أكد وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول أن وقف إطلاق النار في أوكرانيا يمثل الخطوة الأولى والشرط الجوهري لإنجاح أي مسار تفاوضي يهدف إلى إنهاء النزاع المستمر منذ سنوات.
وفي مقابلة مع محطة "إيه آر دي" الألمانية، أوضح فاديفول أن المحادثات التي أعقبت قمة ألاسكا بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب لا يمكن أن تحقق نتائج ملموسة ما لم يتم تثبيت هدنة شاملة.
وأضاف: "من غير المنطقي توقع انخراط الأطراف بجدية في عملية السلام، وخصوصاً أوكرانيا التي تواجه عدواناً مباشراً، من دون التوصل أولاً إلى وقف لإطلاق النار".
ورحب الوزير الألماني بمبدأ الحوار باعتباره خطوة إيجابية بحد ذاته، لكنه شدد على أن أي اتفاق لا يمكن أن يتم دون مشاركة أوكرانيا بشكل مباشر في صياغة بنوده، باعتبارها الطرف المتضرر من النزاع.
وفي انتقاد واضح لأسلوب ترامب في إدارة القمة، أشار فاديفول إلى أن الاستقبال الذي حظي به بوتين في أنكوريج اتسم بـ"الودية المبالغ فيها"، لافتاً إلى أن الرئيس الروسي يقود حرباً تخالف القانون الدولي، وكان من الأجدر التعبير بشكل صريح عن هذه الحقيقة بدلاً من التعامل معه بترحيب استثنائي.
وأضاف: "أوكرانيا ورئيسها فلاديمير زيلينسكي يواجهان هجوماً مباشراً، وأي تسوية يجب أن تراعي هذه الحقيقة وتضع حماية سيادتها كأولوية لا يمكن التنازل عنها".
القمة التي استمرت نحو ثلاث ساعات بين بوتين وترامب ركزت على الأزمة الأوكرانية وسبل تخفيف التوتر، حيث دعا بوتين إلى "فتح صفحة جديدة" في العلاقات الثنائية، بينما تحدث ترامب عن "تقدم ملموس" رغم اعترافه بوجود خلافات جوهرية لم تُحل بعد.
وفي السياق ذاته، أوضح دبلوماسيون أوروبيون أن مواقف ألمانيا تتطابق مع توجهات الاتحاد الأوروبي الرامية إلى دعم كييف سياسياً وعسكرياً مع الإصرار على أن تكون جزءاً فاعلاً في أي عملية سلام مقبلة. وأكدوا أن برلين تعمل بالتنسيق مع باريس وبروكسل من أجل بلورة رؤية أوروبية موحدة توازن بين الضغط على موسكو والانفتاح على فرص التفاوض.
كما حذرت برلين، على لسان وزير خارجيتها، من أن أي محاولة لإقصاء أوكرانيا عن طاولة المفاوضات قد تؤدي إلى تقويض فرص الاستقرار وإطالة أمد النزاع، مشددة على أن السلام العادل لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال شراكة متساوية تضمن مصالح جميع الأطراف وتعيد الاعتبار للقانون الدولي.
0 تعليق