من المدارس الأولية إلى الجامعة.. 100 عام على رحلة التنوير في واحات مصر - هرم مصر

اخبار جوجل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
من المدارس الأولية إلى الجامعة.. 100 عام على رحلة التنوير في واحات مصر - هرم مصر, اليوم الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 03:56 مساءً

هرم مصر - 100 عام على بداية رحلة التنوير تحررت فيها الواحات المصرية من قيود الجهل والتخلف الذي عانت منه لقرون طويلة حتى بزوغ فجر جديد حافل بالعلم والأمل بعد ظلمات ليل طويل لم يكن الكثير يتوقع له نهاية.

تقول الحكمة: إذا أردت أن تحصد بعد شهور، ازرع حنطة، وإن أردت أن تحصد بعد بضع سنين، ازرع شجرة، وإن أردت أن تحصد بعد 100 عام، علّم الشعب.

وترجمة لتلك الحكمة، بدأ التعليم في واحات مصر بمدارس للتعليم الأولي تعد على أصابع اليد الواحدة وكانت مدارس لتعليم القراءة والكتابة والعمليات الحسابية البسيطة والرسم، قبل أن تتحول إلى مدارس للتعليم الابتدائي في نهاية العقدين الثاني والثالث من القرن العشرين.

وكان الحصاد ما نراه الآن، آلاف الخريجين من الجامعات المختلفة والمدارس الفنية في كافة التخصصات والمئات من حاملي الدكتوراة والماجستير في كافة الفروع من أبناء الواحات الذين يقومون بخدمة الوطن في شتى المجالات.

100 عام على رحلة التنوير في واحات مصر

التعليم في واحات مصر

التعليم في واحات مصر

وكان آخر صروح العلم للانتقال إلى مرحلة أكثر طموحا وتطورا ما قامت به الدولة لخدمة أهالي الواحات عامة وأهالي الوادي الجديد خاصة (واحات الخارجة والداخلة والفرافرة ) من إنشاء جامعة الوادي الجديد في كافة التخصصات في سبتمبر عام 2019 ثم أعقبها هذا العام إنشاء الجامعة الأهلية في خمس تخصصات.

وبالتوازي مع ذلك برز دور التعليم الأزهري ومساهمته الفعالة والإيجابية في التعليم الديني والدنيوي، ورغم أنه جاء متأخرا نسبيا عن التعليم العام إلا أنه كان رافدا مهما وضروريا في رحلة التنوير لأهل الواحات وتخرج فيه أطباء ومهندسون ومعلمون ومحامون وأئمة مساجد ووعاظ وعلماء في الدين يشهد لهم الجميع بالكفاءة والتفاني والإخلاص في العمل.

بدأت رحلة التنوير في الواحات عام 1918 بمدرسة للتعليم الأولي في قلب بلدة البويطي القديمة وأخرى عام 1919 في أحضان بلدة منديشة القديمة بالواحات البحرية، تم تشييدهما بالطوب اللبن قبل أن تتحولا إلى مدرستين للتعليم الابتدائي.

وفي عام 1925 كان بالواحات الداخلة والخارجة مدرستان وثالثة بقرية بولاق تم تحويلها من التعليم الأولي إلى التعليم الابتدائي وتم بناؤها بالطوب اللبن.

وفي واحة سيوة بدأت رحلة التنوير عام 1927 بمدرسة للتعليم الأولي للبنين دون البنات، مكونة من ثلاثة فصول بها 53 تلميذا وقسم ليلي يضم 60 طالبا، وكان يتولى إدارة المدرسة الناظر ويساعده شيخ من سيوة الشرقية وآخر من سيوة الغربية.

وآخر مدارس التعليم الأولي كانت بواحة الفرافرة، وتم افتتاحها عام 1931، وكان يشرف على تعليم التلاميذ فيها معلم واحد فقط.

ولم يقتصر التعليم في هذه المدارس على التلاميذ بل امتد إلى تعليم الكبار من أهل الواحات الذين لم تتح لهم فرصة التعليم في الصغر وهم كثر بفتح فصول قسم ليلي بهذه المدارس وقد نال الكثير منهم قسطا من تعلم القراءة والكتابة.

وفي عام 1955 كان عدد التلاميذ بمدارس واحة الخارجة 1830 تلميذا وتلميذة بكل مدارس الواحة منهم 1168 تلميذا و 662 تلميذة يشرف على تعليمهم 35 مدرسا ومدرسة في 12 مدرسة منها واحدة للثانوية وواحدة للإعدادية، بينما بلغ عدد المدارس في نفس العام في واحة الداخلة 15 مدرسة تضم 2163 تلميذ وتلميذة يقوم على الدراسة فيها 56 مدرسا ومدرسة.

وكان أول طارق لأبواب الجامعة من أبناء الصحراء والواحات جميعا من أبناء واحة الداخلة ثم لحقت بها واحة الخارجة قبل ستينيات القرن الماضي حيث تخرج من أبنائهما عدد في الجامعات، ويرجع الفضل في ذلك للقدرة المالية للأغنياء التي يسرت الإنفاق على أبنائهم في مختلف مراحل التعليم فالتحقوا بالجامعة بعد أن أتموا التعليم الثانوي بمدرسة واحة الخارجة الثانوية فتخرج منهم الطبيب والمهندس والمحامي والمدرس.

