نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
نتنياهو يسقط اقتراح ترامب من الدوحة... ويمهّد لإطلاق العملية البرّية في مدينة غزّة - هرم مصر, اليوم الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 08:24 مساءً
هرم مصر - باستهداف الوفد المفاوض لـ"حماس" في الدوحة، يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد نسف اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف النار في غزة وإطلاق الأسرى الإسرائيليين، والشروع في مفاوضات لوضع حدّ للحرب التي تقترب من عامها الثاني.
القصف الإسرائيلي، الذي طال قيادات من "حماس" كانت تبحث اقتراح ترامب، يعني أن المبادرات الديبلوماسية لوقف الحرب، باتت من الماضي، وإلا لما كان نتنياهو أقدم على خطوة متهوّرة كهذه، من شأنها تأجيج التوتر الإقليمي خارج حدود غزة.
وسواء جاءت الضربة الإسرائيلية برضى أميركي أو من دونه، فإنها تشير بوضوح إلى أن نتنياهو يجرّ ترامب إلى ملعبه، ويثير تساؤلاً عما إن كان الرئيس الأميركي تقدّم باقتراحه الأخير من أجل إلهاء "حماس" وتمكين إسرائيل من توجيه ضربتها.
ومعلوم أن قطر إلى جانب مصر، اضطلعت بدور رئيسي في التفاوض على هدنتين موَقتتين في تشرين الثاني/نوفمبر 2023 وكانون الثاني/يناير 2025، بما أفضى إلى إطلاق عشرات الأسرى الإسرائيليين. وكانت المعلومات الواردة من الدوحة في اليومين الأخيرين، تشير إلى أن نائب رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نصح الوفد التفاوضي لـ"حماس" بالموافقة على اقتراح ترامب، بعدما أعلن الرئيس الأميركي نفسه أن إسرائيل "قبلت شروطي".
هل خشي نتنياهو أن توافق "حماس" فعلاً على اقتراح ترامب، فتشكل له إحراجاً، ويضطرّ تالياً إلى إرجاء الهجوم الواسع لاحتلال مدينة غزة ووقف النار ولو موَقتاً، فبادر إلى قصف قيادات الحركة في الخارج، بما يجعلها ترفض استمرار التفاوض؟ وهذه قطر تسارع إلى تعليق دورها كوسيط.
أراد نتنياهو إسقاط اقتراح ترامب من الدوحة وبلسان "حماس" نفسها، فتُطلق يده في شنّ الهجوم البرّي الواسع لاحتلال مدينة غزة. ومنذ الاثنين، مهّد رئيس الوزراء الإسرائيلي لبدء العمل العسكري بدعوته سكان المدينة إلى إخلائها "الآن"، ثم أعقبه الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أمس، بنداء مماثل، ورسم في منشور الطريق التي يتعيّن على السكان اتباعها للنجاة بأنفسهم لأن القوات الإسرائيلية "ستعمل بقوة كبيرة في المدينة للقضاء على حماس".
أوامر الإخلاء الأخيرة في اتجاه منطقة المواصي بمنطقة خان يونس جنوباً، كوّنت انطباعاً بأن إسرائيل توشك على بدء العملية البرية، بعد أيام من التمهيد بهدم الأبراج واستدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط، وإعلاء النبرة إزاء مصر، كي تسهّل دخول النازحين الفلسطينيين إلى أراضيها.
ولم تجد أوامر الإخلاء استجابة لدى الغالبية العظمى في المدينة، ربما أملاً في أن تكلل آخر المساعي الديبلوماسية بالنجاح. لكن من غير المعروف كيف ستتجه الأمور الآن، بعدما قضت إسرائيل على هذا الأمل.
و"المنطقة الإنسانية" التي تزعم إسرائيل إنشاءها في المواصي، تتعرّض كغيرها من مناطق القطاع للغارات الإسرائيلية على نحو دائم، ولم تعد تتسع لمزيد النازحين، بينما حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، من أن تكثيف العمليات العسكرية في مدينة غزة، سيتسبب بـ"كارثة لم نشهد مثلها من قبل" بالنسبة إلى المدنيين "الذين تدمّر إسرائيل كل مقوّمات الحياة" لديهم.
إن قصف قيادات "حماس" في الدوحة وانتهاك سيادة بلد آخر في الشرق الأوسط، بعد التوتر مع مصر، والتحذيرات الموجّهة لتركيا على خلفية علاقاتها مع "حماس" وبسبب دورها في سوريا منذ سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي، وبعد الحرب على إيران في 13 حزيران الماضي، يؤكد أن الامتدادات الإقليمية للحرب حاضرة بقوة في كل لحظة.
0 تعليق