هرم مصر - يتجه أنظار عشاق التكنولوجيا اليوم نحو مسرح ستيف جوبز في مقر أبل بارك بكاليفورنيا، حيث تستعد الشركة الأمريكية لعقد مؤتمرها السنوي للكشف عن أحدث منتجاتها تحت شعار "Awe Dropping" أو "مبهر" .

 هذا المسرح الذي يمثل تحفة معمارية فريدة، يتميز بسقف كربوني ضخم بدون أعمدة داعمة، ومصاعد زجاجية دوارة، ويتسع لألف شخص، وقد شهد بعضًا من أهم إطلاقيات أبل في السنوات الأخيرة . في هذا الحدث العالمي الذي يبث مباشرة عبر موقع أبل الرسمي وقناتها على يوتيوب وتطبيق أبل تي في، تعد الشركة بمفاجآت كبيرة، يأتي على رأسها الإعلان عن سلسلة هواتف آيفون 17 التي من المتوقع أن تشكل نقلة نوعية في عالم الهواتف الذكية .

أنحف هاتف في تاريخ أبل

تشير التسريبات إلى أن أبل ستقدم إعادة تصور جذرية لتصميم هواتفها مع سلسلة آيفون 17،  وأبرز هذه التغييرات هو الاستغناء عن النسخة "بلس" التقليدية واستبدالها بطراز جديد يحمل اسم آيفون 17 إير، في إشارة إلى النحافة والخفة، تماشيًا مع استراتيجية التسمية في منتجات مثل ماك بوك إير وآيباد إير . 

ومن المتوقع أن يكون هذا الطراز الأنحف على الإطلاق في تاريخ أبل، بسمك يصل إلى حوالي 5.5 ملم فقط، مما يجعله تحفة هندسية حقيقية تتحدى قيود التصنيع . لتحقيق هذا السمك القياسي، قد تلجأ أبل إلى استخدام مواد متقدمة مثل الألومنيوم عالي المتانة وزجاج خاص، مع تقديم شاشة مقاس 6.6 بوصة بتقنية LTPO ProMotion تدعم معدل تحديث متغير يصل إلى 120 هرتز لتوفير الطاقة مع ضمان سلاسة مطلقة في العرض .

قفزة نوعية في أنظمة الكاميرات والتصوير

لا تترك أبل شيئًا للصدفة عندما يتعلق الأمر بالتصوير. تشير التسريبات إلى قفزة كبيرة في أداء الكاميرات عبر سلسلة آيفون 17. فالكاميرا الأمامية من المتوقع أن تشهد ترقية مهمة إلى مستشعر بدقة 24 ميغابكسل، مقارنة بـ 12 ميغابكسل في الجيل السابق، مما يعني selfies أوضح وأكثر تفصيلاً . أما الطراز الأكثر تميزًا، آيفون 17 إير، فمن المتوقع أن يأتي بكاميرا خلفية رئيسية واحدة بدقة 48 ميغابكسل، بينما ستأتي طرازات برو وبرو ماكس بتصميم كاميرا خلفي جديد أفقي بالكامل يضم ثلاث عدسات بدقة 48 ميغابكسل لكل منها . 

والأكثر إثارة هو التكهن بأن آيفون 17 برو ماكس سيدعم تصوير الفيديو بدقة 8K، مما يمنح صانعي المحتوى ومحبي التصوير مستوى غير مسبوق من الوضوح والتفاصيل، رغم التحديات التقنية الكبيرة التي قد يفرضها ذلك على التخزين ومعالجة البيانات .

أداء خارق وذاكرة أكبر لتعزيز تجربة المستخدم

في صلب أداء الهاتف، من المتوقع أن تعتمد سلسلة آيفون 17 على معالج A19 الجديد، والذي من المرجح أن يتم تصنيعه باستخدام تقنية 3 نانومتر المتطورة من قبل TSMC . هذا المعالج يعد بأداء أعلى وكفاءة أفضل في استهلاك الطاقة، مما قد يساهم في تحسين عمر البطارية رغم التصميم الأرق. 

أما الطرازاتPro وPro Max فمن المتوقع أن تعمل بنسخة مطورة تحمل اسم A19 Pro، مصممة خصيصًا للتعامل مع المهام الثقيلة مثل معالجة الرسوميات والتطبيقات الذكاء الاصطناعي المعقدة . كما تشير التوقعات إلى قفزة في سعة الذاكرة العشوائية (RAM)، حيث قد تصل إلى 8 غيغابايت في الطراز الأساسي و12 غيغابايت في الطرازاتPro ، مما يعزز بشكل ملحوظ قدرة الهاتف على تشغيل عدة تطبيقات في الخلفية وتجربة الألعاب الثقيلة دون أدنى تباطؤ .

تحدي البطارية واستراتيجيات لتعزيز الاستدامة

التصميم الأرق لآيفون 17 إير يطرح تحديًا كبيرًا على مهندسي أبل: كيف يوفرون عمر بطارية لائق في مساحة محدودة للغاية؟ وفقًا لتسريبات لوحظت في قاعدة بيانات تنظيمية صينية، قد يصل سعة بطارية الطراز إير إلى حوالي 3036 ميلي أمبير في الساعة للطرازات المزودة بدرج SIM مادي، و3149 ميلي أمبير في الساعة للإصدارات التي تعتمد على eSIM فقط . 

هذه السعة أقل بشكل ملحوظ من الطرازات الأخرى (مثل Pro Max المتوقع أن تصل إلى 5088 ميلي أمبير في الساعة)، مما يثير تساؤلات حول أداء البطارية عمليًا. لمواجهة هذا التحدي، قد تقدم أبل حلولاً مبتكرة مثل بطاريات السيليكون-كربون عالية الكثافة، والتي تعد بكفاءة طاقة أفضل بحوالي 15-20% مقارنة بالبطاريات التقليدية . بالإضافة إلى ذلك، قد تعتمد بشكل أكبر على تحسينات برمجية مثل ميزة Adaptive Power المتوقعة في iOS 26، والتي تُحسن إدارة استه الطاقة ديناميكيًا وفقًا لاستخدام المستخدم .

أسعار متوقعة وتأثير التوترات التجارية

في خضم المنافسة الشرسة وارتفاع تكاليف الإنتاج، قد تشهد أسعار آيفون 17 زيادة طفيفة. تشير تقديرات بعض المحللين إلى أن سعر آيفون 17 إير قد يبدأ في نطاق 899 إلى 949 دولارًا، بينما قد ينطلق سعر آيفون 17 برو من حوالي 1099 دولارًا، وقد يصل سعر الطراز الأكثر تطورًا، برو ماكس، إلى 1299 دولارًا أو أكثر . هذا الارتفاع المتوقع لا يعزى فقط إلى التطورات التقنية والتصميمية، بل أيضًا إلى السياسات التجارية العالمية. 

وذكرت تقارير أن أبل تتوقع خسارة بحوالي 1.1 مليار دولار هذا الربع due to التعريفات الجمركية، مما قد يدفعها إلى تمرير جزء من هذه التكاليف إلى المستهلك . ومع ذلك، يحاول تيم كوك، الرئيس التنفيذي لأبل، التكيف من خلال تحويل جزء كبير من الإنتاج إلى الهند وتجنب أسوأ السيناريوهات مثل وصول سعر الهاتف إلى 2000 دولار .

آبل ووتش وإيربودس برو 3

لا يقتصر الحدث على الهواتف فقط، بل من المتوقع أن تكشف أبل عن مجموعة جديدة من المنتجات التي تكمل نظامها البيئي. على رأس هذه المنتجات يأتي الجيل الجديد من الساعات الذكية، آبل ووتش سيريز 11 وآبل ووتش ألترا 3 . تشير التوقعات إلى أن الطراز ألترا 3 قد يأتي بميزة الاتصال عبر الأقمار الصناعية، مما يسمح للمستخدمين بإرسال رسائل في حالات الطوارئ حتى بدون وجود تغطية خلوية، وهي ميزة كانت حصرية للآيفون سابقًا . كما قد تشهد سماعات إيربودس برو 3 أول تحديث لها منذ ثلاث سنوات، حيث يُتوقع أن تأتي بمستشعر لقياس معدل ضربات القلب، وربما حتى كاميرا صغيرة لتسهيل التحكم بالإيماءات، بالإضافة إلى قدرات جديدة للترجمة الحية مباشرةً . هذه الترقيات تعكس استراتيجية أبل للتركيز بشكل أكبر على الصحة والرفاهية، وقد تمهد الطريق لإطلاق خدمة صحية مدفوعة جديدة في المستقبل .

نظام ألعاب موحد وخدمات رقمية طموحة

قد تكرس أبل جزءًا من الحدث للحديث عن خدماتها الرقمية الطموحة. أحد أبرزها هو تطبيق Games الجديد، الذي تم الكشف عنه خلال مؤتمر المطورين (WWDC 2025)، والمقرر إطلاقه مع iOS 26 . هذا التطبيق يهدف إلى إنشاء مركز موحد لكل ألعاب المستخدم على منصات أبل، مع إعادة إحياء الميزات الاجتماعية التي ميزت العصر الذهبي للألعاب المحمولة، مثل مقارنة الإنجازات وإرسال دعوات للعب الجماعي . بالإضافة إلى ذلك، قد تلمح أبل إلى التطورات المستقبلية في آبل تي في بلاس، خاصة بعد نجاح مسلسلات مثل "Severance" التي حصلت على أكبر عدد من ترشيحات Emmy هذا العام، رغم أن الخدمة شهدت recently زيادة في السعر بمقدار 3 دولارات . كل هذه الجهود تظهر رغبة أبل في تعزيز نظامها البيئي المغلق وجعل المستخدمين أكثر التصاقًا بمنتجاتها وخدماتها.