقطاعات. سلسلة الانقطاعات التي حدثت بالقرب من جدة تسببت في تدهور خدمات الإنترنت في هذه الدول، حيث أكدت نت بلوكس هذا التدهور. في باكستان، أعلنت شركة PTCL عن حدوث تباطؤ في الخدمة بسبب الأضرار التي لحقت بأنظمة SMW4 وIMEWE، بينما لم تُصدر أي بيانات رسمية من مصر أو السعودية حتى الآن.
تعمل مايكروسوفت على تقليل التأثير من خلال إعادة توجيه البيانات وتقييم بدائل سعة الإنترنت المتاحة، وجددت التزامها بتقديم تحديثات يومية حول الموقف. وقد أظهرت دراسات سابقة أن مراكز البيانات تحت الماء قد تكون حلاً مستداماً لمشكلة التآكل وتقلبات الحرارة، لكن التركيز الحالي هو على إصلاح الكابلات التالفة.
أسباب الانقطاع ومخاوف مستقبلة
حيث إن عدم الإعلان عن سبب القطع يثير مخاوف من احتمال وجود أعمال تخريب أو ظروف بيئية، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية الحالية. وهناك مخاوف من احتمال أن يكون للتوترات الإقليمية تأثير مباشر على هذه الكابلات، مما يمثل تهديداً كبيراً للاتصال للقطاعين العام والخاص في العديد من الدول. في حالة استمرار الانقطاع لفترة طويلة، قد تضطر الحكومات إلى تطوير بدائل محلية لضمان استمرارية الخدمات والحفاظ على اتصالاتها.