التعليم في واحات مصر

التعليم في واحات مصر

التعليم في واحات مصر

التعليم في واحات مصر

التعليم في واحات مصر

وفي عام 1960 لم يكن في واحة سيوة سوى مدرستين تستقبلان عددا محدودا من التلاميذ، وقد ارتفع عدد المدارس فيها عام 1993 حتى بلغ 15مدرسة للتعليم الأساسي بالإضافة إلى مدرسة ثانوي عام وأخرى ثانوي تجاري.

وبلغ عدد خريجي الجامعة من أبناء سيوة في نفس العام 60 خريجا جامعيا تخرج أولهم عام 1972 في شتى التخصصات بينهم الطبيب والصيدلي وثلاثة من خريجي التجارة وخريجة زراعة واثنان آداب وهندسة.

يقول علي عبد السلام، المدير الأسبق لمدرسة البويطى الإعدادية التابعة لإدارة الواحات البحرية التعليمية: إن أول مدرسة للتعليم الإعدادي بالواحات البحرية شيدت في عام 1960 بالجهود الذاتية وبتشجيع من مأمور قسم شرطة الواحات البحرية في ذلك الوقت الذي كان يدعى رشاد هاشم.

وأضاف عبد السلام: شيدت مدرسة الفرافرة الإعدادية عام 1965 وقبل تشييد هذه المدرسة كان طلاب واحة الفرافرة يأتون للتعليم في مدرسة البويطي الإعدادية وفي عام 1968 كانت بداية التعليم الثانوي بالواحات البحرية بافتتاح فصل للقسم الأدبي وبعد ثلاث سنوات تم افتتاح أول فصل للقسم العلمي.

وأوضح عبد السلام أنه وفي منتصف ستينيات القرن الماضي تخرج أكثر من 30 من الدبلومات الزراعية والمعلمين في مدارس وادي النيل، وفي منتصف سبعينيات القرن الماضي تخرج أكثر من 10 خريجين من التعليم العالي في تخصصات مختلفة.

وتابع عبد السلام: حتى أول ثمانينيات القرن الماضي لم يتخرج من أبناء الواحات البحرية طبيب واحد، أما الآن فإن عدد الأطباء يزيد عن 30 طبيبا بشريا وأكثر من هذا العدد من أطباء الاسنان والصيادلة منهم من يعمل بالواحة ومنهم من يعمل بالقاهرة ومنهم من سافر للعمل في دول الخليج وضعف هذا العدد في مراحل دراسية مختلفة أما باقي خريجي باقي الكليات فإن أعدادهم بالمئات.

وأشار عبد السلام إلى أن أول أستاذ جامعي من أبناء الواحات البحرية كان الدكتور عبد المنعم فليح أستاذ مادة المحاسبة بكلية التجارة جامعه القاهرة منتصف سبعينيات القرن الماضي.

من جانبه، أوضح عبد الحميد علام عبد الحميد أحد خريجي جامعة أسيوط فرع الوادي الجديد إلى أن الجامعة كان لها فرع يحتوي على ست كليات هي كليات التربية وهى أول كلية بالوادى الجديد واتخذت مبنى معهد المعلمين مقرا لها وهو المكان الذى أنشأت فية أول مدرسة ابتدائية بواحة الخارجة أما باقي الكليات الست فهم العلوم والطب البيطري والتربية الرياضية والآداب والزراعة.

وتابع عبد الحميد أن هذا الفرع كان النواة التي تحولت إلى جامعة مستقلة هي جامعة الوادي الجديد في 3 سبتمبر 2019 بقرار من رئيس الوزراء مع إلغاء فرع جامعة أسيوط بالوادي الجديد وضم الكليات التابعة له إلى جامعة الوادي الجديد التي تضم جميع التخصصات العلمية بما فيها كليات الطب والهندسة والصيدلة.

وأكد عبد الحميد أن الغرض من إنشاء الكليات التابعه لجامعة أسيوط بالوادي الجديد كان لخدمة التنمية بالمحافظة وسد العجز من خريجي هذه التخصصات كالمدرسين والأطباء البيطريين والمهندسين الزراعيين بالإضافة بسبب الفروق الاجتماعية والثقافية والعلمية بين طلاب الواحات عموما وبين غيرهم من محافظات وادي النيل والدلتا.

وأشار عبد الحميد إلى أنه كان رئيسا لاتحاد الطلبة بكلية العلوم وكان قريبا من كل الطلاب سواء طلاب الواحات أو طلاب وجه بحري والصعيد، وفي العموم فإن طلاب الواحات يجمعهم الكثير من الصفات الثقافية والاجتماعية بحكم البيئة التي خرجوا منها وهي تختلف بعض الشيء مع طلاب الوجه البحري والصعيد أما الفروق العلمية فهي فروق شخصية لا علاقه لها بمناطق جغرافية.

وفي النهاية فإن ما تحقق في التعليم لأهل الواحات كان من الأحلام صعبة المنال، لكن ما تم زراعته من 100 عام ظهرت ثماره الآن بالأمل والعمل بالطموح والصبر والجد والمثابرة والمرحلة القادمة تحتاج إلى فكر وجهد يواكب التطور الهائل والسريع في العلم والتعليم خاصة علوم الذكاء الاصطناعي للبناء على ما تم إنجازه.

اقرأ أيضاً
وزير التعليم يجتمع بمديري 4 آلاف مدرسة لمناقشة الاستعدادات للعام الدراسي الجديد

مدارس أسيوط تستعد للعام الدراسي الجديد بمعسكرات تعريفية للطلاب الجدد وأسرهم

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق