ما الأبعاد والدلالات لتكريم المفتي دريان في بقاعصفرين؟ - هرم مصر

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ما الأبعاد والدلالات لتكريم المفتي دريان في بقاعصفرين؟ - هرم مصر, اليوم الأربعاء 10 سبتمبر 2025 02:46 مساءً

هرم مصر - انطوى التكريم اللافت الذي أقامه النائب فيصل كرامي لمفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان على العديد من الأبعاد السياسية التي يمكن اعتبارها من علائم السعي الجاد والعاجل لـ"حسم الأمور" على مستوى القرار السياسي للطائفة السنية.

 

ليس أمراً استثنائياً أن تُكرّم زعامة سياسية سنية تاريخية مفتي الجمهورية، خصوصاً أن هذه الزعامة بالذات وُلدت في رحم مرجعية دينية (المفتي عبد الحميد كرامي)، ولكن ما كان لافتاً أن هذا التكريم جاء في نظر العارفين، بمثابة مؤشر للمنحى التدريجي لانخراط المرجعية الروحية السنية في احتواء القرار السياسي للطائفة.

 

وثمة من يرى أن الأهم في مشهدية التكريم تلك، أنها كانت من علائم الانتقال السياسي التدريجي الذي بدأه كرامي الذي كان حتى الأمس القريب من حلفاء "محور المقاومة" وأحد أبرز امتدادته في الساحة السنية، ولكن آخرين يرون للتكريم أبعاداً ويدرجونه في خانة "مخاض" سياسي ظاهر تعيشه السنية السياسية منذ أن قرّر تيار المستقبل بزعامة رئيسه سعد الحريري العزوف عن العمل السياسي.

 

 

المفتي دريان والرئيس سلام (نبيل اسماعيل).

 

 

لم يفصح الحريري وقتها عن الأسباب الحقيقية التي دفعته إلى اتخاذ هذا القرار المفاجئ للجميع، لكن أياً من المشتغلين بالسياسية لم يجهل أنه أُجبر على اتخاذ هذا الإجراء. وعلى رغم محاولات البعض السعي لوراثة هذه الزعامة أو أن يقدّم نفسه مرشحاً لتأسيس زعامة بديلة، بدت تلك الزعامة متجذرة في وسط بيئتها، وظلت وفق تعبير البعض "الزعامة المنتظرة التي ستعود يوماً ما مهما طال احتجابها".

 

لذا لم يكن أمام هؤلاء الذين أوكلت إليهم مهمة إخراج هذه الزعامة من المعادلة اللبنانية والسنية، إلا أن يبذلوا جهداً مضاعفاً ويسلكوا طرقاً التفافية لإعادة ما سمّوه "ترتيب البيت السني" وإخراجه من حال الضياع والتشرذم الذي دخله بعد التغييب القسري لزعامته المتجذرة التي بدت عصيّة على كل محاولات الاجتثاث.

 

وعلى ما يبدو واضحاً فإن الحاجة لدى هؤلاء لبلوغ هدفهم ازدادت بعد التحوّلات العاصفة التي تولدت عن حرب إسناد غزة التي أضرّت إلى حد كبير بالحضور السياسي والعسكري الذي جسّده لأعوام "حزب الله".

 

وليس خافياً أن هؤلاء وضعوا خطة ممنهجة لبلوغ الهدف وهي من شقين:

- ملء الفراغ الذي نجم عن الانكفاء القسري للحزب.

- وإنهاء حال التشرذم في الساحة السنية.

 

وتقوم المهمة الثانية على توسيع الدور السياسي لدار الإفتاء وتأمين رعاية البيت السياسي السني وإخراجه من حالته الراهنة، بما يضمن لاحقاً توزيع المهمات والأدوار ورسم الحدود في داخل هذا البيت.

 

وليس خافياً أيضاً أن هذه المهمة التي لا تخلو من صعوبات، تلقى دعماً من جهات خارجية لها مونتها التاريخية على هذه الساحة.

 

وهناك تباين في الرؤى حيال مستقبل هذه المهمة إذ إن ثمة من يراها مرحلية ستنتهي بمجرد أن أنجز "ترتيب البيت" الذي شرع به، فيما يرى البعض الآخر أنها باتت ضرورة ولازمة على نحو يعتاد معه المشهد السياسي السني والوطني على هذا الدور المرجعي لهذه المرجعية ما دام قرار إبعاد الزعامة الحريرية عن دورها سارياً، وما دام القرار المتخذ بالبحث عن زعامة سنية محورية تؤدّي دور الحريرية السياسية مستمراً.
وفي هذا السياق لا يبدو مفاجئاً أن تصير دار الفتوى في بيروت محجّة يومية لغالبية نواب الطائفة وقواها الدينية والسياسية، وأن يشارك في لقاء تكريم المفتي في الشمال كل ألوان الطيف السياسي والديني.

 
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق